قال مؤسس ورئيس منظمة “أميركيون عرب من أجل ترمب”، بشارة بحبح، إن غضب الجالية العربية والمسلمة في الولايات المتحدة الأميركية من تعامل إدارة الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس من الحرب الإسرائيلية على غزة، كان سبباً للتصويت لصالح المرشح الجمهوري دونالد ترمب، الذي سيحقق السلام على أساس حل الدولتين، وفق تعبيره.
وأضاف الفلسطيني الأميركي الدكتور بشارة بحبح في مقابلة مع “القناة 12” بالتلفزيون الإسرائيلي، والتي قالت إنه قاد ثورة التصويت العربي في الانتخابات الأميركية 2024: “ترمب العام 2024 مختلف عن الشخص الذي عرفناه في الولاية السابقة”.
وحصل بحبح على درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة هارفارد في عامي 1981 و 1983، وكان المدير المساعد لمعهد الشرق الأوسط التابع لها.
كما كان رئيس تحرير صحيفة “الفجر” اليومية التي تتخذ من القدس مقراً لها، وعمل عضواً في الوفد الفلسطيني إلى محادثات السلام المتعددة الأطراف للحد من التسلح والأمن الإقليمي.
بحسب صفحته على موقع جامعة هارفارد، بحبح مؤلف غزير الإنتاج ويساهم بانتظام في 15 صحيفة ومجلة. وإلى جانب جامعة هارفارد، التحق الدكتور بحبح بجامعة بريجهام يونج، وكلية وارتون بجامعة بنسلفانيا، وجامعة جورج واشنطن، والكلية الأميركية.
وقال بحبح في مقابلته مع القناة الإسرائيلية: “عندما تحدثت مع ترمب قبل حوالي 3 أشهر، قلت له: سيدي الرئيس، لقد أصبحت رئيساً لمنظمة (الأميركيين العرب من أجل ترمب) لدعم جهودك لتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط على أساس حل الدولتين، فكانت إجابته: 100%”.
ولفت بحبح، الذي تحول من مؤيد مخلص للديمقراطيين ومعارض شرس لترمب إلى مؤيد له، إلى أن الغضب العميق من تعامل إدارة بايدن-هاريس مع حرب غزة ساهم في تحوّل تصويت الجالية العربية.
وقال: “نحن سعداء جداً بفوز ترمب، لقد حذرنا الرئيس بايدن مراراً لوقف الإبادة الجماعية التي تحدث في غزة.. لقد انتهت مسألة الانتقام، لمواصلة مهاجمة غزة والسماح لإسرائيل بإمدادات غير محدودة من الأسلحة إلى جانب الدعم السياسي والدبلوماسي.. هناك التزام على الولايات المتحدة بأن توقف ما يحدث”.
وأضاف بحبح أن استراتيجيته أدت إلى انتصار ترمب، قائلاً: “كانت مهمتي كسب أصوات الجاليات العربية والمسلمة في الولايات المتحدة، خاصة المتأرجحة، لقد عملنا بجد وكان ترمب منتبهاً لمجتمعنا، حيث التقى بالقادة العرب والمسلمين 10 أو 15 مرة على الأقل، والتقيت به مرتين وتحدثت معه”.
وتطرق بحبح إلى سبب توقفه عن دعم الحزب الديمقراطي، قائلاً إن “80٪ من قطاع غزة مدمر، والناس في شمال غزة يتضورون جوعاً.. إنه أمر غير إنساني.. نحن نتحدث عن القرن الـ21، إذا أردنا أن نعيش معاً كفلسطينيين وإسرائيليين أو كعرب وإسرائيليين، يجب أن نعترف بإنسانية كل جانب، وأنا لا أرى أن ذلك يحدث الآن”.
ترمب 2024: زعيم مختلف
وأعرب بحبح عن اعتقاده بأن ترمب 2024 سيكون شخصاً مختلفاً عمن عرفناه في ولايته السابقة، وقال: “أعتقد أنه شخص مختلف عما كان عليه في عامي 2016 و2020، وبات يدرك الحاجة إلى إنهاء الحرب، ويدرك حاجة الفلسطينيين إلى دولة خاصة بهم”.
وأضاف: “سألته قبل أن أعرب عن دعمي له ما إذا كان سيُنهي الحرب، وكان الجواب نعم سيوقف الحرب”.
وتابع: “أريد أن أشير إلى أن العرب والفلسطينيين بحاجة أيضاً إلى الاعتراف بأن إسرائيل لديها احتياجات”.
وتطرق بحبح إلى العلاقة بين ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلاً إن ترمب هو “الوحيد الذي يخاف منه نتنياهو”.
وأضاف: “نتنياهو أهان الرئيس بايدن ونائبته وأذلهما.. في كل مرة يرسمون فيها خطاً أحمر، كان يتجاوزه.. لم تكن هناك عواقب.. وهذه الفترة على وشك الانتهاء”.
“حان وقت السلام”
وعما إذا كان ترمب سيتخذ نهجاً أكثر صرامة، قال بحبح: “أعتقد أنه قد يمنح إسرائيل مهلة لإنهاء الحرب، وستكون هناك عواقب إذا لم تمتثل إسرائيل.. إنه رجل يحافظ على كلمته، وهذه هي الكلمة التي أعطاها لنا.. هذه هي الكلمة التي قالها علناً لآلاف الجماهير ومحطات التلفزيون”.
ونقل بحبح رسالة إلى الجمهور الإسرائيلي، قائلاً: “هذه يد ممدودة من أجل السلام وكفى حروباً.. فقدنا نساءً وأطفالاً ورجالاً، فيما لا يزال العديد من الأشخاص تحت الأنقاض، كما أن 80% من غزة مدمر، وجزء كبير من جنوب لبنان مدمر.. طفح الكيل.. حان وقت السلام”.
وأضاف: “لقد دعمنا الرئيس ترمب لأننا أردنا إنهاء الحروب.. أردنا وضع حد لإراقة الدماء من كلا الجانبين.. كلنا نريد أن نعيش في سلام، وهذه هي الرسالة التي أحملها كفلسطيني أميركي إلى الجمهور الإسرائيلي.. نحن نؤمن بالسلام، ونرجو الانضمام إلينا في تحقيق السلام بالشرق الأوسط على أساس الاعتراف باحتياجات كل جانب، حاجة الدولة اليهودية إلى الأمن وحاجة الفلسطينيين إلى دولة خاصة بهم تعيش في سلام إلى جانب إسرائيل”.
وكان ترمب أعلن خلال حملته الانتخابية أنه سيسعى إلى إنهاء الحروب المندلعة في أكثر من مكان بالشرق الأوسط والعالم، وهو ما يثير بعض التفاؤل بين الفلسطينيين.