“الأورومتوسطي”: الاحتلال يحاول استئصال أكثر من 70 ألف فلسطينيّ شمال غزَّة
02 ديسمبر 2024 – 15:56
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن الفلسطينيين شمال قطاع غزة يتعرضون للتجويع والاستئصال في أكبر حملة إبادة في العصر الحديث، مشيراً إلى أن أكثر من 70 ألف مدني محاصرون منذ شهرين كاملين دون طعام أو دواء.
وأكد المرصد “الأورومتوسطي”، في بيان له، اليوم الاثنين، اطلعت “وكالة سند للأنباء” عليه، أن هناك معطيات صادمة من فريقنا الميداني تتحدث عن كافة المدنيين المحاصرين في شمال القطاع يواجهون مجاعة حقيقية بعد نفاد جميع أنواع الطعام والمياه النظيفة مع استمرار عمليات القصف الإسرائيلي والملاحقة في مراكز الإيواء وما تبقى من المنازل المدمرة.
وأشار المرصد إلى أن عمليات التهجير القسري منذ أكتوبر/تشرين الماضي، أسفرت عن نزوح أكثر من 150 ألف بسبب تدمير الاحتلال الإسرائيلي كافة سبل العيش في مناطق شمال القطاع.
ولفت “الأورومتوسطي”، إلى أن جيش الاحتلال يتعمد قصف المنازل التي لجأ إليها المدنيون، وكان من بين أحدثها قصف منزل عائلة “لبد” في بيت لاهيا، ما أسفر عن ارتقاء 25 فردًا من العائلة واحدة السبت.
وتابع القول “قبل ذلك بيومين، قصف جيش الاحتلال 3 بنايات سكنية في جباليا وبيت لاهيا تعود لعائلات (البابا والأعرج وأحمد)، مما أدى إلى ارتقاء أكثر من 120 من سكانها، إضافة إلى فقدان أعداد غير معروفة.
ونبه المرصد الحقوقي، إلى أن من يُفقد تحت الأنقاض بفعل القصف الإسرائيلي على شمالي قطاع غزة لا يمكن لأي جهة إنقاذه، في ظل منع “إسرائيل” عمل طواقم الدفاع المدني منذ 41 يومًا.
وبين “الأورومتوسطي”، أن الناجين الذين يتمكنون من التحامل على جراحهم للوصول إلى المستشفيات يواجهون خطر الاستهداف المباشر من مسيّرات “كواد كوبتر” الإسرائيلية، وحتى إذا وصلوا، فإنهم قد يموتون بسبب نقص العلاج المناسب أو عدم توفر الكوادر الطبية.
ووثق “الأورومتوسطي”، عشرات الحالات التي استهدفت فيها الطائرات المُسيّرة، المدنيين الذين يضطرون للخروج من منازلهم أو مراكز الإيواء التي لجأوا إليها بحثًا عن الطعام أو الماء.
وشدد المرصد على أن، جيش الاحتلال يرتكب أبشع الجرائم بحق المدنيين، حيث يعمل على محو مخيم جباليا بالكامل عبر نسف المنازل باستخدام الروبوتات والبراميل المفخخة، بالإضافة إلى القصف بالقنابل الأميركية المدمرة.
وأشار “الأورومتوسطي”، إلى أن التجاهل الدولي لما يجرى في شمال غزة “يشكل وصمة عار لا تُمحى عن جبين المجتمع الدولي الذي يواصل استثناء الفلسطينيين من حماية القانون الدولي وآلياته التنفيذية بسبب التحيزات السياسية والضغط الدولي”.
ويعدم الاحتلال في شمال قطاع غزة، أي مظاهر للحياة في المنطقة، إذ دمر أحياء سكنية كاملة، تحت قصف دموي مكثف وحصار مطبق يمنع دخول الغذاء والماء والأدوية.
كما جرى إخراج المنظومتين الصحية والإغاثية عن الخدمة تماما، وتعطيل آبار المياه والمرافق الحياتية كاملة، ضمن سلسلة جرائم متواصلة، وبعد اجتياحين في ديسمبر/ كانون الأول 2023 ومايو/ أيار 2024، فإن هذه هي المرة الثالثة التي يجتاح فيها جيش الاحتلال جباليا منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة قبل أكثر من عام.
وبدعم أمريكي مطلق يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على قطاع غزة أسفرت عن أكثر من 140 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل مجازرها بغزة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.