أعلنت شبكة ABC News الأميركية، أنها ستدفع 15 مليون دولار لصالح “مؤسسة ومتحف دونالد ترمب الرئاسية”، في إطار تسوية توصلت إليها مع الرئيس الأميركي المنتخب في دعوى التشهير، التي رفعها ضد الشبكة، ومذيعها جورج ستيفانوبولوس، والتي تتعلق بتصريح غير دقيق من ستيفانوبولوس، ادعى فيه أن ترمب تمت إدانته مدنياً بتهمة اغتصاب الكاتبة إي جان كارول.
وتظهر التسوية، التي أعلن عنها، السبت، أن الشبكة ستدفع أيضاً مليون دولار أتعاب محامي ترمب، وستصدر اعتذاراً، حسبما ذكرت شبكة CNN.
وأضافت شبكة ABC News إلى الخبر المنشور في 10 مارس الماضي، ملحوظة من المحرر، تقول فيها: “تأسف ABC News، وجورج ستيفانوبولوس على التصريحات المتعلقة بالرئيس دونالد ترمب، التي أدلى بها خلال مقابلة أجراها جورج ستيفانوبولوس مع النائبة نانسي مايس في برنامج This Week على ABC في 10 مارس 2024”.
وكتب متحدث باسم ABC News في بيان: “نحن سعداء لأن الطرفين توصلا إلى اتفاق لإسقاط الدعوى القضائية، وفقاً للشروط الواردة في ملفات المحكمة”.
“شوهوا سمعتي”
ورفع ترمب دعوى قضائية أمام المحكمة الفيدرالية في فلوريدا في وقت سابق هذا العام، تقول إن ستيفانوبولوس، وشبكة ABC News شوهوا سمعته، عندما قال المذيع 10 مرات خلال مقابلة مثيرة للجدل على الهواء مع النائبة الجمهورية من ولاية ساوث كارولاينا نانسي مايس في مارس، إن هيئة المحلفين وجدت أن ترمب “اغتصب” الكاتبة إي جين كارول.
وزعمت كارول أن ترمب “اغتصبها” داخل متجر في منتصف التسعينيات، وأنه شوه سمعتها عندما أنكر اتهامها. ونفى ترمب ارتكاب أي إساءة بحق كارول.
وفي عام 2023، وجدت هيئة محلفين في دعوى مدنية أن ترمب “اعتدى جنسياً” على كارول، وهو ما يكفي لتحميله المسؤولية عن الاعتداء، رغم أنها لم تجد أن كارول أثبتت أنه اغتصبها.
ومنحت هيئة المحلفين كارول 5 ملايين دولار تعويضاً عن الاعتداء والتشهير. وفي يناير الماضي، حصلت كارول على 83.3 مليون دولار إضافية كتعويض عن تصريحات تشهيرية أدلى بها ترمب، أدلت لإهانتها، ونفت مزاعمها بالتعرض للاغتصاب.
وخلص القاضي في أغسطس 2023، عند رفض دعوى ترمب المضادة ضد كارول، إلى أن ادعاء ترمب باغتصاب كارول كان “صحيحاً إلى حد كبير”. وكتب القاضي أن ترمب “اغتصبها” بالمعنى الأوسع لهذه الكلمة، كما يفهمها الناس عموماً، وإن لم يكن كما هو محدد بشكل دقيق بموجب قانون ولاية نيويورك.
في الدعوى المرفوعة ضد ABC News في مارس، زعم ترمب أن تصريحات ستيفانوبولوس كانت “كاذبة ومتعمدة وخبيثة وتهدف إلى إلحاق الضرر”.
ورفض قاض في يوليو إسقاط دعوى ترمب ضد الشبكة، وكتب أن هذه التعريفات كانت مختلفة بما فيه الكفاية.
وأضاف أن القضية ستعتمد على “ما إذا كان من الصحيح إلى حد كبير القول، إن هيئة محلفين (أو هيئات محلفين) وجدت (ترمب) مسؤولاً عن الاغتصاب من قبل هيئة محلفين على الرغم من حكم هيئة المحلفين بشكل صريح بأنه غير مسؤول عن الاغتصاب”.
ترمب يتجنب الإدلاء بشهادته
جاءت التسوية غداة حكم قاضٍ فيدرالي بأن ترمب، وستيفانوبولوس يجب أن يجلسا للإدلاء بشهادتهما في وقت ما الأسبوع المقبل. ويمكن للرئيس المنتخب الآن تجنب الإدلاء بشهادته تحت القسم، وهو الأمر الذي كان من الممكن أن ينطوي على مخاطر قانونية محتملة بينما يستعد للعودة إلى البيت الأبيض.
وترمب لديه تاريخ في رفع الدعاوى القضائية ضد وسائل الإعلام. ففي أواخر أكتوبر، رفع دعوى قضائية ضد شبكة CBS، مطالباً بتعويض قدره 10 مليارات دولار عن مقابلة أجرتها برنامج 60 Minutes مع نائبة الرئيس كامالا هاريس.
وزعم مستشاره القانوني أن المقابلة مع هاريس والبرامج المرتبطة بها كانت “أعمالاً حزبية وغير قانونية للتدخل في الانتخابات والناخبين”، وتهدف إلى “تضليل الجمهور ومحاولة ترجيح كفة” الانتخابات الرئاسية لصالحها.