يتوجه رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنياع، الأحد، إلى العاصمة القطرية الدوحة، لحضور اجتماع مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA وليام بيرنز ورئيس الوزراء القطري محمد آل ثاني، وذلك بعد يوم من هجوم شنته إسرائيل على إيران، سيبحث تداعياته رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في اجتماع لمجلس الوزراء الأمني المصغر لاحقاً، بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن الغرض من الاجتماع هو تمكين فرق التفاوض من إجراء محادثات، من المقرر أن تشهد وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل صفقة لوقف إطلاق النار في غزة.
وأضافت الصحيفة أنه في وقت لاحق، من المقرر عقد قمة رباعية مع وفد مصري، مشيرة إلى أن رئيس الموساد أمضى الأسابيع الثلاثة الماضية في العمل على وضع مخطط جديد للاتفاق، وأطلع رئيس المخابرات المصرية عليه في اجتماعهما بالقاهرة، الخميس.
وذكرت الصحيفة أن المخطط سيخضع لتعديلات، وسيتضمن أيضاً إشارة إلى ما وصفه بـ”المقترح المصري” والخطوط العريضة الأخرى.
وتستضيف الدوحة اجتماعات تهدف إلى محاولة إحياء مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وتبادل الأسرى والمحتجزين بين تل أبيب وحركة “حماس”، وذلك بحضور مسؤولين في الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية، إذ تلعب قطر ومصر والولايات المتحدة دور الوساطة في محادثات مستمرة منذ أشهر، توقفت في أغسطس من دون الاتفاق على إنهاء الحرب.
تداعيات الهجوم على إيران
على الجانب الآخر، يجتمع مجلس الوزراء الأمني السياسي الإسرائيلي، الأحد، لمناقشة الهجوم الإسرائيلي على إيران، وإمكانية رد طهران في أعقابه.
ونقلت “هيئة البث الإسرائيلية” عن مصدر إسرائيلي قوله إن أهداف الهجوم لم تتغير خلال الأيام العشرة الماضية، وكانت هي الأهداف نفسها المحددة سلفاً، حتى قبل هجوم بالمسيرات استهدف منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي في قيساريا في وقت سابق من الشهر الجاري.
وبحسب الهيئة، عقد نتنياهو، قبل تنفيذ الهجوم على إيران، لقاءات شخصية لإطلاع الوزراء المقربين منه ممن لم يشاركوا في المشاورات، إذ قدم لهم تفاصيل الهجوم قبل التصويت الرسمي الذي جرى عبر الهاتف بعد ذلك.
وذكرت قناة “كان” الإخبارية الإسرائيلية أن عدداً من الوزراء الإسرائيليين يعتقدون أن نطاق الهجوم في إيران “غير كاف”، لكن مع ذلك، تم اتخاذ قرار بشأن الهجوم “بالإجماع”.
وأبدى ثلاثة وزراء على الأقل تحفظاتهم بشأن كثافة الرد الاسرائيلي على إيران الليلة الماضية، ورغم ذلك، لم يصوت أي منهم ضد هذا الإجراء في المشاورات الهاتفية التي جرت لتأكيد الإجراء، وفق قناة “كان”.
وقال وزراء في الحكومة: “ردنا في إيران لا يتناسب مع هجماتهم.. كان ينبغي أن يكون الرد أشد من ذلك بكثير.. لكن الضغط الأميركي أثر علينا”.
في الوقت نفسه، أعرب مسؤولون إسرائيليون آخرون عن ارتياحهم للهجوم، قائلين: “من وجهة نظرنا، الهجوم حدث حاسم يغير المعادلة في المنطقة، فإيران اليوم ليست إيران الأمس، والهجوم وضع إسرائيل وجهاً لوجه لأول مرة أمام رأس الأفعى (في إشارة إلى إيران).. لقد تسببت الهجمات في تجريد إيران من قدرات الدفاع الجوي، سواء داخل أراضيها أو خارجها، وتستطيع إسرائيل الآن القيام بما يحلو لها”.
ولم يذكر المسؤولون الإسرائيليون ما إذا كان الهجوم جاء رداً على ما وصفته الهيئة بـ”محاولة اغتيال رئيس الوزراء في قيسارية”، مع تعتيم إسرائيلي على طبيعة الأضرار التي لحقت بالمنزل، والإعلان عن أن نتنياهو وعائلته لم يكونوا بالمنزل آنذاك.
وهاجمت إسرائيل، فجر السبت، حوالي 20 هدفاً في إيران بعملية أطلقت عليها اسم “أيام التوبة”، واستمرت عدة ساعات، زاعمة أنها ضربت أهدافاً عسكرية، بما في ذلك وسائل تصنيع الصواريخ التي تشكل تهديداً لإسرائيل ومجموعة من صواريخ “أرض-جو”، المصممة للحد من حرية عمل سلاح الجو.