دعا قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، الولايات المتحدة إلى الضغط على المسلحين المدعومين من تركيا لوقف الهجوم على المناطق الكردية في شمال سوريا، حسبما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، الجمعة.
وقال عبدي إن “الهجمات ضدنا أجبرتنا على وقف العمليات ضد تنظيم داعش”، مشيراً إلى أنه سيتم إرسال وفد إلى دمشق “لمناقشة وضع قسد في سوريا الجديدة” بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وأوضح عبدي أن الإدارة السياسية لمنطقة الحكم الذاتي يجب أن تكون ممثلة في الحكومة الجديدة، داعياً إلى دمج قواته في الجيش السوري قائلاً: “يجب أن تكون قواتنا جزءاً من القوات المسلحة السورية”.
وشدد المسؤول الكردي على أهمية الوجود الأميركي في سوريا، قائلا إنه “مهم للغاية للاستقرار والأمن ولحماية شعبنا”.
خبير الشرق الأوسط في المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية Chatham House، ريناد منصور، قال لصحيفة “فاينانشيال تايمز”، إن “الأكراد في سوريا يخشون بأن الحليف الوحيد والأهم (الولايات المتحدة) يعتبرهم أصولاً عندما يكون ذلك مناسباً (خلال محاربة داعش)، وأن واشنطن ستتخلى عنهم حال الانتهاء من ذلك”.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين الماضي، إن “داعش” سيحاول استغلال هذه الفترة لإعادة بناء قدراته في سوريا، لكن الولايات المتحدة عازمة على عدم السماح بحدوث ذلك.
وانسحب بعض مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية من تل رفعت وأجزاء من حلب الواقعة غرباً في الأيام الأولى من الهجوم الخاطف الذي اجتاح البلاد جنوباً.
واستهدفت تركيا وحدات حماية الشعب بشكل مباشر في الأيام القليلة الماضية، إذ دمر جهاز المخابرات التركي 12 شاحنة محملة بالصواريخ والأسلحة الثقيلة في شمال شرق سوريا.
ويشكل الأكراد حوالي 2% من سكان سوريا أي نحو 10 مليون نسمة، وترى أن قوات سوريا الديمقراطية هي امتداد لحزب العمال الكردي الذي تصنفه تركيا منظمة إرهابية.
سد تشرين وجسر قرة قوزاق
وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت “قسد” إحباط هجمات شنتها فصائل موالية لتركيا على سد تشرين وجسر قرة قوزاق في شمال سوريا، مشيرة إلى أن 8 من مقاتليها لقوا حتفهم، وأصيب 13 في اشتباكات بين الجانبين على مدى 3 أيام.
وقالت “قسد”، في بيان، إن 210 مسلحين من الفصائل الموالية لتركيا سقطوا في الاشتباكات عند سد تشرين وجسر قرة قوزاق في جنوب شرق منبج، بينما أصيب مئات بجروح.
وأشارت إلى أن الفصائل الموالية لتركيا، والتي تطلق على نفسها “الجيش الوطني”، شنت “هجوماً شاملاً” من عدة محاور على السد والجسر، وقالت إن أنقرة قدمت دعماً جوياً لتلك الفصائل في هجماتها التي تسببت في “أضرار خطيرة” بسد تشرين.
وذكرت “رويترز” أن فصائل موالية لتركيا انتزعت، في وقت سابق هذا الأسبوع، السيطرة على مدينة منبج شمال سوريا من قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، والتي انسحبت بعد ذلك إلى شرقي نهر الفرات.
وقال مصدر في فصائل المعارضة السورية لـ”رويترز” إن الولايات المتحدة وتركيا توصلتا إلى اتفاق بشأن الانسحاب، وذكر مسؤول بوزارة الدفاع التركية، أن تقدم المجموعة المدعومة من تركيا يهدف إلى “تطهير الإرهاب”.
وحذر المسؤول من وجود جهود لم يحددها لتوفير غطاء لحزب العمال الكردستاني عن طريق الإشارة إلى المخاطر المتعلقة بتنظيم داعش، مضيفاً أن أنقرة أبلغت واشنطن بأنه لا يمكن استخدام جماعة إرهابية للقضاء على أخرى.