قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الأحد، إن بلاده ستضطر إلى التخلي عن الوقف الاختياري الأحادي الجانب لنشر الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى التي تطلق من البر، ملقياً باللوم على “شروع الولايات المتحدة في نشر مثل هذه الأسلحة”، وتجاهل تحذيرات موسكو وبكين.
وأضاف لافروف في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك” الروسية: “من الواضح اليوم، على سبيل المثال، أن وقفنا الاختياري لنشر الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، غير قابل للاستمرار عملياً، ويجب التخلي عنه”.
وتابع: “تجاهلت الولايات المتحدة، بغطرسة، تحذيرات روسيا والصين، وانتقلت عملياً إلى نشر أسلحة من الفئة المذكورة في مناطق مختلفة من العالم، وكما صرح الرئيس فلاديمير بوتين، بشكل لا لبس فيه، سنرد على ذلك، وسنرد بشكل متناسب”.
وأشار إلى أن موسكو تقوم بتقييم الوضع “على أساس تحليل الإجراءات المزعزعة للاستقرار التي تقوم بها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، على الصعيد الاستراتيجي، وبالتالي تطور التهديدات الناجمة عنها”.
وأوضح وزير الخارجية الروسي أن “الوقف الاختياري الذي فرضته روسيا على نشر الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، التي تطلق من البر، لا يزال ساري المفعول اليوم”.
وانسحبت واشنطن من معاهدة تتعلق بالحد من نشر القوة النووية متوسطة المدى في 2019. وقالت روسيا منذ ذلك الحين إنها لن تنشر مثل تلك الأسلحة بشرط عدم قيام واشنطن بذلك.
“موسكو مستعدة للمفاوضات”
وفي سياق آخر، اعتبر لافروف أن المناقشات بين كييف والغرب حول إمكانية التوصل إلى وقف إطلاق للنار في أوكرانيا، ضرورية بالنسبة لكييف، من أجل الحصول على فترة راحة لبناء قدرات القوات الأوكرانية.
وفي مقابلة مع “سبوتنيك”، قال وزير الخارجية الروسي: “إذا حكمنا من خلال ما نراه ونقرأه، فإن كييف والغرب بدأوا في مناقشة إمكانية التوصل إلى نوع من وقف إطلاق النار والهدنة، من أجل الحصول على فترة راحة، وخلالها زيادة الإمكانات العسكرية للقوات المسلحة الأوكرانية، ومن ثم استئناف الجهود لإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا. بالطبع، هذا طريق مسدود. طريق لا يفضي إلى أي شيء”.
وقال لافروف إن “المقاربات الروسية لحل النزاع حول أوكرانيا، حددها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت سابق”، حسب ما نقلت عنه الوكالة.
وذكر أن موسكو مستعدة للمفاوضات، “لكن يجب أن تهدف إلى القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية، وأن تأخذ بعين لاعتبار الوضع الحقيقي على الأرض”.
وأضاف: “نحن نتحدث على وجه الخصوص عن نزع سلاح أوكرانيا، وضمان عدم انحيازها وحيادها، وخلوها من الأسلحة النووية، والقضاء على التهديدات طويلة الأمد لأمن روسيا، القادمة من الاتجاه الغربي، بما في ذلك توسع حلف الناتو”.
وشدد الوزير الروسي على ضرورة أن تتحمل كييف “التزامات محددة لضمان حقوق وحريات ومصالح المواطنين الناطقين بالروسية، وبالطبع الاعتراف بالحقائق الإقليمية المنصوص عليها في دستور الاتحاد الروسي”.