أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، اغتيال القيادي البارز في “حزب الله” هاشم صفي الدين، في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت قبل ثلاثة أسابيع، فيما لم يرد بعد تعليق من الجماعة اللبنانية.
وهذا أول تأكيد على اغتيال صفي الدين، الذي كان يُنظر إليه على أنه خليفة الأمين العام للجماعة حسن نصر الله، منذ تواتر أنباء عن اغتياله في الضربات الإسرائيلية على لبنان قبل أسابيع.
وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان: “يمكن الآن تأكيد الخبر بأن الجيش الإسرائيلي تمكّن قبل ثلاثة أسابيع من القضاء على هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، وكذلك حسين علي هزيمة قائد ركن الاستخبارات في حزب الله إلى جانب قادة آخرين من التنظيم”.
وزعم الجيش الإسرائيلي أن طائرات حربية تابعة له أغارت على ما وصفه بمقر قيادة ركن الاستخبارات في حزب الله الواقعة تحت الأرض في منطقة الضاحية الجنوبية في بيروت بتوجيه من هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.
وادّعى البيان الإسرائيلي أن أكثر من 25 عنصراً من ركن الاستخبارات في “حزب الله” كانوا داخل مقر القيادة الذي استُهدف في الغارة الإسرائيلية، ومن بينهم مسؤول التجميع الجوي صائب عياش، ومسؤول ركن الاستخبارات لحزب الله في سوريا محمود محمد شاهين.
وكان هاشم صفي الدين عضواً في مجلس الشورى، وهو المنتدى العسكري والسياسي الأعلى في حزب الله والمسؤول عن اتخاذ قرارات الحزب وسياسته، حسبما ذكر البيان الإسرائيلي.
كما زعم الجيش الإسرائيلي أن حسين علي هزيمة ساعد خلال مناصبه على توجيه وتنفيذ عمليات عديدة ضد قواته.
من هو هاشم صفي الدين؟
ويعتبر هاشم صفي الدين، ابن خالة نصر الله وصهر قاسم سليماني، قائد “فيلق القدس” السابق في “الحرس الثوري” الإيراني، الذي اغتيل بغارة أميركية في بغداد في 3 يناير 2020، بحسب صحيفة الشرق الأوسط.
ويُشبه صفي الدين، ابن خالته، في الشكل والجوهر، وحتى في لثغة الراء. وأُعد لخلافته منذ عام 1994، وجاء من قُم إلى بيروت، ليتولى رئاسة المجلس التنفيذي الذي يعتبر حكومة الحزب. وأشرف على عمله القائد الأمني السابق للحزب عماد مغنية.
ووفقاً للصحيفة، كان صفي الدين “ظل” نصر الله بامتياز، والرجل الثاني داخل الحزب. وعلى مدى 3 عقود، أمسك الرجل بكل الملفات اليومية الحساسة، من إدارة مؤسسات الحزب إلى إدارة أمواله واستثماراته في الداخل والخارج، تاركاً الملفات الاستراتيجية بيد نصر الله.
وبصفته رئيساً للمجلس التنفيذي للجماعة، أشرف صفي الدين على الشؤون السياسية لـ”حزب الله”، وهو أيضاً عضو في ما يعرف بـ”مجلس الجهاد” الذي يدير العمليات العسكرية للجماعة، بحسب وكالة “رويترز”.
ويدير المجلس التنفيذي الذي ترأسه صفي الدين أيضاً مجموعة استثمارات هائلة الحجم، تهدف إلى تأمين الاستقلالية المالية للتنظيم وتمويل جسده الهائل الذي لا يخضع لتمويل “الأموال الشرعية” المرصودة أساساً للعمل العسكري، وفقاً للصحيفة.
وفيما يقدر البعض هذا الرقم بمليارات الدولارات، تشكك أوساط مطلعة على أوضاع الحزب في هذا رغم اعترافها بضخامة حجم استثمارات الحزب، والتي تنتشر في لبنان والعالم العربي وإفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة وأميركا اللاتينية.