شارك مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى أوكرانيا كيث كيلوج، السبت، في فعالية للمعارضة الإيرانية بباريس، ودعا العالم إلى ممارسة “أقصى درجات الضغط” على إيران لتحويلها إلى دولة “أكثر ديمقراطية”، فيما نددت طهران بعقد الاجتماع، متهمة فرنسا بـ”نقض تعهداتها الدولية”، و”التحريض على العنف والكراهية”.
وأضاف كيلوج خلال مشاركته في فعالية لـ”المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية”، وهو جماعة معارضة مقرها العاصمة الفرنسية باريس، “هذه الضغوط لا ترتبط بالتحرك فحسب، وليست فقط قوة عسكرية، بل يجب أن تكون اقتصادية ودبلوماسية أيضاً”.
وشارك في هذه الفعالية وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو، ورئيسة وزراء بريطانية السابقة ليز تراس، ورئيس البرلمان البريطاني السابق جون بيركو.
وأضاف كيلوج أن هناك فرصة “لتغيير إيران نحو الأفضل” لكن هذه الفرصة “لن تدوم إلى الأبد”.
وأردف كيلوج قائلاً: “علينا أن نستغل الضعف الذي نراه الآن، فالأمل موجود، وكذلك يجب أن يكون العمل حاضراً أيضاً”.
وتعهد ترمب بالعودة إلى سياسة الضغط الأقصى التي مارسها خلال فترة رئاسته الأولى بهدف الضغط على اقتصاد إيران وإرغامها على التفاوض بشأن برنامجها النووي وبرنامج الصواريخ الباليستية وأنشطتها في المنطقة.
وفي ديسمبر الماضي، نظم مجلس الشيوخ الأميركي، غداء عمل حضره عدد من المشرعين البارزين والدبلوماسيين والقادة العسكريين وقادة المعارضة الإيرانية، لمناقشة سبل جعل إيران “جمهورية حرة وغير نووية”.
اهتمام الإدارة الأميركية الجديدة
وتحدث كيلوج في السابق في فعاليات “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية”، وكانت أحدث مشاركاته في نوفمبر الماضي، لكن وجوده في باريس، حتى ولو بصفته الشخصية، يشير إلى أن هذه الجماعة تحظى باهتمام الإدارة الأميركية الجديدة، وفق ما ذكرت وكالة “رويترز”.
كما شارك ماركو روبيو، وزير الخارجية الذي اختاره ترمب لإدارته الجديدة في فعاليات سابقة لهذا المجلس، الذي دعا مراراً إلى الإطاحة بالنظام الحالي في إيران.
وقالت مريم رجوي رئيسة المجلس في بداية الفعالية، إن “ميزان القوى في المنطقة انقلب على القادة الإيرانيين بعد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد”، و”الضربة القاصمة” التي تلقتها جماعة “حزب الله” اللبنانية في الحرب مع إسرائيل.
وأضافت: “لقد حان الوقت لكي تتخلى الحكومات الغربية عن سياساتها السابقة، وتقف إلى جانب الشعب الإيراني هذه المرة”.
غضب إيراني
بدوره، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، السبت، أن الاجتماع الذي استضافته فرنسا، “مثال واضح على دعم الإرهاب”؛ متهماً باريس بـ”نقض تعهداتها الدولية المتعلقة بمنع ومكافحة الإرهاب”، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”.
وأشار بقائي إلى أن الفعالية “تتعارض مع المبادئ الأساسية للقانون الدولي ذات الصلة بالعلاقات الودية والتعاون بين الدول على أساس ميثاق الأمم المتحدة”.
وقال إن استمرار وجود وتحركات عناصر هذه الجماعة في فرنسا، يعد “انتهاكاً لتعهدات باريس تجاه الاتفاقيات الدولية المتعلقة بمكافحة الإرهاب وقرار مجلس الأمن رقم 1373”.
وأضاف: “فرنسا تتسامح وتتعامل بانتقائية مع الإرهاب” معتبراً هذه الفعالية “إجراء معارض للقانون”، محملاً الحكومة الفرنسية المسؤولية أمام القانون الدولي، مشيراً إلى أن السماح لهم بعقد اجتماع، يعد “مثالاً واضحاً على الضلوع في التحريض على العنف، ونشر الكراهية والتدخل في شؤون إيران الداخلية”.
نظام هش
وكان وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو قد ألقى خلال فعالية مؤتمر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في باريس، الجمعة الماضية، خطاباً ركز فيه على ما وصفه بـ”هشاشة النظام الإيراني الحالي، والتفاؤل بإمكانية سقوط نظام إيران”.
وقال بومبيو “إن الاعتراف بالمعارضة المنظمة داخل إيران، والتي تقاتل النظام منذ عقود من الزمان من أجل إقامة جمهورية حرة، لابد وأن يكون جزءاً لا يتجزأ من إعادة فرض سياسة الضغط القصوى على إيران”.
وأضاف: “الآن هو وقت التفاؤل للشعب الإيراني. النظام بلا شك في أضعف حالاته”، مشيراً إلى أن “الديكتاتورية القادمة التي يجب إسقاطها هي نظام الملالي”.