قالت المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية كامالا هاريس الثلاثاء، لأنصارها أمام البيت الأبيض، إن الخيار في نوفمبر، لن يكون بين حزبين أو مرشحين للرئاسة، ولكن خياراً ما بين دولة عمادها الحرية لكل أميركي، أو دولة تحكمها الفوضى والانقسام، فيما تسعى لإبراز الفرق بين رؤيتها ورؤية منافسها الجمهوري دونالد ترمب، قبل أسبوع على يوم الانتخابات.
وألقت هاريس خطاب “الحجة الختامية” من منطقة The Ellips (القطع الناقص) وخلفها البيت الأبيض، وهي البقعة نفسها التي ألقى فيها دونالد ترمب خطابه لأنصاره، قبل أن يتوجهوا إلى الكابيتول ويقتحموه، في محاولة لوقف التصديق على نتيجة انتخابات 2020 التي خسرها أمام جو بايدن، في مسعى من هاريس لإبراز التناقض، ولفت النظر لرؤيتها المغايرة لترمب، قائلة: “أنا أعرض مساراً مختلفاً”.
وحضت هاريس قبل 7 أيام من يوم الانتخابات، أنصارها على التصويت، وقالت: “بعد أسبوع سيكون لديكم الفرصة لاتخاذ قرار يؤثر على حياتكم وحياة عائلاتكم ومستقبل هذا البلد الذي نحب، على الأرجح، سيكون هذا هو الصوت الأهم الذي تدلون به في حياتكم. الخيار ليس بين حزبين أو مرشحين، هو خيار بين ما إذا كان سيكون لدينا دولة عمادها الحرية لكل أميركي أو دولة يحكمها الفوضى والانقسام”.
وفيما ذكرت هاريس الناخبين المترددين، قالت إنها ستسعى في خطابها إلى الحديث عن الخيارات والرهانات في هذه الانتخابات.
وقالت إن الآباء المؤسسين، ورواد الحركة المدنية في أميركا “لم يضحوا بحياتهم لتأسيس الديمقراطية الأميركية، لكي يرونا ونحن نتنازل عن حرياتنا الأساسية، لطاغية تافه”.
وقالت إن الوقت حان في أميركا لجيل جديد من القيادة، مشيرة إلى نفسها على أنها هذا الجيل الجديد، متعهد بالقتال لأجل حقوق وحريات الأميركيين إذا منحوها أصواتهم في 5 نوفمبر.
اقتحام الكابيتول
وركزت هاريس خطابها على اقتحام مبنى الكابيتول، وقالت “نحن نعلم من هو دونالد ترمب، الشخص الذي وقف هنا في هذه البقعة تحديداً قبل 4 سنوات، وأرسل غوغاء مسلحين لاقتحام الكابيتول لقلب إرداة الشعب في انتخابات حرة وعادلة. انتخابات عرف أنه خسرها، ومات أميركيين كنتيجة لهجوم أنصاره، وأصيب 140 ضابطاً”.
وتابعت: “فيما جلس دونالد ترمب في البيت الأبيض يشاهد انتشار العنف، أخبره مساعدوه أن الغوغاء يريدون قتل نائبك مايك بنس، رد ترمب قائلاً: وماذا في هذا؟ هذا هو الشخص الذي يريد منكم منحه 4 سنوات أخرى في البيت الأبيض، لا ليحل مشاكلكم، ولكن ليركز على مشاكله”.
وقالت هاريس إن دونالد ترمب “لديه قائمة أعداء ينوي ملاحقتهم. أحد أهم أولوياته هو الإفراج عن المتشددين العنيفين الذي اعتدوا على الضباط في 6 يناير 2021. وينوي استخدم الجيش الأميركي ضد المواطنين الأميركيين الذين يختلفون معه ببساطة. ويتحدث عن العدو بالداخل، هذا ليس مرشحاً للرئاسة يفكر في كيف يجعل حياتكم أفضل، هذا شخص غير متزن، مهووس بالانتقام، ومظالمه الشخصية، ويسعى لسلطة مطلقة”.
وتابعت: “أمضى ترمب عقداً يحاول إبقاء الأميركيين منقسمين، ويخشون أحدهم الآخر، ويوجهون أصابع الاتهام لبعضهم البعض، هذا هو دونالد ترمب”.
وقالت هاريس: “أنا هنا لأقول أن هذا ليس ما نحن عليه. ترمب لم يفهم أبداً أن من بين الكثيرين واحد، ليس شعاراً على الدولار، بل هو حياة معاشة”.
“وقف الانقسام”
وأضافت هاريس: “ديمقراطيتنا لا تتطلب منا الاتفاق على كل شيء، نحن نحب الجدال، والاختلافات، ونحن لا نخشى المناظرات، ولكن اختلاف شخص معنا لا يجعلهم العدو بالدخل، هم عائلاتنا وجيراننا وزملائنا، وبني وطننا”.
وقالت: “لوقت طويل استغرقنا الانقسام وانعدام الثقة، ويمكن وسط هذا كله، نسيان الحقيقة البسيطة، وهو أن الأمور لا يجب أن تكون هكذا”.
وزادت أنه “يجب التوقف عن توجيه أصابع الاتهام، وقلب الصفحة على الانقسام، والخوف”.
وقالت: “حان الوقت لجيل جديد من القيادة في أميركا. أنا مستعدة لأن أقدم هذه القيادة كالرئيس المقبل للولايات المتحدة”.
“سأستمع إليكم”
وأشارت المرشحة الديمقراطية إلى أنها تدرك أن هذه ليست حملة انتخابية عادية، مضيفة: “كان لي شرف العمل كنائبة للرئيس على مدار 4 سنوات، ولكنني أعرف أن الكثيرين لا يزالون يتعرفون علي. أمضيت أغلب مسيرتي المهنية خارج واشنطن، وأعلم أن الأفكار الجيدة لا تأتي كلها من هنا. كمدع عام في أكبر ولاياتنا فزت بمعارك ضد البنوك والكليات التي احتالت على الطلاب والمعتدين الذين أساءوا للنساء وكارتلات المخدرات”.
وتابع: “لست كاملة، وأرتكب الأخطاء، ولكنني سأستمع إليكم حتى ولو لم تصوتوا لي، وسأقول لكم الحقيقة حتى ولو كانت صعبة. سأعمل لبناء التوافق والإجماع وتقديم التنازلات لإنجاز الأمور. وإذا منحتموني الفرصة للقتال بالنيابة عنكم لن يقف شيء في وجهي”.
وتابعت: “بعد أقل من 90 يوماً سأكون أنا أو ترمب في البيت الأبيض. في اليوم الأول إذا تم انتخابه دونالد ترمب سيدخل هذا المكتب بقائمة أعداء. فيما سأدخل أنا بقائمة مهام وأولويات للقيام بها”.
وقالت: “سأعمل مع الجميع ديمقراطيين وجمهوريين ومستقلين لمساعدة الأميركيين الذين يعملون بكد ويجاهدون لكسب لقمة العيش. سأجلب أفكاراً جديدة للمكتب البيضاوي، ورئاستي ستكون مختلفة عن جو بايدن لأن التحديات التي نواجهها ستكون مختلفة”.
وقالت: “أولوياتنا قبل 4 سنوات كانت إنهاء الوباء وإنقاذ الاقتصاد. الآن مهمتنا الكبرى خفض الأسعار التي ارتفعت حتى قبل الوباء ولا تزال عالية”.
خطة اقتصادية
وأشارت كامالا هاريس إلى الفارق بين خطتها، وخطة منافسها دونالد ترمب، وقالت: “سيمنح ترمب تريليون دولار إعفاءات ضريبية للشركات الكبرى ورجال الأعمال، وسيدفع ثمنها عبر فرض ضريبة مبيعات 20%، على كل شيء تشترونه، ضريبة ستكلف العائلة الواحدة 4 آلاف دولار سنوياً، وفوق كل هذا ستدفعون أكثر إذا حصل ترمب على ما يريده، وألغى قانون الرعاية الصحية الميسرة”.
وقالت هاريس: “خطتي ستخفض الضرائب على الطبقتين العاملة والوسطى، وتوفر مساعدة لأصحاب العمال الصغيرة، 50 ألف دولار على شكل إعفاء ضريبي، ومساعدة للذين يريدون شراء منزل لأول مرة”.
وتابعت: “سأفرض حظراً فيدرالياً على رفع الأسعار، وسأخفض كلفة الأنسولين لكل الأميركيين، وسأضمن أن كل أميركي لديه مكان يعيش فيه”.
سأحارب لاستعادة ما أخذه ترمب وقضاته
وانتقلت هاريس إلى قضية الإجهاض، وقالت “سأضمن حق الأميركيين في اتخاذ القرارات التي يريدونها بأجسامهم. سأحارب لاستعادة ما أخذه ترمب وقضاته في المحكمة العليا، والذين اختارهم على هواه، من نساء أميركا”.
وتابعت: اليوم واحدة كل 3 نساء في أميركا تعشن في ولاية بها حظر ترمب على الإجهاض، بدون استثناء حتى للاغتصاب، وزنا المحارم. فكرة أن امرأة تتعرض لانتهاك حرمة جسدها، ولا يكون لديها السلطة لاتخاذ قرار بشأن ما يحدث لجسدها هذا أمر غير أخلاقي، وترمب لم ينته بعد، سيحظر الإجهاض على المستوى الفيدرالي، ويقيد حبوب منع الحمل، ويهدد علاجات التلقيح الاصطناعي، ويفرض على الولايات أن تراقب حمل النساء”.
وقالت: “ليس على أحد التخلي عن إيمانه، ليتفق على أن الحكومة لا يجب أن تقول للنساء ماذا تفعلن بأجسادهن. حين يمرر الكونجرس قانوناً يضمن حق الإجهاض، سأوقعه قانوناً بكل فخر”.
“فزاعة الهجرة”
وقالت هاريس إن على السياسييين التوقف عن استخدام الهجرة كفزاعة في الانتخابات، وأن يواجهوا القضية كتحدي يجب حله.
وقالت إنها إذا انتخبت ستوقع مشروع قانون أمن الحدود الذي قدمه الحزبان في الكونجرس، وأفشله أنصار ترمب.
وتابعت: “سنرحل من يصلون هنا بشكل غير شرعي، ونلاحق العصابات، ونمنح حرس الحدود الدعم الذي يحتاجونه، ولكن، في الوقت نفسه، يجب أن ندرك أننا أمة مهاجرين، وسأعمل مع الكونجرس لتمرير إصلاحات الهجرة، بما في ذلك مسار قانوني للجنسية للمهاجرين الجادين”.
وتعهدت هاريس بضمان مواصلة أن تملك أميركا أقوى وأكثر قوة قتالية فتكاً في العالم، وأضافت: “ترمب أظهر احتقاره لأبطال أمتنا، ووصف جنرال ذو 4 نجوم (جون كيلي)، بأنه منحط ووضيع، سأكرم تضحيات قواتنا، ولن أحقر منها، وسأفي بواجبنا المقدس برعايتهم، سأقوي قيادة أميركا، ولن أسلمها، وسأقف مع أصدقائنا. تحالفاتنا تبقي شعبنا آمن، وبلدنا أقوى وأكثر أماناً”.
وقالت إن القادة العالميين “يعتقدون أن ترمب هدف سهل، يمكن التلاعب به، فلاديمير بوتين وكيم جونج أون يريدون فوزه في هذه الانتخابات”.
مسار مختلف
وتابعت كامالا هاريس: “نعرف ما في ذهن ترمب. المزيد من الفوضى والانقسام وسياسات تساعد من هم في الأعلى، وتضر بالبقية. أنا أعرض مساراً مختلفاً وأطلب صوتكم.
وقالت: “هذا هو تعهدي. أتعهد بأن أسعى إلى موقف وسطي وعقلاني، لجعل حياتكم أفضل، لست هنا لتسجيل النقاط، ولكن لإحراز تقدم. أتعهد بالاستماع للخبراء ولهؤلاء الذي يتأثرون بالقرارات التي اتخذها. بعكس ترمب الذي يعتبر أن من يختلفون معه هم الأعداء، سأمنح من يختلفون معي مقعداً على الطاولة . وأتعهد بأن أكون رئيسة لكل الأميركيين، وأن أضع البلد فوق الحزب والنفس”.
وقالت: “أحب بلدنا بكل قلبي، وأؤمن بوعدها لأنني عشته، لم أتوقف عن الإيمان بأن في بلدنا أي شي ممكن. عشت وعد أميركا وأرى وعد أميركا فيكم كلكم. أرى وعد أميركا في الشباب الذين يصوتون للمرة الأولى والذين يريدون تشكيل العالم الذي ورثوه. والنساء اللاتي ترفضن العيش بدون حقوق إنجابية والرجال الذين يؤيدونهم، وأراه في الجمهوريين الذين لم يصوتوا لديمقراطيين من قبل”.
وقالت: “أنا هناك لأقاتل من أجل الناس كما فعلت دوماً”.
وتابعت: “قبل 250 عاماً تأسست أميركا كديمقراطية بتضحية أجدادنا. أجدادنا لم يؤسسوا هذه الديمقراطية ويدفعوا حياتهم ثمناً لها، لكي يروننا ونحن نتنازل عن حقوقنا الأساسية، لم يفعلوا هذا لكي يروننا ونحن نستسلم إلى طاغية تافه. هذه الولايات المتحدة، لسنا وسيلة لتحقيق مخططات شخص يرغب في أن يكون ديكتاتوراً”.
وأضافت “الولايات المتحدة هي أعظم فكرة اخترعتها الإنسانية، أمة كبيرة كفاية لتحتوي تطلعتنا وأحلامنا، وقوية لتحمل أي صدع أو خلاف بيننا، وشجاعة كفاية، لتتخيل مستقبلاً بكل الاحتمالات. دعونا نمد يدنا إلى هذا المستقبل. لدينا القوة لقلب الصفحة وكتابة الفصل الجديد من القصة”.