كشفت شركة “سبيس إكس” عن خطة طموحة من شأنها أن تغيّر مستقبل الرحلات الفضائية، إذ تعتزم نقل الوقود الدافع من مركبة “ستارشيب” Starship إلى مركبة أخرى في الفضاء بداية من مارس المقبل.
ومن شأن هذا الإنجاز التقني تمهيد الطريق لعملية هبوط غير مأهولة لمركبة “ستارشيب” العملاقة على سطح القمر، حسبما أفاد مسؤول في وكالة الفضاء الأميركية “ناسا”، هذا الأسبوع، وفق موقع Techcrunch.
وفي حين يثار الكثير من الحديث عن قدرة “ستارشيب” على تغيير صناعة الفضاء التجارية، فإن ناسا تعلّق آمالها أيضاً على أن المركبة العملاقة ستعيد البشر إلى القمر ضمن برنامج “أرتميس” Artemis.
وتسعى الولايات المتحدة إلى تنفيذ برنامج “أرتميس” بحلول عام 2025، والذي يُعد بمثابة الخطوة الأولى نحو الهدف طويل الأمد المتمثل في إقامة وجود بشري مستدام على سطح القمر، ووضع الأساس للشركات الخاصة لبناء اقتصاد على القمر، وإرسال البشر في النهاية إلى المريخ.
ومنحت ناسا، الشركة، عقداً بقيمة 4.05 مليار دولار لمركبتين من طراز “ستارشيب” مخصصتين للرحلات البشرية، حيث ستقوم المرحلة العليا (المسماة أيضاً ستارشيب) بإنزال رواد الفضاء على سطح القمر لأول مرة منذ “عصر أبولو”، ومن المقرر حالياً أن يتم الهبوط المأهول في سبتمبر 2026.
إنجاز تاريخي
وقدّم كينت تشوجناكي، نائب مدير برنامج نظام الهبوط البشري (HLS) في ناسا، المزيد من التفاصيل بشأن كيفية عمل الوكالة مع شركة الفضاء في تطلعها نحو هذه المهمة الحاسمة في مقابلة مع “سبيس فلايت ناو”.
ولن يكون مفاجئاً أن تولي ناسا، اهتماماً كبيراً لحملة اختبار مركبة “ستارشيب”، التي سجلت خمس عمليات إطلاق حتى الآن.
جدير بالذكر أن شركة “سبيس إكس” أطلقت في 13 أكتوبر رحلتها التجريبية الخامسة للمركبة “ستارشيب” من ولاية تكساس الأميركية، وتمكنت للمرة الأولى من استعادة معزز المرحلة الأولى للصاروخ العملاق إلى الأرض.
وانطلق معزز المرحلة الأولى “سوبر هيفي” للصاروخ في (الساعة 12:25 بتوقيت جرينتش) من منصة الإطلاق التابعة لـ”سبيس إكس” في بوكا تشيكا بولاية تكساس، ليضع صاروخ المرحلة الثانية “ستارشيب” في مسار في الفضاء باتجاه المحيط الهندي غربي أستراليا، حيث سيحاول إعادة الدخول إلى الغلاف الجوي ثم الهبوط في الماء.
وعاد “سوبر هيفي”، بعد انفصاله عن “ستارشيب” على ارتفاع نحو 74 كيلومتراً، إلى المنطقة نفسها التي أطلق منها لمحاولة الهبوط، وأعاد إشعال ثلاثة من محركاته الـ33 من طراز Raptor لإبطاء هبوطه السريع، حيث استهدف برج الإطلاق الذي انطلق منه.
ومع هدير محركاته، سقط “سوبر هيفي” الذي يبلغ ارتفاعه 71 متراً بين ذراعي برج الإطلاق، وثبّت نفسه في مكانه بواسطة أربعة زعانف شبكية يستخدمها عند الطيران لتوجيه نفسه في السماء.
وفي سبتمبر الماضي، قال الرئيس التنفيذي لـ”سبيس إكس” إيلون ماسك، إن الشركة تعتزم إطلاق نحو 5 مركبات فضائية غير مأهولة إلى المريخ في غضون عامين.
وأضاف ماسك في منشور على منصة “إكس”: “إذا هبطت جميع تلك المركبات بسلام، فإن المهمات المأهولة ستكون ممكنة خلال 4 سنوات”، مشيراً إلى إمكانية تأجيل المهمات المأهولة لمدة عامين آخرين في حالة وجود عقبات.
وتابع قائلاً: “بغض النظر عن مدى نجاح عمليات الهبوط، فإن سبيس إكس ستزيد عدد المركبات الفضائية التي تنطلق إلى المريخ بصورة كبيرة مع كل فرصة تلوح”.