قال مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرجي ناريشكين، الثلاثاء، إن روسيا تقترب من تحقيق أهدافها العسكرية في أوكرانيا، و”تمتلك زمام المبادرة الاستراتيجية في كل المناطق”، مشدداً على أن “القوات الأوكرانية على حافة الانهيار”، وفق قوله.
وأضاف ناريشكين، في مقابلة مع صحيفة “رازفيدتشيك” الروسية، نقلتها وكالة “سبوتنيك” إن “الوضع على الجبهة ليس في صالح كييف. نحن قريبون من تحقيق أهدافنا، في حين أن القوات المسلحة الأوكرانية على وشك الانهيار، ونظام زيلينسكي فقد الشرعية تماماً، ونتيجة لذلك، فقد القدرة على التفاوض”، على حد قوله.
واعتبر ناريشكين أن “المزيد من التصعيد لن يؤدي إلى إنهاك روسيا، كما تعتقد واشنطن ولندن، لكنه سيكون أقرب إلى الهزيمة الاستراتيجية للغرب نفسه”.
وتابع المسؤول الروسي “الغرب يخطط للقتال مع روسيا حتى آخر أوكراني، ومن ثم إجبار دول البلطيق وأوروبا الشرقية والألمان على القتال”.
وأضاف ناريشكين: “أحد السيناريوهات المحتملة لتطور الأحداث على المدى المتوسط هو محاولة الغربيين إطلاق العنان لصراع مسلح عالمي يكون مركزه في أوراسيا. وهذه، كما تعلمون، طريقة مكررة لخروج رأس المال العالمي من الأزمة”.
وتابع: “بدأ الهوس الأميركي بأوكرانيا يؤثر بشكل مدمر على النظام المالي والعسكري السياسي العالمي بأكمله الذي بنته واشنطن”، معتبراً أن الولايات المتحدة “تخسر زمام المبادرة على الجبهات كافة، من الشرق الأوسط إلى آسيا وإفريقيا. وفي فضاء ما بعد الاتحاد السوفييتي فشلوا تماماً”.
وأضاف ناريشكين: “انظروا إلى جورجيا، حيث كان الدمية (الرئيس السابق) ميخائيل ساكاشفيلي، يتغذى مؤخراً على العلاقات، فشل الغربيون في منع حزب الحلم الجورجي الحاكم من الفوز في الانتخابات، وبعد أن أدركت السلطات الجورجية مدى الضرر الناجم عن التوجه المتهور نحو الغرب، قررت أن تعمل من أجل تحقيق مصالحها الخاصة، وهي الآن تبتعد بوعي عن الأجندة الليبرالية المتطرفة”.
وكان ناريشكين يشير هنا إلى الاضطرابات التي وقعت في جورجيا بعد تعليق الحزب الحاكم محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي حتى عام 2028.
لا مفاوضات بشأن السلام
بدوره قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في تصريحات نقلتها وكالة “تاس” الروسية، إن الجانب الأوكراني يرفض إجراء أي مفاوضات، مشدداً على أن “العملية العسكرية الخاصة” (الاسم الذي تطلق روسيا على حرب أوكرانيا) مستمرة حتى الانتصار.
وشدد على أن العملية “ستنتهي عندما يتم تحقيق الأهداف التي حددها الرئيس بوتين”. وقال: “يمكن تحقيق هذه الأهداف نتيجة للعملية العسكرية الخاصة أو نتيجة للمفاوضات ذات الصلة”.
وقال بيسكوف إنه لا توجد محادثات بين موسكو وكييف جارية حالياً، لأن “الجانب الأوكراني يرفض أي مفاوضات”.
وقدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين، قضية تسوية دبلوماسية للحرب وأثار فكرة نشر قوات أجنبية في أوكرانيا حتى تتمكن من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
مباحثات مع ترمب
وبحث أندريه يرماك، أقرب مستشار للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، مع مسؤولين من فريق دونالد ترمب الانتقالي، تضييق الخلافات الواسعة بشأن التوصل إلى تسوية للغزو الروسي المستمر منذ نحو 3 سنوات، قبل تولي الرئيس المنتخب منصبه في يناير المقبل.
ووفقاً لما أوردته صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلاً عن مصادر مطلعة، فقد التقى أندريه يرماك، مع مبعوث ترمب إلى روسيا وأوكرانيا، كيث كيلوج، ومستشار الأمن القومي القادم مايك والتز، كما انضم نائب الرئيس المنتخب جي دي فانس إلى المناقشات.
وقال مصدر مقرب من الرئاسة الأوكرانية: “هذا يجب أن يكون سلاماً مستداماً. فالسلام غير المستقر والمؤقت لا يخدم المصالح الأميركية أو الأوكرانية”.
ومنذ توسع حرب أوكرانيا، عمل يرماك، الذي يوصف بأنه يد زيلينسكي اليمنى، بجهد وسيصور أوكرانيا كشريك لبناء للسلام، وليس كعقبة أمامه، ما يعكس مرارة كييف إزاء القيود المفروضة على المساعدات العسكرية من قبل إدارة جو بايدن.