قال المبعوث الفرنسي الخاص إلى سوريا جان فرنسوا جيوم، الاثنين، إن فرنسا ستساهم في الملاحقة القضائية للمسؤولين عن الانتهاكات خلال عهد نظام الرئيس السابق بشار الأسد، ولإعادة الأموال المنهوبة من السوريين، وبشكل خاص تلك المتعلقة برفعت الأسد.
وقبل عامين أيدت محكمة في فرنسا، حكماً قضائياً بإدانة رفعت الأسد، عم رئيس النظام السوري السابق بشار الأسد، بالاستحواذ على ممتلكات فرنسية بقيمة ملايين اليوروهات، عبر استخدام أموال تم تحويلها من “الدولة السورية”.
وقال جيوم في لقاء خاص مع “الشرق”: “نأمل أن نتمكن بالفعل من المساهمة في مكافحة الإفلات من العقاب، وإيجاد أدلة على المجازر والفظائع التي ظهرت في صيدنايا، ومواكبة السوريين في عملهم لتحقيق العدالة”.
وأضاف: “الملاحقة القضائية جزء من السلام والمصالحة، فلا سلام ولا مصالحة من دون عدالة”، مبيناً أن فرنسا ستساهم بشكل كبير بفضل ممتلكات رفعت الأسد المحجوزة.
مطلب “الأمن”
وأشار جيوم إلى أن المرحلة الانتقالية في سوريا، يجب أن تستجيب إلى سياسة الأمر الواقع، وتلبية المطلب الأول للشعب السوري المنهك بعد حرب دامت 13 عاماً وهو “الأمن”، مشيراً إلى أنه المطلب الأهم في هذه المرحلة في ظل “السلاح المتفلت”.
وعن إمكانية تدخل الجانب الفرنسي للتفاوض مع إسرائيل بشأن وقف الضربات على سوريا قال: “فرنسا أدانت كل التدخلات الخارجية على الأراضي السورية، وطالبت كافة الدول المجاورة احترام سيادتها، ووحدة أراضيها”.
واعتبر جيوم أنه من المهم أن تكون هناك عملية سياسية قائمة على الحوار بين كل السوريين، ومن دون تدخلات خارجية، مؤكداً على أنه يتعين على المجتمع الدولي حماية سوريا، والسماح للسوريين بالعودة إلى بلادهم، وإيجاد قنوات للتحاور فيما بينهم من دون إجبارهم على مسار محدد.
وأكد جيوم على أن المرحلة الانتقالية في سوريا، لابد أن تتماشى مع القرار 2254 الصادر عن الأمم المتحدة، لافتاً إلى أنه يجب التكيف مع إشكالية أن النظام لم يعد قائماً، وعلينا الحفاظ على روح القرار، ومبادئه.
تقييم الوضع الأمني
وفي إطار تقييم الوضع الأمني بعد سقوط نظام الأسد، قال جيوم لـ”الشرق”: “أعتقد أن الوضع الحالي في سوريا أقرب للمعجزة، لكونه إلى حد الآن لم يجد نفس المصير الليبي والعراقي، فبعد حرب أهلية دامت 13 عاماً، بوسعك التجول في شوارع دمشق”، مطالباً بالحفاظ على نفس الزخم، ومساعي بحث السلام وفرض السلم، وألا يكون هناك “لعنة الثورة”.
وقال جيوم إن “الهدف من الزيارة أن نكون بوسط السوريين، ولكن مع ضمان أمن دبلوماسيينا، وأن يكونوا تحت حماية سلطات الأمر الواقع، حتى نتمكن من التواصل والتنقل بكل حرية، ومساعدة سوريا على تحديد احتياجاتها”.
وأضاف: “لكي نقوم بكل ذلك، يجب أن نكون داخل سوريا، لا يمكن حدوث ذلك من الخارج، بالتالي، زرنا سفارتنا، التي أغلقت منذ 12 عاماً، وأعدنا فتح أبوابها، ورفعنا العلم الفرنسي، وذلك للإشارة لكل السوريين، أن فرنسا هنا، ولكن الآن سوف نتواجد بشكل مباشر إلى جنبهم ونبقى معهم”.