في الوقت الذي تحاول روسيا إبقاء قواعدها العسكرية في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد بالتفاوض مع “اللجنة السياسية لهيئة تحرير الشام”، قال مسؤول أمني سوري متمركز خارج القاعدة الجوية الروسية في اللاذقية، إن طائرة شحن غادرت القاعدة متجهة إلى ليبيا، السبت.
وأضاف المسؤول المتمركز عند بوابة القاعدة لـ”رويترز”: “من المتوقع إقلاع المزيد من الطائرات الروسية من قاعدة حميميم الجوية في الأيام المقبلة”.
وكشفت شركة MAXAR للتصوير بالأقمار الاصطناعية، الجمعة، عن صور لأقمار اصطناعية تظهر طائرات شحن روسية في مطار بسوريا تستعد لنقل معدات ثقيلة ومروحيات بعد تفكيكها، حسبما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.
وأضافت الصحيفة أن الصور التي نشرها موقع MAXAR أظهرت أيضاً أن روسيا نقلت منظومات الدفاع الجوي المتطورة S-400 من سوريا.
وقالت “رويترز” إنه جرى رصد أنشطة متزايدة في القاعدة الجوية، فبخلاف طائرة الشحن التي أقلعت، شوهدت طائرة شحن من طراز إليوشن آي.إل-76، وطائرة هليكوبتر من طراز أليجيتور تهبطان في القاعدة.
كما شوهدت طائرات هليكوبتر تحلق داخل القاعدة، وهبطت طائرة من طراز سو-34 للتزود بالوقود، وحلقت طائرة زبلين في سماء القاعدة، كما شوهدت شاحنتان تحملان أعلاماً روسية داخل القاعدة.
روسيا والبقاء العسكري في سوريا
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف، الخميس، التواصل مع “اللجنة السياسية لهيئة تحرير الشام”، التي قادت فصائل المعارضة السورية المسلحة للإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد، وسط تصاعد الآمال الروسية للاحتفاظ بوجودها العسكري في سوريا.
وقال بوجدانوف للصحافيين، إن موسكو “تعوّل على بقاء قواعدها العسكرية في سوريا”، وأن تلعب دوراً مهماً لمواصلة ما وصفها “قتال الإرهاب الدولي” في البلاد، وفق ما أوردت وكالة “سبوتنيك”.
وتابع: “أعتقد أننا نتفق بشكل عام على أن الحرب ضد الإرهاب وبقايا تنظيم داعش لم تنته بعد، فهي تتطلب جهوداً جماعية، وفي هذا الصدد، لعب وجودنا دوراً مهماً في سياق مكافحة الإرهاب الدولي”.
هيئة تحرير الشام
وسبق أن ألمحت الخارجية الروسية إلى اتجاه موسكو لرفع تنظيم “هيئة تحرير الشام” من “قوائم التنظيمات الإرهابية”.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا، إن “لدى روسيا قضاياها الخاصة التي سوف تنطلق منها لرفع تنظيم (هيئة تحرير الشام) من قوائم التنظيمات الإرهابية”.
ووفقاً لـ”بلومبرغ”، تقترب روسيا من التوصل إلى اتفاق مع القيادة الجديدة لسوريا للاحتفاظ بقاعدتين عسكريتين حيويتين على البحر المتوسط، وهو هدف رئيسي للكرملين بعد سقوط نظام الأسد.
ونقلت “بلومبرغ” عن أشخاص مطلعين على الأمر في موسكو وأوروبا والشرق الأوسط، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، إن المحادثات جارية لإبقاء القوات الروسية في الميناء البحري بطرطوس، والقاعدة الجوية في حميميم.
وقال مصدر في روسيا، إن وزارة الدفاع في موسكو تعتقد أن لديها تفاهم غير رسمي مع “هيئة تحرير الشام”، بأنها تستطيع البقاء في القواعد السورية، محذراً من أن الوضع قد يتغير وسط عدم الاستقرار في سوريا.
منفذ روسيا على البحر المتوسط
وتُعد القاعدة البحرية في بطرطوس المنفذ الوحيد لروسيا على البحر الأبيض المتوسط، وتستخدم القوات الروسية المطار، وفقاً لـ”بلومبرغ”، لدعم عملياتها الأمنية في إفريقيا، ما يسمح لها بفرض نفوذها السياسي والاقتصادي واستعادة بعضاً من سلطتها في حقبة الحرب الباردة على القارة.
وأظهرت صورة بالأقمار الاصطناعية، الثلاثاء الماضي، مواصلة القوات الروسية تمسكها بقواعدها البحرية والجوية الرئيسية في سوريا، والتي تستخدمها كنقاط انطلاق إلى البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا، رغم انسحابها من مواقع أصغر بعد الإطاحة بالأسد.
وأظهرت الصور كذلك عدم وجود أي مؤشرات على انسحاب روسي من القاعدة البحرية في طرطوس، أو قاعدة حميميم الجوية قرب اللاذقية، وكلتاهما على الساحل الغربي لسوريا.