بحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيره التركي هاكان فيدان، الجمعة، أدوار بلديهما المحتملة في مستقبل سوريا، بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، فيما شددا على استمرار جهود البلدين لكبح تنظيم “داعش” في البلاد.
وقال بلينكن في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي من أنقرة: “لقد عملت واشنطن وأنقرة بجد، وقدمتا الكثير على مدى سنوات عدة، لضمان القضاء على الخلافة الإقليمية لداعش، ولضمان عدم ظهور هذا التهديد مرة أخرى، ومن الضروري أن نواصل هذه الجهود”.
وأضاف: “نركز على سوريا والفرصة المتاحة أمامنا لنخرج من قيود بشار الأسد ونتجه إلى مستقبل يختاره السوريون. هناك اتفاقاً واسع النطاق بشأن ما ترغب تركيا والولايات المتحدة في رؤيته في سوريا بعد الإطاحة بالأسد”.
وتابع: “ناقشنا دور تركيا والولايات المتحدة وأطراف أخرى في المنطقة لتحقيق ذلك، وهناك اتفاقاً بين دول المنطقة حول ما نود أن نراه من الحكومة المقبلة في سوريا على أن تكون غير طائفية تشمل الجميع وتحمي حقوق الأقليات وتحافظ على دور المؤسسات وتتعامل مع الأسلحة الكيميائية وتتخلص منها، ولا تتعامل مع الجهات المتطرفة ولا تشكل تهديداً لدول الجوار السوري”.
وأكد بلينكن أن ما يحدث في سوريا “سينال دعماً دولياً بعد سنوات العزلة والفساد”.
وفيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على غزة، قال بلينكن، إنه تناول في محادثاته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية هاكان فيدان ضرورة موافقة حركة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي يمكن أن يساعد أخيراً في وضع حد للأمر”.
وتابع: “نقدر كثيراً الدور الذي يمكن أن تضطلع به تركيا باستخدام تواصلها مع حماس، لمحاولة إنهاء الأمر”.
تركيا: نهدف لمحو التنظيمات الإرهابية
بدوره، قال وزير الخارجية التركي: “نهدف إلى تحقيق الاستقرار والسلام في سوريا وأن يتم محو المنظمات الإرهابية في المنطقة. تحدثنا عن الحلول المشتركة التي يمكن أن نصل إليها مع الولايات المتحدة”.
وحول الوضع في غزة، قال فيدان: “اتفقت مع وزير الخارجية الأميركي على ضرورة وقف النار في غزة بشكل فوري. ونعمل جاهدين مع الولايات المتحدة لتحقيق ذلك، لكن إسرائيل تستمر في قتل المدنيين وانتهاكاتها في المنطقة”.
وفي وقت سابق الجمعة، أكد رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، أن بلاده لن تسمح بأي محاولات لتقسيم سوريا وستعمل على منع أي خطط تهدف لذلك.
وأضاف ألطون متحدثاً في إسطنبول: “سنستمر بمحاربة التنظيمات الإرهابية في سوريا وبنفس الوتيرة لتحقيق الاستقرار فيها”.
يأتي ذلك في وقت، قالت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) الكردية، إنها أحبطت هجمات شنتها فصائل موالية لتركيا على سد تشرين وجسر قرة قوزاق في شمال سوريا، قائلة إن 8 من مقاتليها لقوا حتفهم وأصيب 13 آخرون في اشتباكات بين الجانبين على مدى الأيام الماضية.
ودعّمت واشنطن وأنقرة، العضوان في حلف شمال الطلسي “الناتو”، فصائل المعارضة السورية خلال الحرب الأهلية التي استمرت 13 عاماً، لكن مصالحهما تضاربت بشكل ملحوظ، عندما تعلق الأمر بـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) التي يقودها الأكراد.
و”قوات سوريا الديمقراطية” هي المكون الرئيسي في تحالف تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش”، إذ تقود هذه القوات “وحدات حماية الشعب”، التي تعتبرها أنقرة امتداداً لـ”حزب العمال الكردستاني”، الذي يقاتل الدولة التركية منذ 40 عاماً.