قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، إن روسيا والولايات المتحدة قد تتفقان على خفض الإنفاق الدفاعي إلى النصف، وإن “الصين قد تنضم إلينا”، معرباً عن انفتاح بلاده على مشاركة الدول الأوروبية في محادثات السلام الروسية-الأميركية لبحث إنهاء الحرب الأوكرانية، لكنه أشار إلى أن بروكسل “رفضت” الدخول في حوار مع موسكو.
وأعرب بوتين، في مقابلة مع الصحافي بافيل زاروبين بالكرملين، عن استعداد روسيا للتعاون مع الولايات المتحدة في استخراج المعادن النادرة، معتبراً الاتفاق المحتمل بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بأن المعادن النادرة “ليس محل قلق بالنسبة لروسيا”.
وأردف: “من المؤكد أننا نمتلك، وأود أن أؤكد على هذا، موارد من هذا النوع أكبر بعشر مرات من تلك التي تمتلكها أوكرانيا، وبالمناسبة، فإننا مستعدون لأن نقدم لشركائنا الأميركيين، عندما أتحدث عن الشركاء، ليس فقط الهياكل الإدارية والحكومية، بل والشركات أيضاً، إذا أبدوا اهتماماً بالعمل معاً”.
وأبدى استعداده بـ”العمل مع أي شركاء أجانب، بما في ذلك الأميركيون”، وأضاف: “بالنسبة للأراضي الجديدة، نحن مستعدون لجذب الشركاء الأجانب إلى ما يسمى بالأراضي الجديدة، وهي أراضينا التاريخية، التي عادت إلى روسيا”، في إشارة إلى المناطق الأربع التي أعلنت موسكو ضمها عام 2022 وهي زابوروجيا وخيرسون ودونيتسك ولوجانسك.
واتهم بوتين زيلينسكي بأنه “يتجنب المفاوضات بشأن التسوية السلمية”، وتابع: “فرص زيلينسكي في الفوز بأي انتخابات رئاسية أوكرانية مقبلة تقترب من الصفر”.
وذكر بوتين أن “روسيا والولايات المتحدة تريدان التوصل لسلام بأسرع وقت في أوكرانيا وزيلينسكي يعيق ذلك، والرئيس دونالد ترمب يريد تصحيح الوضع السياسي في أوكرانيا”.
وأشار إلى أن “المشكلة هي أنه (زيلينسكي) يتجنب هذه المفاوضات.. لماذا؟ لأنه إذا بدأت هذه المفاوضات، عاجلاً أم آجلاً، وعلى الأرجح بسرعة كبيرة، فإنها ستؤدي إلى الحاجة لرفع الأحكام العرفية”.
وتابع: “روسيا تريد تحقيق السلام في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن وزيلينسكي يقف في طريق هذا الهدف”.
وكان عدم عقد أوكرانيا انتخابات بسبب الأحكام العرفية في صميم اتهام الرئيس الأميركي مؤخراً لزيلينسكي بأنه “دكتاتور”. وأُعلنت الأحكام العرفية عندما بدأت روسيا غزوها للبلاد في 24 فبراير 2022.
وتمنح تلك الأحكام السلطات صلاحيات طارئة للجهود الحربية، وتحظر إجراء انتخابات. وفاز زيلينسكي بمنصبه في 2019، وكان من المفترض أن تنتهي ولايته في مايو الماضي. وحفزت تعليقات ترمب بعض، إن لم يكن كل، شخصيات المعارضة الأوكرانية على الالتفاف حول زيلينسكي ودعمه، بحسب وكالة “رويترز”.
الموقف الأوروبي
وتحدث بوتين خلال المقابلة عن “رفض” الأوروبيين التفاوض مع روسيا، قائلاً: “الرئيس دونالد ترمب لديه حرية التصرف فيما يتعلق بالوضع في أوكرانيا، وأوروبا نفسها رفضت التفاوض مع روسيا، وإذا أرادوا العودة فعليهم أن يفعلوا ذلك، كما أن من الضروري في أوكرانيا أن يأتي إلى السلطة أشخاص يحظون بثقة الشعب”.
وأشار إلى أن “زعماء الاتحاد الأوروبي منخرطون مع نظام كييف، ولا يمكنهم الخروج عن هذا الموقف مع الحفاظ على ماء الوجه”، مشدد على أن “روسيا ليس لديها أي شيء ضد الحفاظ على الدولة الأوكرانية، لكن لا ينبغي استخدام الأراضي كنقطة انطلاق معادية”.
وتابع: “لا نرحب فحسب، بل ونشكر جميع شركائنا الذين يثيرون هذه القضايا، والذين يسعون جاهدين لضمان تحقيق السلام.. ما أقوله هو أنه ليس الأوروبيون فقط، بل ودول أخرى أيضاً لها الحق ويمكنها المشاركة.. ونحن نتعامل مع هذا باحترام”.
واعتبر الرئيس الروسي أن العقوبات المفروضة على موسكو “تضر الاقتصاد العالمي، وتضر بروسيا، ومن يفرضونها”، لافتاً إلى الرئيس الصيني شي جين بينج “أبلغني بأن مجموعة السلام بشأن أوكرانيا ستجتمع قريباً في نيويورك”.
واستقبلت أوكرانيا زعماء أوروبيين بمناسبة مرور 3 سنوات على اندلاع الحرب الشاملة مع روسيا، في حين امتنع كبار المسؤولين الأميركيين عن الحضور.