وصل رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، إلى العاصمة الأوكرانية كييف، الأحد، في اليوم الأول في وظيفتيهما الجديدة، وذلك من أجل إظهار دعم أوكرانيا في الحرب مع روسيا.
ونشر كوستا على منصة “إكس” صورة له إلى جانب كالاس والمسؤولة عن ملف توسيع الاتحاد الأوروبي مارتا كوس، وقال: “منذ اليوم الأول للحرب، وقف الاتحاد الأوروبي إلى جانب أوكرانيا. ومنذ اليوم الأول لولايتنا، نؤكد من جديد دعمنا الراسخ للشعب الأوكراني”.
وكان كالاس وكوستا من المؤيدين الأقوياء لأوكرانيا منذ انطلاق الغزو الروسي في فبراير 2022، وتأتي زيارتهما في الوقت الذي تكافح فيه كييف لصد هجوم روسي طاحن، وسط عدم اليقين بشأن السياسة الأميركية عندما يبدأ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ولايته الجديدة في يناير المقبل 2025.
وقدم الاتحاد الأوروبي ومؤسساته ودوله الأعضاء، حوالي 133 مليار دولار كمساعدات لأوكرانيا منذ بداية الحرب.
بدورها قالت كالاس على موقع “إكس”: “في زيارتي الأولى منذ توليت منصبي، كانت رسالتي واضحة: الاتحاد الأوروبي يريد أن تفوز أوكرانيا في هذه الحرب، وسنفعل كل ما يلزم من أجل ذلك”.
واختار قادة الاتحاد الأوروبي في يونيو الماضي البرتغالي أنطونيو كوستا خلفاً لشارل ميشيل على رأس المجلس الأوروبي، فيما اختيرت رئيسة الوزراء الإستونية السابقة كايا كالاس، لتولي منصب المسؤولة عن السياسة الخارجية للاتحاد خلفاً للإسباني جوزيب بوريل.
وبدأ كوستا وكالاس ولايتهم الجديدة، الأحد 1 ديسمبر، في إطار الدورة المؤسسية الجديدة للاتحاد الأوروبي.
وستستمر ولاية كوستا وكالاس لمدة عامين ونصف، مع إمكانية التمديد لمرة واحدة، علماً أن رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين انتخبت لولاية ثانية.
خطة ترمب
وتتنامى المخاوف الأوروبية بشأن تراجع الدعم الأميركي لأوكرانيا، مع عودة دونالد ترمب الذي وعد بإنهاء الحرب، إلى البيت الأبيض في يناير المقبل.
وتتزايد التساؤلات بشأن خطة الجنرال الأميركي المتقاعد كيث كيلوج لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، لكن الرجل الذي اختاره الرئيس الأميركي المُنتخَب دونالد ترمب كمبعوث خاص كشف عن أبرز ملامح خطته في وقت سابق.
ويُقدم كيلوج (80 عاماً)، المستشار السابق للأمن القومي الأميركي، في خطته المُقترحة رؤية تتضمن وقفاً لإطلاق النار وتجميداً للخطوط الأمامية، مع التركيز على مفاوضات السلام بين أوكرانيا وروسيا.
وتبدأ خطة كيلوج، التي وضعها في مقال كتبه لمعهد “أميركا أولاً” للسياسات، في أبريل الماضي، بوصفه للحرب بأنها “أزمة كان يمكن تجنبها، لكن بسبب سياسات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن غير الكفء، أصبحت الولايات المتحدة متورطة في حرب لا نهاية لها”.
ووجه كيلوج الكثير من الانتقادات لتصرفات بايدن في خطته، إذ يقول إن إدارته قدمت القليل جداً من الأسلحة وفي وقت متأخر للغاية، وأن نهج ترمب “الناعم” تجاه بوتين، وليس شيطنته كما فعل بايدن، هو ما سيمكنه من التوصل إلى صفقة.
ويرى كيلوج أنه كان ينبغي تقديم المزيد من الأسلحة لكييف قبل الغزو الروسي وبعده مباشرةً، لتمكينها من تحقيق النصر، لكنه يشدد في نفس الوقت على أنه لا يجب على الولايات المتحدة أن تتورط في صراع آخر، قائلاً إن مخزوناتها من الأسلحة تضررت بسبب مساعدتها لأوكرانيا، ما يترك البلاد عرضة للخطر في أي صراع محتمل مع الصين بشأن تايوان.
خطة أوروبية جديدة لتسليح أوكرانيا
ويبحث حلفاء أوكرانيا الأوروبيون، الذين يكافحون لإنتاج ما يكفي من الأسلحة لدعم جهود كييف الحربية، “خطة دنماركية” جديدة لمعالجة النقص الحاد في الأسلحة، تتمثل في تقديم الأموال لشركات أوكرانية محلية لإنتاج أسلحة بشكل أسرع وبتكلفة أقل.
وفي إطار الخطة الجديدة، يمول الأوروبيون عقود الحكومة الأوكرانية مع شركات تصنيع الأسلحة الأوكرانية، التي تعاني من ضائقة مالية لإنتاج المعدات للقوات المسلحة في البلاد، بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى والطائرات المسيرة القادرة على ضرب الأراضي الروسية.
وعبرت روسيا في تصريحات متواترة على لسان عدد من مسؤوليها، عن انفتاحها على مناقشة اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، لكنها تستبعد تقديم أي تنازلات كبيرة تتعلق بالأراضي والتمسك بتخلي كييف عن طموحاتها الخاصة بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”.