قال متحدث باسم المحكمة الدستورية في كوريا الجنوبية إن المحكمة ستبدأ الاثنين، النظر في مساءلة الرئيس يون سوك يول بشأن محاولته قصيرة الأمد لفرض الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر، فيما يعتزم محققون استجواب يون هذا الأسبوع، وفقاً لما ذكرته وكالة “يونهاب” للأنباء.
وسيحضر جميع قضاة المحكمة الستة الحاليين الجلسة الأولى بشأن قرار عزل يون الذي أقره البرلمان الذي تقوده المعارضة السبت. وقال القاضي كيم هيونج دو إن المحكمة الدستورية ستبحث الإجراءات القضائية وكيفية إدارة المرافعات.
وسيكون أمام المحكمة ما يصل إلى ستة أشهر لتقرر ما إذا كانت ستعزل يون من منصبه أو تعيده إليه، وإذا تم تأييد القرار، فسيصبح يون ثاني رئيس يتم عزله بعد الرئيسة السابقة بارك كون هيه، في عام 2017. وسيتم إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في غضون 60 يوماً.
وقالت “يونهاب”، إنه بمجرد أن تنتهي المحكمة من استعداداتها، ستُعقد جلسات الاستماع علنياً. ومن حيث المبدأ، سيُطلب من يون حضور جلسات الاستماع.
ويواجه يون وعدد من كبار المسؤولين اتهامات محتملة بالتمرد بسبب قرار الأحكام العرفية.
ويأتي هذا، بعدما صوّت البرلمان الذي تقوده المعارضة بالموافقة على عزل يون السبت، بسبب محاولته التي لم تستمر سوى ساعات لفرض الأحكام العرفية، وهي الخطوة التي صدمت البلاد، وقسمت حزبه وعرضت رئاسته للخطر في منتصف فترة ولايته.
وتعهد يون بـ”عدم الاستسلام”، وقال إنه سيبذل قصارى جهده لضمان استقرار البلاد حتى “اللحظة الأخيرة”.
استدعاء يون للتحقيق
وذكر فريق التحقيق المشترك بين الشرطة ومكتب تحقيقات الفساد لكبار المسؤولين ووحدة التحقيق التابعة لوزارة الدفاع إنه سيطلب مثول يون أمامه الأربعاء، بتهمة التمرد وإساءة استخدام السلطة، وفقاً لما ذكرته وكالة “يونهاب”.
ونص طلب الوحدة على أن الرئيس متهم بقيادة التمرد فيما يتعلق بإعلانه للأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر.
ورفض يون طلباً من المدعين العامين للمثول للاستجواب الأحد، كجزء من تحقيقهم المنفصل في إعلان الأحكام العرفية.
وبرر يون رفضه، بأنه لم يعين ممثلين قانونيين عنه بعد. وتخطط النيابة العامة لمطالبته بالمثول أمامها مرة أخرى، الاثنين.
وإذا استمر يون في تحدي طلبات الاستجواب، فقد تسعى النيابة أو فريق التحقيق المشترك إلى تقديم طلب للمحكمة لإصدار مذكرة اعتقال بحقه.
وتسارعت وتيرة التحقيقات في إعلان الأحكام العرفية حيث تم اعتقال العديد من المسؤولين الذين يُزعم تورطهم في الحادث، بما في ذلك وزير الدفاع السابق كيم يونج هيون ورئيس قيادة الاستخبارات الدفاعية.
وقررت وحدة التحقيقات في فساد كبار المسؤولين والشرطة ووزارة الدفاع إطلاق وحدة التحقيق المشتركة الأربعاء الماضي، لدمج التحقيقات معاً.
القائم بأعمال الرئيس يسعى لطمأنة واشنطن
وتعهد القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية، هان داك سو، الأحد، في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي جو بايدن، بالحفاظ على التحالف بين البلدين وتطويره، مشدداً على أن شؤون الدولة “ستدار بدقة وصرامة وفقاً للدستور والقانون”.
وتولى هان، بصفته رئيساً للوزراء، منصب القائم بأعمال الرئيس، فور إيقاف يون عن مهامه بعد عزله من منصبه. وتم منع يون من ممارسة سلطاته الرئاسية ويتطلب الدستور أن يتولى رئيس الوزراء مهام الرئيس بصفة مؤقتة.
وقال زعيم الحزب الديمقراطي المعارض لي جيه ميونج الأحد، إن الحزب قرر عدم السعي لمساءلة رئيس الوزراء هان داك سو بسبب إعلان الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر.
وقال المكتب الرئاسي في كوريا الجنوبية إن هان تعهد لبايدن بأن “تنفذ حكومتنا سياساتنا الدبلوماسية والأمنية دون انقطاع، وستبذل الجهود حتى يستمر التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وتطويره دون تردد”.