أظهر ماركو روبيو، مرشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لوزارة الخارجية، مواقفاً حادة تجاه الصين، خلال جلسة الاستماع إليه في الكونجرس، معتبراً أن بكين “أكبر تهديد”، وأشار إلى اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية باعتباره “نقطة ضعف”، كما قلل من احتمالات انسحاب واشنطن من “الناتو”، وشدد في الوقت نفسه على ضرورة إنهاء الحرب في أوكرانيا من خلال “تنازلات”.
وتحدث روبيو، خلال جلسة الاستماع التي استمرت نحو 5 ساعات، عن إيران التي قال إنه “لا ينبغي حصولها على سلاح نووي تحت أي ظرف”، وأكد أهمية ملف “حكم غزة” من منظور أنه “لا يمكنك تسليمها لأشخاص يسعون إلى تدميرك”، وعبّر عن دعمه لحظر سفر أنصار “حماس” إلى الولايات المتحدة.
وتوقعت وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية أن يحصل روبيو على تأكيد الكونجرس لاختياره وزيراً للخارجية بسهولة، مرجعة السبب إلى أنه لا يحظى فقط بدعم الجمهوريين، بل أيضاً من الديمقراطيين الذين يؤيدونه كخيار “مسؤول” لتمثيل الولايات المتحدة في الخارج.
الصين.. “أكبر تهديد”
وركز روبيو خلال جلسة الاستماع في الكونجرس على الصين، محذراً من أنه بدون تحولات سياسية سريعة وجوهرية، ستظل “أكبر تهديد” للازدهار الأميركي في القرن الحادي والعشرين.
وأوضح: “إذا بقينا على نفس الطريق الذي نسلكه الآن، فبعد أقل من 10 سنوات، سوف يعتمد كل شيء مهم بالنسبة لنا في الحياة على ما إذا كانت الصين ستسمح لنا بالحصول عليه أم لا. بدايةً من أدوية ضغط الدم التي نتناولها، إلى الأفلام التي نشاهدها”.
وتابع: “لقد أصبحوا يهيمنون على إمدادات صناعة المعادن الحيوية في جميع أنحاء العالم. حتى أولئك الذين يريدون رؤية المزيد من السيارات الكهربائية، بغض النظر عن مكان تصنيعها، فإن هذه البطاريات تعتمد بشكل كامل تقريباً على قدرة الصينيين واستعداد الحزب الشيوعي الصيني لإنتاجها وتصديرها إليك”.
ووصف روبيو الحزب الشيوعي الصيني الذي يقود الصين بأنه “الخصم الأكثر قوة وخطورة الذي واجهته هذه الأمة على الإطلاق”، مشيراً إلى امتلاكه “عناصر لم يمتلكها الاتحاد السوفييتي قط” لأنه “خصم ومنافس تكنولوجي، صناعي، اقتصادي، جيوسياسي، علمي. والآن، في كل المجالات”.
وواصل: “يشكل هذا تحدياً غير عادي للولايات المتحدة. وهو التحدي الذي أعتقد أنه سيحدد ملامح القرن الحادي والعشرين”.
روسيا.. “نقطة ضعف”
ورد روبيو على سؤال بشأن الاعتماد الأوروبي على الطاقة الروسية، قائلاً إنه “كان خسارة كبيرة لقدرات الردع ضد روسيا”.
وأوضح أنه على الرغم من وجود تحرك في أوروبا لفك الارتباط مع روسيا، إلا أنه “لا يزال يمثل نقطة ضعف حقيقية، وورقة ضغط هائلة” للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد جيرانه والعالم بشكل أوسع.
أوكرانيا.. “إنهاء الحرب”
وانتقل المرشح لوزارة الخارجية الأميركية إلى مصير أوكرانيا، بالتأكيد على أن موقف الولايات المتحدة الرسمي ينبغي أن يكون “إنهاء هذه الحرب”.
وأضاف أن “الحقيقة هي أنه في هذا الصراع، لا توجد طريقة لروسيا للاستيلاء على كل أوكرانيا (…)، ولا توجد طريقة لأوكرانيا أيضاً لدفع هؤلاء الأشخاص إلى حيث كانوا عشية الغزو”.
وأوضح أن “هدف بوتين الآن هو الحصول على أقصى قدر من النفوذ حتى يتمكن من فرض الحياد على أوكرانيا”.
وتابع: “أعتقد أنه من المهم أن يتمتع الأوكرانيون بالنفوذ، ولكن سيتعين عليهم أيضاً تقديم تنازلات للتوصل إلى هذا الاتفاق”.
الناتو.. “تحالف مهم”
وأكد روبيو قيمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأنه “تحالف مهم للغاية”، لكنه أيّد في الوقت نفسه وجهة نظر ترمب بأن بعض الحلفاء الأوروبيين يجب أن يساهموا بشكل أكبر في الإنفاق على دفاعهم الجماعي.
إيران.. مزيد من العقوبات
وقال المرشح لوزارة الخارجية إن “ما لا يمكن السماح به تحت أي ظرف هو إيران المسلحة نووياً (…)، وامتلاك النظام الإيراني للموارد والقدرة على إعادة بدء ومواصلة رعايته للإرهاب، ووالقدرة العسكرية على تهديد وزعزعة استقرار جيرانه”، على حد تعبيره.
ودعم روبيو فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على طهران، مشدداً على أنه “هناك أهمية كبيرة” لذلك. وأوضح: “لا شك أن النظام الإيراني لو كان لديه المزيد من المال بسبب عدم فرض العقوبات، لأنفق أكثر على جماعة حزب الله وحركة حماس، وبرنامج الصواريخ والحوثيين وغيرهم”.
التطبيع مع السعودية
وعبّر روبيو عن رغبة إدارة ترمب في الوصول إلى اتفاق للتطبيع بين السعودية وإسرائيل، قائلاً: “نريد أن نرى اعترافاً وعلاقة متبادلة. سيكون أحد أكثر التطورات التاريخية في تاريخ المنطقة”. وقال إنه “سيكون من المهم أن يشارك السعوديون وغيرهم في جهود الاستقرار بعد الصراع في غزة وخارجها”.
وتشترط السعودية إقامة الدولة الفلسطينية للمضي قدماً في التطبيع، كما تطالب بوقف الحرب في غزة والاستيطان الإسرائيلي بالضفة الغربية المحتلة، وتدعو المجتمع الدولي بشكل جماعي لتحقيق السلام في المنطقة.
من يحكم غزة؟
واعتبر أن “إسرائيل كانت محاطة تاريخياً بأعداء يسعون إلى تدميرها، حزب الله وحماس وإيران”، زاعماً أنه “إذا لم تكن حازمة وقوية في ردها على ما حدث في السابع من أكتوبر فربما كانت لتواجه تهديداً وجودياً”.
ورأى روبيو أن “السؤال الحقيقي بالنسبة للفلسطينيين هو، من سيحكم غزة في الأمد القريب ومن سيحكمها في نهاية المطاف؟ هل ستكون السلطة الفلسطينية أم أي كيان آخر؟”.
واعتبر أن “المفتاح ليس الحكم ببساطة، بل من سيحكمك. لا يمكنك تسليمها لأشخاص يسعون إلى تدميرك. لذا أعتقد أن هذه قضية معقدة للغاية”.
حظر سفر “أنصار حماس”
وأيّد المرشح لوزارة الخارجية الأميركية عدم السماح بدخول أنصار حركة “حماس” إلى الولايات المتحدة أو البقاء بداخل أميركا.
وقال روبيو: “إذا تقدمت بطلب للحصول على تأشيرة لدخول الولايات المتحدة، وفي عملية النظر في طلبك، اتضح أنك من أنصار حماس، فلن نسمح لك بالدخول، ولن نمنحك تأشيرة”.
وتابع: “إذا كنت قد حصلت على التأشيرة، وأنت داخل الولايات المتحدة، واتضح فيما بعد أنك من أنصار حماس، فيجب علينا إلغاء تأشيرتك”.