واصلت أزمة المسيرات الغامضة التي تم رصدها فوق شمال شرق الولايات المتحدة إثارة الجدل، وسط غياب لمعلومات رسمية دقيقة عنها، وتحركات من الكونجرس لتوفير المزيد من التقنيات والموارد للتعامل مع هذه المسيرات التي تحلق بالقرب من عدد من المطارات وأدت لإغلاق أحدها على الأقل، فيما اعتقلت السلطات شخصين، بسبب تشغيل مسيرات قريبة “بشكل خطير” من مطار لوجان الدولي في بوسطن.
وأثارت أضواء ساطعة تُحلّق في سماء نيوجيرسي ونيويورك ليلاً، فضول السكان لما يقرب من شهر الآن، وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر الأحد، إنه يعمل على مشروع قانون يمنح السلطات المحلية المزيد من الأدوات لرصد هذه المسيرات، وفق ما نقل موقع “أكسيوس”.
وحض شومر وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس لإرسال أنظمة تقنية متقدمة إلى ولايتي نيويورك ونيوجرسي لمعالجة قضية الأجسام المجهولة التي أدت لإغلاق مطار ستيورات الدولي بنيويوك الجمعة.
وأضاف شومر للصحافيين الأحد، إنه طلب نشر أنظمة رادار متقدمة Robin Radar Systems في هذه الولايات لأنها تمنح رؤية بـ360 درجة. وقال: “إذا كانت التكنولوجيا التي تمكن المسيرات من التحليق في السماء متواجدة، فقطعاً هناك تكنولوجيا لرصدها بدقة وتحديد ما الذي يجري، وهذا هو ما تفعله أنظمة رادار روبن”.
وقللت إدارة الرئيس جو بايدن من المخاوف بشأن مشاهدة عدد من الطائرات المسيرة، وقالت إنه لا يوجد دليل على أي تهديد للأمن القومي.
لكن مشرعين أميركيين، بينهم ديمقراطيين، عبروا عن إحباطهم مما وصفوها بعدم شفافية الحكومة وعدم التصدي للمخاوف العامة.
وقال مايك والتز مستشار الأمن القومي في الإدارة الأميركية المنتخبة بقيادة دونالد ترمب، الأحد، إن رصد سلسلة من الطائرات المسيرة في ولاية نيوجيرسي وولايات أخرى سلطت الضوء على ثغرات في أمن المجال الجوي للولايات المتحدة ينبغي معالجتها.
وكانت حاكمة نيويورك كاثي هوكول قد قالت في بيان السبت، إن السلطات الفيدرالية، تنشر أحدث تكنولوجيا متوافرة لرصد المسيرات في نيويورك، وإن من شأن هذه التكنولوجيا مساعدة الولاية وسلطات إنفاذ القانون الفيدرالية في التحقيق في الأمر، ولكنها قالت إن هناك حاجة إلى المزيد من المساعدة.
وطلب حاكم نيوجيرسي فيل ميرفي من إدارة الرئيس جو بايدن المزيد من الموارد للتحقيق في أصل المسيرات الغامضة.
وقال ميرفي إن من حق الجمهور الحصول على إجابات واضحة، وأضاف أنه سيدفع للحصول على المزيد من الموارد والمعلومات من الحكومة الفيدرالية.
وذكر في وقت لاحق أنه اجتمع مع مسؤولين من مكتب التحقيقات الفيدرالي وعرض التعاون الكامل مع الحكومة الفيدرالية في هذا الشأن.
وقال وزير الأمن الداخلي إن إدارة بايدن أرسلت معدات تقنية جديدة إلى نيوجيرسي حيث شوهدت العديد من المسيرات.
اعتقال شخصين
واعتقلت السلطات بميناء بوسطن شخصين هما روبرت دافي (42 عاماً)، وجيرمي فوليك (32 عاماً)، مساء السبت، فيما فر شخص ثالث بقارب، وفق ما ذكرت شبكة ABC NEWS.
وكانت الشرطة تراقب مسيرات تعمل بالقرب من المطار، واستخدمت تقنيات متقدمة لمعرفة موقع المسيرات بالتحديد، وارتفاعها وتاريخ تحليقها، ومعلومات أخرى، بينت أن تلك المسيرات تشكل خطراً على المجال الجوي للمطار.
ونسقت الشرطة مع وزارة الأمن الداخلي وشرطة الولاية ووحدة مكافحة الإرهاب وهيئة الاتصالات الفيدرالية، وبرج المراقبة الجوية للتعامل مع الموقف.
وانتشرت وحدات الشرطة في لونج أيلاند، وهي جزء من الميناء للعثور على مشغلي المسيرات، وتمكنت من تحديد موقع 3 أشخاص داخل مخيم مهجور، وتمكنت الشرطة من اعتقال شخصين، فيما فر الثالث.
وعثر على مسيرة إضافية في حقيبة ظهر أحدهما.
وبدأت مشاهدات المسيرات الغامضة في شمال نيوجيرسي منتصف نوفمبر الماضي، عندما رصد عمال في ترسانة “بيكاتيني” التابعة للجيش الأميركي بمقاطعة موريس، ما وصفوه بأنه “طائرة مُسيرة” تحلق قرب القاعدة.
وبعد أيام، بدأت البلاغات عن هذه المشاهدات تتدفق إلى شرطة ولاية نيوجيرسي، وفقاً لرسالة بعث بها حاكم الولاية فيل ميرفي، إلى الرئيس بايدن ونشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي، الخميس.
وفي البداية، تركزت المشاهدات في عدد قليل من المقاطعات شمال ولاية نيوجيرسي، لكنها سرعان ما امتدت إلى أنحاء الولاية، بما في ذلك المناطق الساحلية الجنوبية وضواحي فيلادلفيا.
وفي أوائل ديسمبر الجاري، بدأت بلاغات عن المشاهدات تظهر في مدينة نيويورك، بداية من الساحل الغربي لجزيرة ستاتن، ثم جنوب بروكلين قرب جسر فيرازانو ناروز. والخميس، أُبلغ عن مشاهدات في منطقة برونكس وقرب مطار لاجوارديا في كوينز.