نشرت هيئة البث العامة الإسرائيلية (كان) أبرز بنود ما قالت إنها مسودة مقترح أميركي لوقف إطلاق النار بين جماعة “حزب الله” اللبنانية، والجيش الإسرائيلي في لبنان.
ووفقاً للمسودة، يدعو المقترح إسرائيل ولبنان لتنفيذ قراري مجلس الأمن 1701 و1559، على أن تراقب القوات المسلحة اللبنانية وتنفذ القرار، ويتم التنفيذ الكامل خلال هدنة تستمر 60 يوماً، وتسحب إسرائيل قواتها من لبنان في غضون 7 أيام من بدء وقف إطلاق النار، وتبدأ القوات اللبنانية في الانتشار وقت انسحاب القوات الإسرائيلية.
ويضم مقترح وقف إطلاق النار خطاباً مكملاً بين أميركا وإسرائيل ينص على “حق إسرائيل في الدفاع عن النفس في وجه أي تهديدات وشيكة”.
وتعليقاً على المقترح، قال البيت الأبيض إنه توجد تقارير عديدة ومسودات يجري تداولها “لكنها لا تعكس وضع المفاوضات”، وفق ما نقلت “رويترز”.
وبينما يعمل وسطاء أميركيون على مقترح وقف النار، واصلت إسرائيل هجومها وأمرت السكان بإخلاء مدينة بعلبك في شرق لبنان، وفق مصدران مطلعان لوكالة “رويترز”.
وقالت مصادر أمنية لـ”رويترز” إن إسرائيل بدأت هجمات مكثفة على مدينة بعلبك التاريخية وقرى محيطة بها في سهل البقاع بشرق لبنان، بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي أمر إخلاء للمدينة وضواحيها.
وقال المصدران، وهما شخص مطلع على المحادثات ودبلوماسي كبير معني بشؤون لبنان، إن فترة الشهرين ستخصص لإتمام التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 لعام 2006 لإخلاء جنوب لبنان من الأسلحة باستثناء ما يتبع الدولة اللبنانية.
أبرز بنود مسودة المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار في لبنان:
- تعترف كل من إسرائيل ولبنان بأهمية قرار مجلس الأمن الدولي رقم (1701).
- هذه الالتزامات لن تمنع إسرائيل ولبنان من حقهما في الدفاع عن النفس عند الضرورة.
- باستثناء قوات اليونيفيل، سيكون الجيش اللبناني الرسمي القوة المسلحة الوحيدة في جنوب لبنان على طول الخط A
- وفقاً لقرار 1701، ومنعاً لإعادة بناء وتسليح الجماعات المسلحة غير الرسمية في لبنان، سيتم مراقبة بيع الأسلحة إلى لبنان أو تصنيعها داخله من قبل الحكومة اللبنانية.
- ستمنح الحكومة اللبنانية السلطات اللازمة لقوات الأمن اللبنانية لتنفيذ القرار.
- الإشراف على دخول الأسلحة عبر حدود لبنان.
- الإشراف على المنشآت غير المعترف بها من قبل الحكومة والتي تصنع الأسلحة، والعمل على تفكيكها.
- تفكيك أي بنية تحتية مسلحة لا تتوافق مع الالتزامات الواردة في الاتفاق وتقع تحت الخط A.
- يتعين على إسرائيل سحب قواتها من جنوب لبنان في غضون 7 أيام، وسيتم استبدالها بالجيش اللبناني، وستشرف الولايات المتحدة ودولة أخرى على عملية الانسحاب.
- في موعد لا يتجاوز المتفق عليه، سينتشر الجيش اللبناني على طول الحدود والمعابر.
- خلال 60 يوماً من توقيع الاتفاق، يتعين على لبنان نزع سلاح كل الجماعات العسكرية غير الرسمية في جنوب لبنان.
- تشرف الولايات المتحدة، إلى جانب هيئات دولية ودول تتفق عليها إسرائيل ولبنان، على تنفيذ الاتفاق.
- سيكون الجيش اللبناني والوكالات الأمنية الرسمية التابعة للحكومة اللبنانية مسؤولين عن فرض تنفيذ الاتفاق في الجانب اللبناني.
- ستتاح إمكانية فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية لضمان تنفيذ الاتفاق.
- سيتم التأكيد على أن خارج جنوب لبنان، يحق لإسرائيل الدفاع عن نفسها ضد التهديدات الناشئة إذا فشلت الحكومة اللبنانية في إحباط هذا التهديد، بما في ذلك تصنيع وتخزين ونقل الأسلحة الثقيلة والصواريخ والأسلحة المتقدمة الأخرى.
وقال مسؤول أميركي إن مستشار الرئيس جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكجورك، والمبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان آموس هوكستين سيصلان إلى إسرائيل الخميس، لبحث عدد من الأمور “من بينها ما يتعلق بغزة ولبنان والمحتجزين وإيران وشؤون المنطقة الأوسع نطاقاً”.
وتأتي جهود التهدئة في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية ضد “حزب الله”. كما أصدر الجيش الإسرائيلي أول أمر إخلاء لمدينة بعلبك في الشرق.
ودعا محافظ بعلبك بشير خضر السكان إلى الإخلاء والتوجه إلى الشمال.
وقال بلال رعد رئيس مركز الدفاع المدني الإقليمي في بعلبك إن المركز الذي يضم متطوعين في الأساس دعا السكان إلى المغادرة عبر مكبرات الصوت بعد تلقّي اتصالات هاتفية من أشخاص قالوا إنهم من الجيش الإسرائيلي، وفق ما نقلت “رويترز”.
“مسعى جاد”
جدير بالذكر أن القرار (1701) هو حجر زاوية في محادثات لإنهاء القتال بين إسرائيل و”حزب الله” والذي اندلع بالتوازي مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتصاعد بشكل كبير على مدى الأسابيع الخمسة الماضية.
وقالت سما حبيب، المتحدثة باسم السفارة الأميركية في بيروت رداً على سؤال عن المقترح: “نود أن نؤكد مجدداً أننا نسعى إلى حل دبلوماسي يُنفّذ القرار 1701 بشكل كامل ويعيد المواطنين الإسرائيليين واللبنانيين إلى منازلهم على جانبي الحدود”.
فيما قال المبعوث الأميركي الخاص هوكستين الذي يعمل على المقترح الجديد للصحافيين في بيروت هذا الشهر، إن هناك حاجة إلى آليات أفضل لتطبيق القرار إذا لم تنفّذه إسرائيل أو لبنان بشكل كامل.
كما أوضح المصدران لـ”رويترز” أن الهدنة التي تستمر 60 يوماً حلت محل مقترح طرحته الولايات المتحدة ودول أخرى الشهر الماضي وتضمّن وقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً تمهيداً لدخول القرار 1701 حيز التنفيذ بالكامل.
ومع ذلك حذَّر المصدران من أن الاتفاق قد ينهار. وقال الدبلوماسي: “هناك مسعى جاد للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، لكن لا يزال من الصعب تحقيقه”.
بينما قال المصدر المطلع على المحادثات إن إسرائيل لا تزال تضغط من أجل ضمان القدرة على “التطبيق المباشر” للهدنة من خلال الضربات الجوية أو العمليات العسكرية الأخرى ضد “حزب الله” في حال خرقه للاتفاق.
وفي السياق ذاته، ذكرت القناة “12” الإسرائيلية، أن إسرائيل تسعى إلى إقرار نسخة تعزز مصالحها من قرار الأمم المتحدة رقم 1701، ما يتيح لها التدخل إذا شعرت بتهديد أمنها.
وقال مسؤولون لبنانيون إنه لم يتم إطلاع لبنان رسمياً على الاقتراح ولا يمكنه التعليق على تفاصيله.
وتأتي المساعي من أجل وقف إطلاق النار في لبنان قبل أيام من إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية، وتزامناً مع حملة دبلوماسية مماثلة بشأن قطاع غزة.