أعلن البيت الأبيض، الأربعاء، أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيلتقي بنظيره الصيني شي جين بينج، على هامش قمة دولية في بيرو، السبت المقبل، في آخر لقاء بينهما قبل تسلم الرئيس المنتخب دونالد ترمب للسلطة في 20 يناير المقبل.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، إن بايدن سيلتقي مع شي على هامش قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ لعام 2024 في ليما، عاصمة بيرو، مشيراً إلى أنه “الاجتماع الثالث وجهاً لوجه منذ تولي بايدن للرئاسة، وآخر لقاء لهما كرؤساء”.
والتقى بايدن مع شي على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي عام 2022، وأيضاً في ولاية كاليفورنيا عام 2023 على هامش قمة “آبيك”.
ورفض مسؤول أميركي في حديث للصحافيي، الإشارة إلى الكيفية التي سيتعامل معها بايدن ومستشاروه مع الأسئلة التي من المؤكد أن يثيرها شي والمسؤولون الصينيون بشأن إدارة ترمب القادمة، أو ما إذا كان بايدن قد ناقش العلاقة بين الولايات المتحدة والصين مع ترمب خلال زيارة الرئيس المنتخب للبيت الأبيض، الأربعاء.
ولكنه قال إن الإدارة المقبلة “ستحتاج إلى إيجاد طرق لإدارة هذه العلاقة الصعبة والمعقدة”.
وخلال حملته الانتخابية، وعد ترمب بفرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 60٪ على جميع الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة، وهي الخطوة التي من شأنها أن تهز العلاقة المضطربة بالفعل بين بكين وواشنطن.
“تقييم التنافس بين واشنطن وبكين”
وأضاف مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في مؤتمر صحافي، الأربعاء، أن بايدن عمل خلال فترته الأولى على “إدارة التنافس بين الولايات المتحدة والصين بفعالية ومسؤولية”.
وأشار سوليفان إلى أن نهج بايدن تجاه الصين “ركّز على تعزيز مصادر القوة الأميركية داخلياً، بما في ذلك نمو الطبقة المتوسطة وضمان بقاء الولايات المتحدة على قدراتها الصناعية وتفوقها في الابتكار، في مجالات مثل أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي”.
وسافر سوليفان إلى بكين في أواخر أغسطس للقاء نظيره الصيني، وجلس أيضاً مع شي.
وقال المسؤول الأميركي، الذي رفض الكشف عن هويته، إن الرئيسين “يعرفان بعضهما منذ أكثر من عقد، وقضيا ساعات طويلة في اجتماعات ثنائية”، مضيفاً: “نتوقع أن يكون هذا الاجتماع هو الأخير بينهما كرؤساء”.
وفي السياق، توقع هذا المسؤول أن يستغل بايدن هذه الفرصة لـ”تقييم الجهود المبذولة لإدارة التنافس بين واشنطن وبكين بشكل مسؤول خلال السنوات الأربع الماضية”.
وقال إنه “خلال السنوات الأربع الماضية، فرضنا مئات العقوبات على الكيانات الصينية، كما أجرينا محادثات متواصلة حول الأنشطة التي نشعر بالقلق تجاهها، وحرصنا على قطع أي آليات دعم متاحة حيثما أمكن”.
ولطالما كانت هناك خلافات عميقة بين واشنطن وبكين بشأن ما يعتبره البيت الأبيض “دعم الصين لروسيا” خلال حربها في أوكرانيا، وقضايا حقوق الإنسان، والتكنولوجيا، وتايوان.
وقال مسؤولون استخباراتيون أميركيون إن الصين زادت مبيعاتها إلى روسيا من آلات الإلكترونيات الدقيقة وغيرها من التكنولوجيا التي تستخدمها موسكو لإنتاج الصواريخ والدبابات والطائرات والأسلحة الأخرى، لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا.
وفرضت الإدارة الأميركية الشهر الماضي عقوبات على شركتين صينيتين بتهمة مساعدة روسيا بشكل مباشر في بناء طائرات هجومية بعيدة المدى تستخدم ضد أوكرانيا.
اختبار حقيقي للعلاقات مع عودة ترمب
ومن المتوقع أن تشهد فترة إدارة ترمب الثانية اختباراً حقيقياً للعلاقات بين الولايات المتحدة، خصوصاً وأنه في ولاية ترمب الأولى فرضت واشنطن رسوماً جمركية على منتجات صينية تزيد قيمتها على 360 مليار دولار.
ودفعت هذه الرسوم بكين إلى طاولة المفاوضات، وفي عام 2020، وقع الجانبان اتفاقية تجارية تعهّدت فيها الصين بتحسين حقوق الملكية الفكرية، وشراء سلع أميركية إضافية بقيمة 200 مليار دولار.
وبعد عامين، أظهرت مجموعة بحثية أن الصين لم تشتر أياً من السلع التي وعدت بها، وفق “أسوشيتد برس”.
وخلال الحملة الانتخابية، تحدث ترمب عن علاقته الشخصية مع شي، والتي بدأت بشكل جيد خلال ولايته الأولى، قبل أن تتوتر بسبب النزاعات حول التجارة وجائحة كوفيد-19.
وفي رسالة تهنئة لترمب بعد فوزه على هاريس، دعا شي الولايات المتحدة والصين إلى إدارة خلافاتهما والتوافق في عصر جديد.
ومن المتوقع أن يركز بايدن في الاجتماع مع شي على الجهود الرامية إلى وقف تدفق المواد الكيميائية المصنعة في الصين والمستخدمة في صناعة مخدر الفنتانيل، والمخاوف بشأن دعم بكين “غير المباشر” لحرب روسيا في أوكرانيا، ومخاوف الأمن السيبراني وأهمية الحفاظ على الاتصالات العسكرية، وفق “أسسوشيتد برس”.