دق النائب الديمقراطي البارز في لجنة الرقابة بمجلس النواب الأميركي، جيمي راسكين، ناقوس الخطر بشأن إحجام المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب عن الدخول في اتفاقيات رسمية مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تتعلق بعملية الانتقال الرئاسي، محذراً من أن ذلك قد يعرقل الانتقال السلمي للسلطة، ويهدد الأمن القومي للولايات المتحدة، بحسب شبكة NBC NEWS.
ويتطلب قانون انتقال الرئاسة من جميع المرشحين من الأحزاب الرئيسية وحملاتهم التوقيع على وثائق مختلفة مع الحكومة الفيدرالية، التي تمنحهم إمكانية الوصول إلى الموارد قبل انتخابات الرئاسة الأميركية، بما في ذلك المساحات المكتبية والمعدات ومساعدة الموظفين، والغرض من هذا هو ضمان بدء عملية انتقالية في حالة فوز المرشح.
وينص القانون أيضاً على إلزام المرشح بالتوقيع على وثائق والتفاوض عليها لمعالجة المخاوف الأخلاقية المحتملة لموظفي الانتقال الرئاسي، بما في ذلك كيفية وصول الموظفين إلى معلومات الأمن القومي. كما يحدد القانون أيضاً التبرعات الخاصة، بما لا يزيد عن 5000 دولار لكل متبرع إذا قبل المرشح الخدمات.
وبعث جيمي راسكين النائب عن ولاية ماريلاند في مجلس النواب الأميركي، الأربعاء، رسالة إلى ترمب ومرشحه لمنصب نائب الرئيس، السيناتور جي دي فانس، محذراً فيها من أنهم ” يتخلون عن السابقة التي وضعها كل مرشح رئاسي منذ عام 2010″ من خلال رفضهم التوقيع على اتفاق الانتقال السلس للسلطة، بحسب NBC NEWS.
وكان من المفترض أن يبرم ترمب ونائبة الرئيس كامالا هاريس، مذكرة تفاهم أو اتفاقاً مع إدارة الخدمات العامة، بحلول الأول من سبتمبر، ومذكرة تفاهم مع البيت الأبيض بحلول الأول من أكتوبر الجاري، كجزء من “عملية الانتقال”.
تجاهل صارخ من ترمب
وكتب راسكين مخاطباً ترمب: “إن أفعالك تبتعد عن المعايير الراسخة للحكومة الفيدرالية، وتظهر تجاهلاً صارخاً للاستمرار الناجح للمؤسسات الأساسية للحكومة الديمقراطية الأميركية”.
وقال النائب الديمقراطي عن ولاية ماريلاند: “يبدو أن ترمب قد يحاول انتهاك متطلبات الإبلاغ عن جمع التبرعات والقواعد المصممة لمنع تضارب المصالح في الإدارة المقبلة”.
وذكر راسكين أن “حملة ترمب لم تلتزم بالمواعيد النهائية، بينما دخلت حملة هاريس في الاتفاقيات في سبتمبر”.
وأفاد متحدث باسم إدارة الخدمات العامة بأنه تم الاتفاق مع حملة هاريس، الأربعاء، وقال إن “الوكالة تعمل بنشاط مع فريق انتقال ترمب لإكمال اتفاقية منفصلة”.
كما أكد متحدث باسم البيت الأبيض، وقال إن منسق الانتقال الفيدرالي “يعمل بنشاط مع فريق انتقال ترمب لإكمال مذكرة التفاهم”.
الوصول المباشر
وكتب راسكين أن اتفاق إدارة الخدمات العامة يوفر للحملات الانتخابية إمكانية الوصول إلى مساحات المكاتب والمعدات وتكنولوجيا المعلومات ومساعدة الموظفين من الحكومة الفيدرالية، مضيفاً أنه يمنح المرشحين وفرق انتقالهم “الوصول المباشر إلى الأشخاص والموارد والمعلومات، بما في ذلك معلومات الأمن القومي، اللازمة للحفاظ على أمن بلدنا”.
وذكر راسكين أن هناك “نقاط ضعف محتملة كبيرة تأتي مع نقل السلطة بين الإدارات”، بما في ذلك أنه “إذا لم يكن الرئيس الجديد والإدارة مستعدين للحكم منذ اليوم الأول، فقد يستغل أعداء الولايات المتحدة الوضع”.
وأضاف:”يبدو أن قرارك قد يكون مدفوعاً جزئياً على الأقل بنيتك التحايل على قواعد جمع التبرعات التي تفرض قيوداً على المساهمات الخاصة في جهود الانتقال وتتطلب الإبلاغ العام”.
وحاول راسكين في الرسالة التكهن بشأن رفض ترمب وقال: “ربما تتصرف (ترمب) أيضاً بدافع من النفور العام أكثر تجاه قواعد الأخلاق المصممة لمنع تضارب المصالح في الإدارة المقبلة”.
جهود لإلغاء الانتخابات
وكان ترمب قد عين ليندا ماكماهون، التي أدارت أعمالاً صغيرة خلال فترة رئاسته، وهوارد لوتنيك، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة الخدمات المالية كانتور فيتزجيرالد، كقائدين لفريق انتقالي.
وحث راسكين ترمب وفانس بشدة على التوقيع على هذه الاتفاقيات “على وجه السرعة” وتقديم خطة أخلاقية.
وفي الرسالة، ذكر النائب أن تعليقات ترمب الأخيرة، التي لم يلتزم فيها بانتقال سلمي للسلطة، تأتي بالتزامن مع جهوده السباقة لإلغاء الانتخابات الرئاسية لعام 2020، وهي الجهود التي تؤدي إلى تفاقم المخاوف.
وفي مقابلة الأسبوع الماضي، سُئل ترمب من قبل رئيس تحرير بلومبرج نيوز جون ميكليثويت عما إذا كان سيحترم ويشجع انتقال السلطة سلمياً إذا خسر الانتخابات، ورد ترمب بالقول إنه كان هناك “انتقال سلمي للغاية” في عام 2020؛ لأنه غادر واشنطن العاصمة في صباح يوم تنصيب الرئيس جو بايدن وذهب إلى فلوريدا.