نجح الجمهوري دونالد ترمب في الفوز بانتخابات الرئاسة الأميركية بعد تأكد حصوله على أغلبية أصوات المجمع الانتخابي للولايات المتحدة البالغة 538 صوتاً.
وحسم ترمب أمر عودته إلى البيت الأبيض بعد أن تغلب على منافسته من الحزب الديمقراطي كمالا هاريس في الولايات التي كانت متوقعة لصالحه، بالإضافة إلى عدد من الولايات المتأرجحة.
وقال ترمب، مخاطباً أنصاره بمقر حملته في وست بالم بيتش بفلوريداً، إنه فاز بالانتخابات الرئاسية الأميركية، معتبراً أن الشعب الأميركي منحه “تفويضاً غير مسبوق”.
وأضاف: “صنعنا التاريخ الليلة (..) سنساعد أمتنا على التعافي، وسأناضل من أجل كل مواطن، وهذا نصر رائع للشعب الأميركي”، مذكراً بوعوده الانتخابية، قائلاً إنه سيعيد المهاجرين غير الشرعيين إلى بلادهم، وسيغلق الحدود ولن يسمح باستمرار الهجرة غير الشرعية.
وشدد على أن الولايات المتحدة ستغلق الحدود، لافتاً إلى أن أميركا ترغب في أن يأتي الناس، لكن بطريقة قانونية، مشيراً إلى أن “حركة ماجا (لنجعل أميركا عظيمة مجدداً) فازت في كل المنافسات الانتخابية”، مؤكداً أنه سيحقق “إنجازات عظيمة للولايات المتحدة”.
وقال ترمب إنه “لن يشن أي حروب إنما سيقوم بوقفها”، لافتاً إلى أن الصين على سبيل المثال لا تملك ما تملكه الولايات المتحدة، وأضاف: “سنحقق أفضل مستقبل باهر لجميع الأميركيين”، مؤكداً أن “جميع الأميركيين من كل الأعراق والأديان وقفوا خلفه”.
وتابع: “لن ننسى هذا اليوم الذي استعاد فيه الشعب الأميركي السيطرة على بلاده”، مضيفاً: “سنخفض الضرائب ونحسين الاقتصاد”.
ومن المقرر أن يجتمع أعضاء المجمع الانتخابي في 17 ديسمبر للإدلاء بأصواتهم رسمياً وإرسال النتائج إلى الكونجرس، الذي يعلن في 6 يناير الفائز بانتخابات الرئاسة “رسمياً”، قبل تنصيب الرئيس في 20 من الشهر ذاته.
فوز استثنائي
ويشكل فوز ترمب حالة استثنائية في تاريخ الانتخابات الأميركية، حيث يواجه لائحة من 34 اتهاماً، كما عاد إلى البيت الأبيض الذي كان يشغله كرئيس للولايات المتحدة يحمل رقم الرئيس الـ45، في الفترة من 2016 إلى 2020.
وفي العام 2016، ترشّحت هيلاري كلينتون رسمياً عن الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة لتواجه ترمب، لكنها اعترفت بهزيمتها في 9 نوفمبر 2016، بعد أن أعلنت وسائل الإعلام أن ترمب تجاوز عتبة أصوات المجمع الانتخابي المطلوبة للفوز في الانتخابات وإنهاء الحملة.
وحصل ترمب على 306 أصوات مقابل 232 لهيلاري كلينتون، بينما يتطلب الفوز الحصول على 270 صوتاً على الأقل لانتخابه كرئيس خامس وأربعين، على الرغم من فوز كلينتون بالتصويت الشعبي بأكثر من 2.8 مليون صوت، وفي الوقت نفسه، احتفظ الجمهوريون بأغلبيتهم في مجلسي الشيوخ والنواب.
عودة ترمب
وفي العام 2020، خاض ترمب انتخابات الرئاسة على أمل الفوز بفترة ثانية، لكن منافسه عن الحزب الديمقراطي جو بايدن فاز بالانتخابات، وأدلى اليمين في حفل حضره عدد من رؤساء الولايات المتحدة السابقين، أبرزهم جورج دبليو بوش، وبيل كلينتون وباراك أوباما، فيما غاب ترمب عن المراسم، وحضر نائبه مايك بنس، كما أدت كمالا هاريس اليمين لتكون أول امرأة تشغل منصب نائب الرئيس، وسط تأهب أمني غير مسبوق.
ومنذ اليوم الأول لتولي بايدن رئاسة أميركا، وعلى الرغم من طعنه في صحة نتائج الانتخابات، أعلن ترمب أنه يعد العدة من أجل العودة إلى البيت الأبيض في الانتخابات التالية، حتى أنه لا يمكن القول إنه غاب عن المشهد السياسي أبداً في عهد بايدن.
ولاحقاً في العام 2024، نجح ترمب في إقصاء بايدن من السباق الرئاسي بعد مناظرة في يونيو بدا فيها أكثر حضوراً وثقة من الرئيس جو بايدن الذي واجه عاصفة من الضغوط والانتقادات، من داخل حزبه الديمقراطي، والتي طالت حالته الصحية والعقلية، فضلاً عن سنه المتقدم.
وقرر بايدن في يوليو الانسحاب من الانتخابات الرئاسية الأميركية، ليتجه الحزب الديمقراطي إلى ترشيح نائبته كامالا هاريس.
وتخللت مسيرة عودة ترمب إلى البيت الأبيض محاولتان لاغتياله هذا العام، تسببت إحداهما في إصابته برصاصة في أذنه خلال تجمع حاشد خلال يوليو في بتلر بولاية بنسلفانيا.