اعتذر الرئيس الأميركي جو بايدن رسمياً، الجمعة، عن دور الحكومة الأميركية في إدارة مدارس داخلية أساءت للأميركيين الأصليين (الهنود الحمر) لأكثر من 150 عاماً، لكنه تعرّض لمقاطعة أثناء ذلك بسبب دعم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقال بايدن في اعتذاره بملعب رياضي في الهواء الطلق في قرية لافين بولاية أريزونا بالقرب من فينيكس “هذا من أهم الأمور التي أتيحت فرصة القيام بها في حياتي المهنية بأكملها”. مضيفاً: “إنها خطيئة عالقة بأرواحنا… أعتذر رسمياً”.
لكن إحدى المؤيدين للقضية الفلسطينية قاطعت بايدن قائلة: “كيف تعتذر عن إبادة جماعية بينما ترتكب إبادة جماعية في فلسطين؟”. فأجاب الرئيس الأميركي: “كثيرون من الأبرياء يُقتلون ولا بد من وقف هذا”.
وحضر بضع مئات من الأشخاص، كثيرون منهم يرتدون الزي القبائلي التقليدي. وهللوا حين اعتذر بايدن عن الصدمة التي واجهتها أجيال من جماعات من الهنود الحمر بسبب المدارس الداخلية في أنحاء البلاد.
وأدى دعم الولايات المتحدة لحرب إسرائيل على غزة ولبنان في أعقاب هجمات السابع من أكتوبر 2023 إلى أشهر من الاحتجاجات في أنحاء الولايات المتحدة.
وطالب مدافعون عن حقوق الإنسان بفرض حظر على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، على خلفية الغارات والقصف الإسرائيلي الذي قتل عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، فيما يعاني الفلسطينيون في قطاع غزة من الجوع والمرض.
وتنفي إسرائيل وواشنطن الاتهامات الموجهة ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية بارتكاب “إبادة جماعية” فيما يتصل بغزة، كما تواصل واشنطن دعمها لحليفتها.
وزيارة الجمعة، هي الأولى التي يذهب فيها الرئيس الديمقراطي بايدن، إلى مقاطعة للهنود الحمر أثناء وجوده في منصبه، وهي جزء من جهوده لتعزيز تركته في الأشهر الأخيرة الباقية له في البيت الأبيض.
كما أن ولاية أريزونا واحدة من الولايات السبع المتأرجحة في سباق محتدم في الانتخابات الأميركية التي تُجرى في الخامس من نوفمبر المقبل، ويتنافس فيها نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس، والرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب.
6.5 مليار دولار مساعدات أميركية لإسرائيل
وفي يونيو الماضي، كشف مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية عن قيمة المساعدات الأمنية التي قدمتها واشنطن لإسرائيل منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، والتي بلغت 6.5 مليار دولار.
ووفقاً لصحيفة “واشنطن بوست”، فإن هذه الأرقام التي لم يُعلن عنها مسبقاً، شكلت جزءاً من النقاشات التي جرت هذا الأسبوع مع الوفد الإسرائيلي خلال زيارة لواشنطن بقيادة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، ووسط ادعاءات إسرائيلية بإبطاء إدارة بايدن وتيرة تقديم المساعدات.
وتحدّث المسؤول عن حجم المساعدات باعتبارها “مؤشراً” على مدى عمق الدعم الأميركي لإسرائيل”، واصفاً الأمر بأنه “ضخم للغاية”.
ووسط التدفق المستمر للأسلحة، تواصل إدارة بايدن تعليق شحنة قنابل زنة 2000 رطل، ما أرجعه الرئيس الأميركي إلى أنه “قلِق من استخدامها في مناطق حضرية كثيفة السكان”.