حققت المعارضة السورية هدفها بعد قرابة 14 عاماً، مع الانهيار المفاجئ لحكم بشار الأسد، وعقب حرب أهلية حصدت أرواح مئات الآلاف ونزح بسببها نصف السكان تقريباً، وفرّ أكثر من ربع السكان إلى الخارج، واستقطبت قوى خارجية.
وقال ضابطان كبيران في الجيش السوري لـ”رويترز”، إن الأسد الذي امتد حكمه لأربعة وعشرين عاماً غادر دمشق إلى وجهة غير معلومة في ساعة مبكرة من صباح الأحد. وأعلنت المعارضة “تحرير مدينة دمشق وإسقاط الطاغية بشار الأسد”. وقال ضابط سوري إن قيادة الجيش أبلغت الضباط أن حكم عائلة الأسد، الذي بدأ قبل نحو 50 عاماً، انتهى.
وفيما يلي مراحل تطور الأحداث:
تطور الأحداث في سوريا (2011- 2024):
2011: انتشرت الاحتجاجات الأولى ضد الأسد سريعاً في أنحاء البلاد، وواجهتها قوات الأمن بالاعتقالات والرصاص، فيما حمل بعض المتظاهرين السلاح وانشقت وحدات عسكرية بالجيش مع تحول الانتفاضة إلى ثورة مسلحة حظيت بدعم دول غربية وعربية وكذلك تركيا.
2012: وقع تفجير في دمشق هو الأول من نوعه نفذته “جبهة النصرة”، والذي يعد فرعاً من تنظيم “القاعدة” الجديد (آنذاك) في سوريا، والتي اكتسبت قوة، حيث اجتمعت القوى العالمية في جنيف واتفقت على الحاجة إلى انتقال سياسي.
- اجتمعت القوى العالمية في جنيف واتفقت على الحاجة إلى انتقال سياسي، لكن انقساماتها حول كيفية تحقيق ذلك وأدت في النهاية جهود سلام برعاية الأمم المتحدة بذلتها على مدى سنوات.
- الأسد يوجه القوات الجوية نحو معاقل المعارضة مع سيطرة المقاتلين على مزيد من الأراضي لتتصاعد الحرب مع وقوع مجازر على الجانبين.
2013: ساعدت جماعة “حزب الله” اللبنانية، الأسد، على تحقيق النصر في منطقة القصير، ليوقف زخم المعارضة ويظهر الدور المتزايد للجماعة في الصراع.
- حددت واشنطن استخدام الأسلحة الكيميائية “خطاً أحمر”، لكن هجوماً بغاز السارين على الغوطة الشرقية التي سيطرت عليها المعارضة قرب دمشق، أودى بحياة عشرات المدنيين دون أن يثير رداً عسكرياً أميركياً.
2014: سيطر تنظيم “داعش” فجأة على مدينة الرقة في الشمال الشرقي وعلى مساحات في سوريا والعراق.
- استسلم مقاتلو الفصائل في حمص القديمة، ووافقوا على المغادرة إلى منطقة أخرى في أول هزيمة كبيرة لهم في منطقة حضرية كبرى، وهو ما مهد لاتفاقات “إخلاء” بعد ذلك.
- شكلت واشنطن تحالفاً ضد تنظيم “داعش” وبدأت في تنفيذ ضربات جوية، ما ساعد القوات الكردية على وقف مد المتشددين، لكنه تسبب في توترات مع حليفتها تركيا.
2015: بفضل تحسين التعاون والحصول على الأسلحة من الخارج، تمكنت الجماعات المعارضة من كسب المزيد من الأراضي والسيطرة على شمال غرب مدينة إدلب، لكن بات للمسلحين دور أكبر.
- انضمت روسيا إلى الحرب لدعم الأسد بشن غارات جوية حوّلت دفة الصراع لصالح الرئيس السوري لسنوات لاحقة.
2016: مع القلق من تقدم الأكراد على الحدود، شنت تركيا عملية توغل مع جماعات المعارضة المتحالفة معها، ما أدّى إلى إقامة منطقة جديدة تحت السيطرة التركية.
- تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من هزيمة الفصائل المعارضة في حلب، وهو ما اعتبر آنذاك “أكبر انتصار للأسد” في الحرب.
- انفصلت “جبهة النصرة” عن “القاعدة” وبدأت محاولة تقديم نفسها في صورة معتدلة، فأطلقت على نفسها سلسلة من الأسماء الجديدة قبل أن تستقر في النهاية على “هيئة تحرير الشام”.
2017: أقرت إسرائيل بشن ضربات جوية ضد “حزب الله” في سوريا بهدف إضعاف القوة المتنامية لإيران وحلفائها.
- تمكنت قوات مدعومة من الولايات المتحدة بقيادة الأكراد من هزيمة “داعش” في الرقة، فيما انتهى هذا الهجوم وهجوم آخر شنه الجيش السوري بطرد الجماعة المتشددة من كل الأراضي تقريباً التي استولت عليها.
2018: استعاد الجيش السوري الغوطة الشرقية قبل أن يستعيد سريعاً جيوباً أخرى للمعارضة في وسط سوريا ثم درعا معقلها الجنوبي.
2019: فقد تنظيم “داعش” آخر معاقله في سوريا، في حين قررت الولايات المتحدة إبقاء بعض قواتها في البلاد لمنع الهجمات على حلفائها الأكراد.
2020: ساندت روسيا هجوماً للقوات الحكومية انتهى بوقف إطلاق النار مع تركيا، ليتجمد القتال عند معظم خطوط المواجهة، فيما سيطر الأسد على معظم الأراضي وجميع المدن الرئيسية ليبدو أنه قد رسخ حكمه.
- وسيطرت الفصائل المعارضة على الشمال الغربي، فيما سيطرت قوة مدعومة من تركيا على شريط حدودي، كما سيطرت القوات التي يقودها الأكراد على الشمال الشرقي.
2023: الحرب الإسرائيلية على غزة، اندلعت بعدها بشهور حرباً بين “حزب الله” اللبناني وإسرائيل، ومواجهات متبادلة بين إسرائيل وإيران، أدّت في نهاية المطاف إلى تقليص وجود “حزب الله”.
2024: شنّت الفصائل المعارضة هجوماً جديداً على حلب، ومع تركيز حلفاء الأسد على مناطق أخرى، انهار الجيش سريعاً، وبعد 8 أيام من سقوط حلب، استولت الفصائل على معظم المدن الكبرى ودخلوا دمشق ليسقط حكم الأسد.