بعد اقتحام لقوات الاحتلال واعتقال طاقمه..
“الصحة العالمية”: انقطاع الاتصال بطاقم مستشفى كمال عدوان شمال غزة
25 أكتوبر 2024 – 15:15
قال مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن طواقم المنظمة فقدت الاتصال بطاقم مستشفى كمال عدوان، بعد تقارير حول اقتحامه من قبل جيش الاحتلال واعتقال طاقمه ومن كان موجودا من الصحفيين والجرحى والأهالي.
ودعا “غيبريسوس”، في تصريحات إعلامية على منصة “إكس”، اطلعت “وكالة سند للأنباء” عليها، إلى ضرورة حماية القطاع الصحي، وكافة مرافق الرعاية الصحية في غزة، وعدم تعرضها للاستهداف بموجب القانون الدولي الإنساني في المناطق كافة.
وعبّر “غيبريسوس”، عن قلقه الشديد من تزايد عدد الاستهدافات التي تقوم بها “إسرائيل” ضد القطاع الصحي في غزة.
اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الجمعة مستشفى كمال عدوان في مشروع بيت لاهيا، بعد ساعات من حصاره وقصفه؛ ما أدى لخروجه عن الخدمة؛ في ظل عملية إبادة ممنهجة يتعرض لها شمال قطاع غزة منذ أكثر من 20 يومًا.
وقال متحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية ماهر سمرة لـ “وكالة سند للأنباء” إنّ عملية الاقتحام جاءت بعد تعرض الطوابق العليا في “كمال عدوان” للقصف المباشر، تبعه زيارة أجراها وفد أممي للمستشفى محملًا بكميات من الوقود وبعض المستلزمات الطبية.
وأضاف سمرة أنّ الوفد الأممي طمأن الكادر الطبي حيال مخاوف من إخراج المستشفى الوحيد في شمال القطاع عن الخدمة، وتعريض حياة المرضى والجرحى داخله للخطر، لكن الاحتلال فور مغادرة الوفد، هدم سور المستشفى واقتحمها وطالب كل المتواجدين فيها بالخروج للساحة.
وأوضح أنّ المستشفى كان يتواجد فيه نحو 192 مريضًا جرى إجلاء 23 منهم، وبقي قرابة 169 بينهم 12 حالة حرجة ترقد في وحدة العناية المكثفة والحضانة، مؤكدًا أنّ الوزارة فقدت التواصل مع الطواقم الطبية منذ اقتحام المستشفى.
وتعرض “كمال عدوان” الذي يعد أحد المستشفيات الرئيسية في شمال القطاع، للاستهداف مرات عدة في الآونة الأخيرة، عبر قصفه بالقذائف الدخانية والرصاص، واستهداف المناطق المحيطة به والطرق المؤدية إليه، فضلًا عن إعاقة عمل الطواقم الطبية ومنع وصول الوقود والمستلزمات الطبية اللازمة لتشغيله.
وتؤكد مؤسسات حكومية وحقوقية أنّ الاحتلال تعمد منذ بداية الحرب، استهداف المستشفيات وعمل على تدمير بنيتها التحتية وارتكاب مجازر فيها واعتقال وقتل العاملين في القطاع الطبي، ومنع إدخال الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية للقطاع؛ ما أدى لخروج غالبيتها عن الخدمة وانهيار المنظومة الصحية.
وفي إفادة أدلت بها مؤخرًا المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية حنان بلخي، قالت إن طواقم المنظمة لم تشهد أي دلائل على إمكانية استغلال الفلسطينيين للمستشفيات من أجل أغراض عسكرية للمقاومة، ما يُدحض المزاعم الإسرائيلية في هذا الشأن ويكشف عن النوايا الحقيقية لـ “إسرائيل” بتدمير الحياة في غزة بكل صورها.
ويتوغل جيش الاحتلال الإسرائيلي في محافظة شمال القطاع، حيث يشن الاحتلال هجوما واسعا على مناطق بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا منذ أكثر من 3 أسابيع على التوالي، ويفرض حصارا مشددا على مناطق شمال القطاع ما أسفر عن أكثر من 700 شهيد.
وتمنع قوات الاحتلال دخول إمدادات المياه والطعام والدواء، وارتكبت مجازرا بحق المدنيين راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى خلال الأسبوع الماضي، مؤكدا أن “جثامين الشهداء لا زالت في الشوارع يصعب الوصول إليها بفعل استهداف الاحتلال لطواقم الإسعاف والدفاع المدني”.
وبدعم أمريكي مطلق يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على قطاع غزة أسفرت عن أكثر من 140 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل مجازرها بغزة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.