قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس خلال جلسة مع نواب في “الكنيست”، الاثنين، إن إسرائيل “أقرب من أي وقت مضى” لإبرام اتفاق مع حركة “حماس” من أجل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة، وسط تصاعد التفاؤل من الحركة كذلك بقرب التوصل إلى اتفاق خلال الأسابيع المقبلة.
وأضاف كاتس خلال جلسة مغلقة مع أعضاء لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في “الكنيست”، أوردت تفاصيلها صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، أنه كلما “قل الحديث عن الصفقة كان ذلك أفضل”، لافتاً إلى أن ذلك ما طالب به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الأحد، بعد أن بحث التفاصيل مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.
وتوقع كاتس، أن “تحظى الصفقة المطروحة على الطاولة بدعم معظم أحزاب الائتلاف الحاكم، ولن تواجه عقبات داخلية”، مشيراً إلى أن الاتفاق “لن يتضمن وقفاً دائماً للأعمال العدائية”، وهو ما تطالب به “حماس” حتى الآن، لكن عارضه الكثيرون في أحزب الائتلاف الحاكم الذي يوصف بأنه الأكثر يمينية في تاريخ البلاد.
وتابع: “هناك مرونة من الجانب الآخر (حماس)، فهم يفهمون أننا لن ننهي الحرب”، لافتاً إلى أن قضية بقاء الجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا وذلك على طول الحدود بين غزة ومصر، وفي محور نتساريم الفاصل بين شمال وجنوب القطاع، “لن تشكل عقبة أمام التوصل إلى اتفاق، وهناك مرونة من جانب (حماس) بشأن هذه القضية”.
من جهته، رجح مسؤول إسرائيلي تحدث لصحيفة “إسرائيل هيوم”، أن “يكتمل اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين بحلول عيد الحانوكا (عيد الأنوار اليهودي)، الذي يبدأ هذا العام في مساء 25 ديسمبر”.
ووفقاً للقناة 12 الإسرائيلية، أبلغ نتنياهو ترمب خلال اتصال هاتفي، أن “الولايات المتحدة يجب أن تضغط على المفاوضين للموافقة على إطلاق سراح عدد أكبر من المحتجزين، إذ أن (حماس) عرضت إطلاق سراح عدد غير مقبول من المحتجزين”.
وقال نتنياهو في بيان بعد الاتصال مع ترمب، الأحد: “ناقشنا الحاجة إلى إكمال انتصار إسرائيل، وتحدثنا بإسهاب عن الجهود التي نبذلها لتحرير محتجزينا”، مضيفاً: “كلما قل الحديث عن ذلك (الاتفاق)، كان ذلك أفضل، فبهذه الطريقة سننجح”.
وفي وقت لاحق الاثنين، قال ترمب إنه أجرى “محادثة جيدة للغاية” مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول وضع الحرب في غزة.
ووصف ترمب المحادثة بأنها “مكالمة هاتفية موجزة”. وأضاف: “لقد أجرينا محادثة جيدة جداً…لقد ناقشنا ما سيحدث”.
“لا تنازل عن وقف دائم للحرب”
وكان قيادي في حركة “حماس” قال لـ”الشرق”، في وقت سابق الاثنين، إن صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين في قطاع غزة، “باتت أقرب من أي وقت مضى”.
وأضاف القيادي الذي اشترط عدم ذكر اسمه: “نحن أقرب من أي وقت مضى، للتوصل لصفقة تبادل للأسرى ووقف إطلاق النار إذا لم يقم نتنياهو بتعطيل الاتفاق”، مشدداً على أن المطلوب حالياً، هو أن تمارس واشنطن ضغوطاً على تل أبيب لإتمام الصفقة.
وذكر أن “(حماس) وفصائل المقاومة، قدمت موقفاً متقدماً وبمرونة كبيرة، يتمثل بالموافقة على وقف تدريجي للحرب، وانسحاب تدريجي وفق جدول زمني محدد ومتفق عليه، وبضمانات الوسطاء الدوليين، من أجل وقف العدوان وحماية شعبنا”.
لكنه شدد على أن “حماس” وفصائل المقاومة “لن تتنازل عن المطالب الفلسطينية بأن يؤدي الاتفاق إلى وقف دائم للحرب، والانسحاب الكامل من القطاع، وعودة النازحين وصفقة مشرفة لتبادل الأسرى”.
وأقر بأن الوسطاء شددوا على عدم التطرق لتفاصيل الصفقة “حتى تنجح ولا تكون ذريعة بيد نتنياهو للتهرب”، وأوضح أن “الوسطاء يكثفون الاتصالات والمحادثات لسد الفجوات والوصول لاتفاق قريب”.
وقال مصدر آخر مطلع على ملف المفاوضات لـ”الشرق”، إنه تم إبلاغ الحركة بأن الإدارة الأميركية والرئيس المنتخب دونالد ترمب “يريدون صفقة تبادل واتفاق وقف الحرب بأسرع وقت، ربما قبل نهاية العام، وقبل تنصيب ترمب”.
وحذر ستيف ويتكوف مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط، الأسبوع الماضي، خلال زيارة إلى المنطقة من أن الأمر لن يكون “جيداً” إذا لم يُطلق سراح المحتجزين في غزة قبل تنصيب الرئيس المنتخب الذي قال في وقت سابق من الشهر الجاري إن الشرق الأوسط سيواجه “مشكلة خطيرة” إذا لم يُطلق سراح المحتجزين قبل تنصيبه المقرر في 20 يناير المقبل.
وكثف الوسطاء، خصوصاً مصر وقطر بالتنسيق مع الإدارة الأميركية، جهودهم عبر لقاءات واتصالات في الأسبوعين الأخيرين مع “حماس” وإسرائيل للتوصل إلى صفقة من جهة، ومع حركتي “فتح” و”حماس” وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، للبحث في آليات إدارة القطاع في اليوم التالي لوقف الحرب.
وزار مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إسرائيل وقطر ومصر من أجل الدفع للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار
وقال سوليفان في مؤتمر صحافي بتل أبيب، الخميس الماضي، إنه يعتقد أن التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح المحتجزين ربما يكون “قريباً” لأن إسرائيل أشارت إلى استعدادها لذلك، كما أن هناك مؤشرات على تحرك من “حماس”.