أنهت صحيفة The Garden Island المحلية في هاواي عمل مذيعين يعملان بالذكاء الاصطناعي بعد شهرين فقط من إطلاقهما، وذلك بسبب سلوكهما الغريب وردود الفعل السلبية التي واجهتها الصحيفة من الجمهور بسبب أدائهما.
بحسب تقرير نشره موقع Wired، فإن المذيعين، اللذان أطلقت عليهما الصحيفة اسم “جيمس، وروز”، طُورا بواسطة شركة ذكاء اصطناعي تُدعى Caledo.
ورغم الترويج الكبير الذي صاحب إطلاقهما باعتبار الصحيفة أول وسيلة إعلامية تعتمد على مذيعين آليين، إلا أن الأداء الغريب للمذيعين سرعان ما أثار استياء المشاهدين.
تجربة المذيعين الآليين
واجه المذيعان انتقادات بسبب أسلوبهما “غير الطبيعي” في الإلقاء، إذ استخدم جيمس نفس النبرة في تقارير متباينة بين أحداث مأساوية مثل مذبحة عمالية، وفعاليات بسيطة كالتهنئة بأعياد موسمية مختلفة.
كما ارتكب الثنائي أخطاء متكررة في نطق الأسماء المحلية في هاواي، بل حتى في كلمات شائعة مثل “بندقية” (Rifle).
أحد أبرز المشكلات التي أثارت استياء الجمهور كانت التشوهات البصرية التي بدت على المذيعين، مثل الحركات الغريبة لأيديهما، التي تظهر بشكل متكرر، وعجزهما أحياناً عن أداء حركات طبيعية مثل حركات العين.
وتسببت هذه العيوب في تلقي الصحيفة موجة من التعليقات السلبية على حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي، إذ وصف أحد المستخدمين المذيعين بأنهما “مرعبان للغاية”.
رغم ردود الفعل السلبية، وصفت شركة Caledo التجربة بأنها “ناجحة”، وأعلنت عن نيتها توسيع استخدامها لهذه التقنية في صحف أخرى في أنحاء الولايات المتحدة.
لكن الصحافي السابق في الصحيفة جوثري سكريمجور، الذي كتب عن التجربة، أشار إلى أن المذيعين لم ينجحا في تحقيق أي مكاسب اقتصادية، حيث فشلت الشركة الأم للصحيفة في بيع إعلانات مصاحبة لمقاطع الفيديو التي ظهر فيها المذيعان.
وأضاف سكريمجور أن الصحيفة، التي تعاني من نقص الموارد، كانت قد استحوذت عليها في وقت سابق من هذا العام شركة إعلامية كبرى، مما زاد من تحدياتها الاقتصادية.
رغم أن تجربة المذيعين الآليين لم تؤثر بشكل مباشر على وظائف الصحفيين العاملين في الصحيفة، إلا أن هناك مخاوف من أن مثل هذه التقنيات قد تساهم في تقليل الإنفاق على توظيف الصحفيين والمصورين والمحررين لصالح التكنولوجيا.