هنأ الرئيس الصيني شي جين بينج، الخميس، الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفوزه في انتخابات الرئاسة الأميركية على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، داعياً بكين وواشنطن إلى إدارة خلافاتهما بـ”الطريقة المناسبة”، وتعزيز الحوار بينهما.
وأوضحت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، أن شي جين بينج بعث برقية تهنئة إلى ترمب على انتخابه رئيساً جديداً للولايات المتحدة، أعرب خلالها أن يتبادل البلدان الاحترام ويتعايشا سلمياً ويتعاونا بما يعود بالنفع عليهما.
وأضافت أن الرئيس الصيني أعرب أيضاً خلالها على رغبة التعاون بين الصين والولايات المتحدة هدفاً طويل الأمد، مؤكداً أن بكين وواشنطن تحققان مكاسب من التعاون وتتكبدان خسائر من المواجهة.
بدورها، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينج: “نحترم خيار الشعب الأميركي، ونهنئ ترمب على انتخابه رئيساً للولايات المتحدة”.
وتابعت: “سياسة الصين تجاه الولايات المتحدة ثابتة”، مشيرة إلى أن بكين ستستمر في النظر إلى علاقاتها مع الولايات المتحدة والتعامل مع تلك العلاقات وفقاً لمبادئ الاحترام المتبادل، والتعايش السلمي، والتعاون المربح للجانبين.
وفي أغسطس الماضي، قال ترمب، إنه سيقيم علاقة جيدة مع شي جين بينج، مضيفاً: “لن نذهب للحرب معه، لن نذهب إلى الحرب مع الصين”.
وأضاف خلال مقابلة حية مع مدون ألعاب فيديو: “كان لدي اجتماع جيد ومشهور معه في واشنطن، هو يحب بلده، يمكنني أن أقول لك ذلك”.
وتدهورت العلاقات الصينية-الأميركية في السنوات الأخيرة بسبب قضايا عدة مثل وضع تايوان والتجارة والتكنولوجيات الجديدة وصراع البلدين على النفوذ في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وبحر الصين الجنوبي وحقوق الإنسان.
تحديات وتعقيدات
وبرز موقف ترمب، الصارم تجاه الصين، كعنصر محوري في أجندات سياسته الخارجية، وسط توقعات بأن تشهد الولاية الرئاسية الثانية تحديات وتعقيدات كبيرة بين واشنطن وبكين في منطقة الإندو باسفيك.
وسيواجه ترمب والقادة في بكين واقعاً صعباً، في ظل خضوع عدد من كبار المرشحين المحتملين لشغل مناصب بالسياسة الخارجية في إدارته، لعقوبات صينية تمنعهم من دخول البلاد، وهو ما يعكس أزمة دبلوماسية محتملة بين الولايات المتحدة والصين، ويثير تساؤلات بشأن كيفية إدارة العلاقات الثنائية حينها.
وكانت بكين اتخذت خطوة غير مسبوقة بعد وقت قصير من تولي الرئيس الأميركي جو بايدن منصبه، بفرض عقوبات على 28 مسؤولاً سابقاً في إدارة ترمب، لدورهم في السياسات التي اعتبرتها الصين “مُعادية”، في خطوة أظهرت توقعات صينية بانتهاء علاقة ترمب بالبيت الأبيض.
ويثير العداء العلني لصناع القرار المحتملين في إدارة ترمب الثانية للصين، تساؤلات عن كيفية تعامل واشنطن وبكين مع ما يوصف بأنه “أحد أهم العلاقات الثنائية في العالم”.
وتعتبر الصين انخراط الولايات المتحدة في تايوان، تدخلاً في شؤونها الداخلية. لكن بكين تدرك أن واشنطن لديها قدرة أكبر بكثير من بكين على التأثير في تايبيه.
وتشكل الجزيرة محور توتر بين الصين والولايات المتحدة لأن واشنطن، رغم عدم اعترافها رسمياً بتايوان، تعتبر مزودها الرئيسي بالأسلحة، فيما تعتبر الصين أن تايوان إقليم من أقاليمها لم تنجح في استعادته منذ انتهاء الحرب الأهلية الصينية في 1949.
وتؤكد بكين أنها تفضل إعادة توحيد “سلمية” مع الجزيرة البالغ عدد سكانها نحو 23 مليون نسمة، وتتمتع بنظام ديموقراطي، إلا أنها لا تستبعد اللجوء إلى القوة إن لزم الأمر خصوصاً في حال إعلان استقلال الجزيرة رسمياً.