نأت نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية كامالا هاريس بنفسها، الأربعاء، عن تعليقات الرئيس الأميركي جو بايدن التي بدا فيها أنه يصف أنصار المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب بأنهم “قمامة”، ما أثار عاصفة سياسية قبل أقل من أسبوع على الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وقالت هاريس، إنها “تختلف بشدة” مع انتقاد الأشخاص بناءً على قرارهم لمن سيصوتون له، وذلك في أول رد فعل علني من قبلها، حسبما ذكرت مجلة “بولتيكو” الأميركية.
وأضافت في حديثها إلى الصحافيين قبل الصعود على متن الطائرة الرئاسية الثانية: “لقد سمعتم خطابي الليلة الماضية، واستمررت طوال مسيرتي المهنية، أعتقد أن العمل الذي أقوم به يتعلق بتمثيل جميع الناس، سواء كانوا يدعمونني أم لا. وبصفتي رئيسة للولايات المتحدة، سأكون رئيسة لجميع الأميركيين، سواء صوتت لي أم لا. هذه مسؤوليتي، وهذا هو نوع العمل الذي قمت به طوال مسيرتي المهنية. وأنا أتعامل مع الأمر بجدية شديدة”.
وقالت نائبة الرئيس إن “بايدن اتصل بها الليلة الماضية، لكنهما لم يتطرقا إلى الموضوع”، وفقاً للمجلة.
وأكدت هاريس في حديثها لشبكة ABC NEWS أنها تهتم بكافة الشعب الأميركي قائلة” إنني أتعامل بجدية شديدة مع التزاماتي وقسمي بالاهتمام أولاً باحتياجات الشعب الأميركي ووضعها قبل أي قضايا أنانية قد تكون لي”.
وفي السياق نفسه، سعت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارين جان بيير للحد من الأضرار التي أحدثها تعليق بايدن، عندما تعرضت لوابل من الأسئلة خلال مؤتمر صحافي، الأربعاء.
وقالت جان بيير:”لا، إنه لا ينظر إلى أنصار ترمب أو أي شخص يدعم ترمب على أنهم قمامة”.
وقال ترمب الأربعاء، إن جو بايدن ونائبته كامالا هاريس لا يمكنهما أن يقودا أميركا “إذا لم يكونا يحبان الأميركيين”.
وأضاف: “ردي على جو وكامالا بسيط للغاية. لا يمكنكما أن تقودا أميركا إذا لم تكونا تحبا الأميركيين. ولا يمكنك أن تكون رئيساً إذا كنت تكره الشعب الأميركي”.
إبعاد بايدن عن الأنظار
وذكر مصدر لشبكة CNN أن بعض مسؤولي حملة هاريس، اقترحوا إيجاد طريقة لإبعاد الرئيس عن الأنظار في الأيام الستة الأخيرة التي تسبق يوم الانتخابات.
وقال أحد المسؤولين السابقين: “إن زلة بايدن كانت مثيرة للغضب الشديد”، فيما رفض أحد مستشاري الحملة أي احتمالية لخسارة ناخب واحد بسبب تلك التعليقات.
وقالت شبكة CNN لا شك أن تصريحات بايدن أصبحت مصدر إلهاء غير مرغوب فيه. فقد استغلها ترمب وحلفاؤه بسرعة لاتهام هاريس وحملتها بالاستهزاء بالأميركيين الذين يدعمون الرئيس السابق.
ويؤكد الديمقراطيون أن بايدن لم يعد المرشح الرئاسي، وأن هاريس كانت واضحة تماماً في أنها تحترم جميع الناخبين بغض النظر لمن سيصوتوا، وفقاً للشبكة.
وفي الوقت الذي كانت فيه هاريس، تلقي خطابها الختامي لحملتها الليلة الماضية، كانت عاصفة سياسية، قد اندلعت بالفعل بسبب تصريحات بايدن خلال مكالمة زووم مع مجموعة “فوتو لاتينو” الليبرالية غير الربحية على الإنترنت.
وفي السياق نفسه، قال موقع “أكسيوس” إن بايدن سلم الذخيرة للجمهوريين المبتهجين، الثلاثاء ، عندما اعتبر أنصار ترمب “قمامة”.
خطأ كلينتون
ونظر كلا الحزبين على الفور إلى هذه الملاحظة باعتبارها، عودة إلى خطأ هيلاري كلينتون في عام 2016، عندما أشارت إلى أنصار ترمب باعتبارهم “ثلة من البائسين”، وهو ما أثار غضب الجمهوريين.
وجاء التعليق خلال مكالمة فيديو، حاول من خلالها بايدن الرد على ممثل كوميدي وصف بورتوريكو بأنها “جزيرة قمامة” في تجمع ترمب في ماديسون سكوير جاردن، الأحد الماضي.
وقال بايدن خلال المحادثة “القمامة الوحيدة التي أراها تطفو هناك هي أنصاره، شيطنته للاتينيين أمر غير مقبول”.
وزعم البيت الأبيض أن بايدن كان يشير فقط إلى الممثل الكوميدي في تعليقاته.
وبعد نشر هذه القصة، قال المتحدث باسم البيت الأبيض لموقع “أكسيوس” إن الموظفين تحدثوا إلى بايدن حول ما كان ينوي قوله، دون الكشف عن المزيد من التفاصيل.
ووصف جيه دي فانس، المرشح لمنصب نائب الرئيس مع ترمب، تعليقات بايدن بأنها “مقززة”، مضيفاً أن “هاريس وبايدن يهاجمان نصف البلاد. لا يوجد أي عذر لهذا. آمل أن يرفضه الأميركيون”، وفقاً للموقع.
تبرير بايدن
ومع تصاعد التداعيات السياسية مع مرور كل دقيقة، قال بايدن على موقع “إكس”: “في وقت سابق من اليوم، وصفت الخطاب البغيض حول بورتوريكو الذي أطلقه مؤيد ترمب في تجمع ماديسون سكوير جاردن بأنه قمامة، وهي الكلمة الوحيدة التي يمكنني التفكير فيها لوصفه، إن شيطنته للاتينيين أمر غير مقبول. هذا كل ما قصدت قوله”.
واستغل فريق ترمب الحادثة، وبدأ بالفعل في جمع الأموال من خلال هذه الملاحظة، حيث أرسل بريداً إلكترونياً بعنوان: “أنت لست قمامة! أنا أحبك! أنت أفضل ما يمكن لأمتنا أن تقدمه”.
وذكر موقع “أكسيوس” أن تعليقات بايدن هي أحدث مثال على السبب الذي دفع فريق هاريس، إلى تجنب المشاركة في الحملة معه، فيما قال مساعدو هاريس إن بايدن غير محبوب وغير منضبط.
وكان مساعدو هاريس يشعرون بالإحباط أيضاً الأسبوع الماضي، عندما ذهب بايدن إلى نيو هامبشاير وقال “علينا أن نسجن ترمب”، مبرراً أنه كان يقصد سجن ترمب “سياسيا”، لكن هذا الأمر جذب عناوين رئيسية أراد فريق هاريس تجنبها، وفقاً للموقع.