طواقم الشرطة التي حاولة حماية القوافل تم استهدافها..
29 منظمة دولية: عصابات تنهب مساعدات غزة بإشراف من جيش الاحتلال
16 نوفمبر 2024 – 10:44
أكّدت 29 منظمة دولية غير حكومية، أن جيش الاحتلال الإسرائيليّ يتيح لعصابات نهب شاحنات المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة، كما أنه يستهدف أفراد الشرطة في غزة، كلّما حاولوا منع هذه العصابات من السيطرة على الشاحنات.
وقالت هذه المنظمات وبينها “أطباء العالم” و”أوكسفام” والمجلس النرويجي للاجئين، في تقرير مشترك، اليوم السبت، اطلعت “وكالة سند للأنباء” عليه، أن “النهب مشكلة متكررة، نتيجة استهداف إسرائيل ما تبقى من قوات الشرطة في غزة، وانعدام الطرق، وإغلاق معظم نقاط العبور، الذي يؤدي إلى هذه الظروف الكارثية”.
وأكد التقرير أنه في حالات عديدة وفيما كان عناصر الشرطة الفلسطينيون في غزة “يحاولون اتخاذ إجراءات ضد العصابات واللصوص، تعرضوا لهجوم بالقصف الصاروخي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى لستشهاد العشرات من رجال الشرطة”.
وفي المقابل يقول التقرير أن “هنالك العديد من حوادث السطو على شاحنات المساعدات تقع بالقرب من قوات الاحتلال، أو على مرأى منها، بدون أن تتدخل حتى عندما يطلب سائقو الشاحنات المساعدة”.
وندّدت المنظمات بخفض المساعدة الإنسانية التي تسمح “إسرائيل” بدخولها إلى قطاع غزة إلى “مستوى متدن تاريخيا”.
وذكرت أن ما معدله 37 شاحنة مساعدات إنسانية دخلت إلى قطاع غزة يوميا في أكتوبر/تشرين الأول الفائت، مقابل 500 شاحنة قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حين اندلعت العدوان على القطاع.
وأحصت المنظمات الـ29 أيضا سبع هجمات على العاملين في المجال الإنسانيّ ورجال الشرطة الذين يقومون بحماية قوافل المساعدات، نفّذ معظمها جيش الاحتلال ما بين 10 تشرين الأول/ أكتوبر و7 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، استشهد خلالها 11 عاملا إنسانيا ورجال شرطة، وثلاثة أطفال.
ويقول التقرير أن ذلك يأتي إثباتًا جديدًا على الاحتلال بالتعاون مع العصابات المسلحة في منطقة رفح خصوصاً، يقومون بعرقلة جزء كبير من شاحنات المساعدات التي تدخل القطاع عبر معبر كرم أبو سالم، بطريقة ممنهجة، ومن خلال تحويل مسارهم بشكل متعمّد.
وأكّد أن “حل المشكلة يتطلّب نشر قوة شرطة في القطاع؛ فلسطينية أو دولية، أو الضغط على إسرائيل عدم مهاجمة الشرطة في غزة عند قيامها بدورها في حماية قوافل المساعدات”، وهي خطوة ترفضها إسرائيل.
وأكد التقرير أن مشكلة العصابات المسلّحة، قد تفاقمت منذ سيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح، الذي كان حتى ذلك الحين بمثابة المحور الرئيسي لدخول البضائع إلى القطاع.
ومنذ توقف المعبر على الحدود بين غزة ومصر، تدخل معظم البضائع إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، وهي المنطقة المتاخمة التي سيطرت عليها العصابات المدعومة من قوات الاحتلال.
ووفقاً للتقرير فإن “حالات السرقة تضاعفت في الأسابيع الأخيرة من نوفمبر/تشرين ثاني الجاري، إلى حد أن منطقة سيطرة العصابات تم تحديدها على الخرائط الصادرة عن الأمم المتحدة على أنه ’منطقة شديدة الخطورة’، بسبب انهيار النظام المدني بشكل رئيسي”.
ولفت التقرير إلى أن “الشاحنات تدخل القطاع عبر معبر كرم أبو سالم، وتمرّ عبر منطقة سيطرة الجيش الإسرائيلي عند محور فيلادلفي، ثم تتجه شمالا نحو رفح، حيث يهاجمها المسلحون”.
ونقل التقرير عن مسؤولين، قال إنهم مطلعون على عملية نقل المساعدات، أن “المسلحين يوقفون الشاحنات باستخدام حواجز مؤقتة، أو إطلاق النار على إطارات الشاحنة، ثم يطلبون من السائقين دفع ’رسوم مرور’ بقيمة 15 ألف شيكل”.
وأضاف أن “السائق الذي يرفض الطلب يكون في خطر باختطاف الشاحنة، أو الاستيلاء عليها، وسرقة محتوياتها”.
ونقلت “هآرتس” عن مصادر عاملة في قطاع غزة، أن “الهجمات المسلحة تتم تحت أعين قوات الجيش الإسرائيلي، وعلى مسافة مئات الأمتار منها”.
وأفاد التقرير بأن بعض منظمات الإغاثة التي تعرّضت شاحناتها للهجوم، اتصلت بالجيش الإسرائيلي بشأن هذه القضية، لكن جيش الاحتلال رفض التدخّل؛ كما تؤكد المنظمات أن الجيش يمنعهم أيضًا من السفر على طرق أخرى، تُعدّ أكثر أمنا.
ونقل التقرير عن مسؤول رفيع، في منظمة دولية تعمل في قطاع غزة، القول: “رأيت دبابة إسرائيلية وشخصاً مسلّحًا ببندقية كلاشينكوف، يقف على بُعد مئة متر منه”. وبحسب قوله فإن “المسلحين يضربون السائقين، ويأخذون كل الطعام إذا لم يُدفع لهم”، ولتجنّب ذلك، توافق بعض منظمات الإغاثة على دفع رسوم الابتزاز.
وكانت ثماني منظمات غير حكومية بينها “سايف ذا تشيلدرن” و”كير” و”ميرسي كورب” قد أشارت في الآونة الأخيرة إلى أن الوضع “أكثر كارثية مما كان عليه قبل شهر”.
من جانبها، أعلن تجمع القبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية في قطاع غزة، دعمه لما تقوم به كوادر الأمم المتحدة في مجال تقديم المساعدات لأبناء الشعب الفلسطيني في القطاع، ومسؤوليته في حماية قوافل المساعدات مع الشرطة.
وأكد “التجمع”، في بيان له، وصل “وكالة سند للأنباء” نسخة منه، تحمله المسؤولية في تقديم المساعدات مع الأمم المتحدة لأهالي القطاع، والعمل على فضح الانتهاكات الإسرائيلية والعقبات التي تضعها أمام إيصال المساعدات للمناطق الشمالية تحديدا .
وبين أنه مستعدة للخروج مع الأمم المتحدة والشرطة الفلسطينية لتأمين المساعدات لأبناء قطاع غزة، مشدداً على مسؤوليته الكاملة في لجم بعض الخارجين عن الصف الوطني، “فمن يتعرض لطريق المساعدات هو خائن ومتساوق مع الاحتلال المجرم ومخططاته تجاه أبناء شعبنا“.
وشدد تجمع العشائر في بيانه على ضرورة تفعيل دور الشرطة في حماية طريق المساعدات، مشيراً إلى أنها يجب أن تكون محمية بالقانون الدولي، وعدم تعريض أفرادها من قبل الاحتلال للإستهدافات “لأن دور الشرطة هو دور مدني وإنساني بحت وخاصة في هذه الظروف الصعب“.
وبدعم أمريكي مطلق يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على قطاع غزة أسفرت عن أكثر من 140 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل مجازرها بغزة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.