أدانت الدول العربية قرار الحكومة الإسرائيلية بالموافقة على خطة توسيع المستوطنات الإسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة، معتبرة أن الأعمال الإسرائيلية تهدف إلى انتهاك سيادة سوريا، وتهدم فرص استعادتها للأمن والاستقرار، في محاولة لفرض سياسة الأمر الواقع.
وادعت الحكومة الإسرائيلية، بأنها تصرفت “في ضوء الحرب والجبهة الجديدة مع سوريا” رغبة في مضاعفة عدد السكان الإسرائيليين في الجولان.
وأدانت السعودية، الأحد، قرار الحكومة الإسرائيلية بالتوسع في الاستيطان في منطقة الجولان السورية المحتلة.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية في بيان عن “إدانة المملكة واستنكارها لقرار حكومة الاحتلال ومواصلتها تخريب فرص استعادة سوريا لأمنها واستقرارها”.
وجددت السعودية دعوتها للمجتمع الدولي لإدانة هذه الانتهاكات الإسرائيلية، مؤكدة “ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وأن الجولان أرض عربية سورية محتلة”.
“انتهاك لسيادة سوريا”
وعبرت مصر، عن رفضها الكامل وإدانتها لقرار الحكومة الإسرائيلية بالتوسع في الاستيطان في الجولان السورية المحتلة، واصفة الخطوة بأنها “تمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة الدولة السورية ووحدة أراضيها”.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان، إن “مصر تعتبر الخطط الإسرائيلية للتوسع في الاستيطان داخل أراضي الجولان السورية المحتلة المخالفة للقانون الدولي إصراراً على فرض سياسة الأمر الواقع”.
وأشارت إلى أن قرار تل أبيب “يعكس مجدداً افتقاد إسرائيل للرغبة في تحقيق السلام العادل بالمنطقة، ومواصلة التوسع في الاستيلاء على أراض عربية وتغيير الوضع الديموغرافي للأراضي التي تحتلها، في انتهاك سافر للقانون الدولي وللمواثيق الدولية، بما في ذلك اتفاقيات جنيف الأربع بوصف إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال”.
وطالبت مصر الأطراف الدولية الفاعلة ومجلس الأمن بـ “الاضطلاع بمسؤولياتهم في رفض تلك الانتهاكات للسيادة السورية ولوضع حد للاستيطان الإسرائيلي”.
“تغيير باطل وغير مشروع”
كما أعربت وزارة الخارجية العراقية، عن إدانتها واستنكارها الشديدين لقرار الحكومة الإسرائيلية، معتبرة أنه يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
وأكدت الوزارة في بيان، موقف العراق الثابت والداعم لحقوق سوريا في استعادة سيادتها الكاملة على أراضيها، مشددة على أن الجولان أرض سورية محتلة، وأن أي إجراءات تهدف إلى تغيير وضعه القانوني والديمغرافي تعد باطلة وغير مشروعة.
واعتبرت الخارجية القطرية، مصادقة إسرائيل على خطة لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الجولان “حلقة جديدة” في سلسلة الاعتداءات على سوريا.
وأعربت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان عن “رفضها القاطع لكافة الإجراءات والممارسات التي تستهدف تغيير الوضع القانوني في هضبة الجولان المحتلة”، معتبرة أنها تهدد أمن وسيادة واستقرار سوريا.
وأدانت الخارجية الإماراتية، قرار الحكومة الإسرائيلية بالتوسع في الاستيطان، بهضبة الجولان المحتلة، واصفة القرار بأنه “يهدد بالمزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة”.
وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان”حرص الإمارات على وحدة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها”، مشيرة إلى أن “قرار التوسع في الاستيطان في هضبة الجولان يُعد إمعاناً في تكريس الاحتلال وخرقاً وانتهاكاً للقوانين الدولية”.
خطة إسرائيل لتوسيع المستوطنات
وكانت الحكومة الإسرائيلية، قد وافقت، الأحد، على خطة لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة، قائلة إنها تصرفت “في ضوء الحرب والجبهة الجديدة مع سوريا”، ورغبة في مضاعفة عدد السكان الإسرائيليين في الجولان.
وذكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان، أن “تقوية الجولان هو تقوية لدولة إسرائيل، وهي مهمة على نحو خاص في هذا التوقيت. سنواصل التمسك بها وسنجعلها تزدهر ونستقر فيها”، وفق قوله.
وتوغلت إسرائيل منذ الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، داخل المنطقة منزوعة السلاح في سوريا، والتي أقيمت بعد حرب عام 1973، بما في ذلك الجانب السوري من جبل الشيخ الاستراتيجي المطل على دمشق، حيث سيطرت قواتها على موقع عسكري سوري مهجور.
كما نفذت إسرائيل، التي زعمت أنها “لا تنوي البقاء هناك” وتصف التوغل في الأراضي السورية بأنه “إجراء محدود ومؤقت لضمان أمن الحدود”، مئات الضربات على مخزونات الأسلحة الاستراتيجية في سوريا.
وزعمت أنها تدمر الأسلحة الاستراتيجية والبنية التحتية العسكرية لـ”منع استخدامها من قبل جماعات المعارضة المسلحة”، التي أطاحت بالأسد من السلطة.
“ذرائع كاذبة”
وقال القائد العام لإدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع المعروف بـ”أبو محمد الجولاني”، السبت الماضي، إن إسرائيل تستخدم ذرائع كاذبة لتبرير هجماتها على سوريا، لكنه ليس مهتماً بالانخراط في صراعات جديدة في الوقت الذي تركز فيه البلاد على إعادة الإعمار.
وقال الشرع في مقابلة نشرت على موقع تلفزيون سوريا، وهي قناة مؤيدة للمعارضة، إن الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة.
وأضاف أن “الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة البناء والاستقرار، وليس الانجرار إلى صراعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار”.
ونقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول إسرائيلي قوله إن إسرائيل والأردن عقدا “محادثات سرية” للتنسيق بشأن الوضع في سوريا، موضحاً أن الأردن يلعب دور الوسيط الرئيسي بين تل أبيب وفصائل المعارضة المسلحة في سوريا بقيادة “هيئة تحرير الشام”.