أعلنت الهند والصين، الجمعة، دخول اتفاق لإنهاء المواجهة العسكرية على حدودهما المتنازع عليها في جبال الهيمالايا، حيز التنفيذ، في أكبر تحسن للعلاقات بين العملاقين الآسيويين منذ الاشتباكات الدموية بين قواتهما قبل أربع سنوات.
وقال مصدر حكومي هندي، إن قوات البلدين التي كانت تقف وجهاً لوجه في نقطتين على الحدود في غرب جبال الهيمالايا، بدأت في الانسحاب، مما يبشر بنهاية المواجهة.
وقالت مصادر هندية إنه سيتم الانتهاء من فك الارتباط بحلول 29 أكتوبر الجاري، حسبما نقلت صحيفة IndiaToday.
ونقلت الصحيفة الهندية، أنه تم “تفكيك 5 خيام على كل جانب في منطقة ديمشوك، ونصف المباني المؤقتة في ديبسانج”. وقالت المصادر إن الجنود الهنود يتحركون عائدين إلى الجانب الغربي من تشاردينج نالا، بينما يتراجع الجنود الصينيون إلى الجانب الشرقي.
ويوجد حوالي 10 إلى 12 مبنى مؤقتاً وحوالي 12 خيمة على كلا الجانبين، ومن المقرر إزالتها جميعاً. وبمجرد إزالة جميع الخيام والمباني المؤقتة بالكامل، ستبدأ عملية التحقق المشتركة، سواء على الأرض أو من خلال المسوحات الجوية، وفق IndiaToday.
وأبرمت الجارتان المسلحتان نووياً، اتفاقاً هذا الأسبوع بشأن تسيير دوريات على الحدود، وهو ما مهد الطريق أمام إجراء أول محادثات رسمية منذ خمسة أعوام بين الرئيس الصيني شي جين بينج، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على هامش قمة “بريكس” في روسيا.
وقال لين جيان، المتحدث باسم الخارجية الصينية، الجمعة، “وفقاً للحل المتفق عليه مؤخراً بين الهند والصين.. تنفذ الوحدات العسكرية في الخطوط الأمامية الأعمال ذات صلة، مع تقدم سلس حتى الآن”.
ولم يقدم أي من الجانبين تفاصيل عن الاتفاق الجديد، المتوقع أن يساعد في تحسين العلاقات السياسية والتجارية التي توترت بسبب الاشتباك العسكري في عام 2020، الذي لقي فيه 20 جندياً هندياً، و4 جنود صينيين حتفهم في وادي جالوان.
وسحب الجانبان في وقت سابق، قواتهما من خمس نقاط مواجهة أخرى، لكن آخر انسحاب للقوات حدث قبل أكثر من عامين.
محادثات صينية هندية
وقالت الحكومة الهندية ووسائل الإعلام الرسمية الصينية، إن زعيمي البلدين التقيا، الأربعاء، على هامش قمة البريكس في مدينة كازان الروسية. وتصافح شي ومودي على خلفية تحمل أعلام بلديهما، وأكد كلاهما أهمية التعامل مع نزاعاتهما.
وقال الزعيم الصيني، إن البلدين في مرحلة حاسمة من التنمية و”ينبغي لهما التعامل بعناية مع الاختلافات والخلافات وتسهيل سعي كل منهما لتحقيق تطلعات التنمية”.
وقال شي: “من المهم أن يتحمل الجانبان مسؤولياتنا الدولية، وأن يضربا المثل لتعزيز قوة ووحدة البلدان النامية، وأن يساهما في تعزيز التعددية القطبية والديمقراطية في العلاقات الدولية”.
وقال وزير الخارجية الهندي، فيكرام ميسري، للصحافيين، بعد الاجتماع “أكد الزعيمان أن العلاقات الثنائية المستقرة والمتوقعة والودية بين الهند والصين، باعتبارهما جارتين وأكبر دولتين على وجه الأرض، سيكون لها تأثير إيجابي على السلام والازدهار الإقليمي والعالمي”.
وتوترت العلاقات بين بكين ونيودلهي في عام 2020، إذ عزز الجانبان وجودهما العسكري على طول حدودهما المشتركة. ولم يعقد مودي وشي محادثات رسمية منذ ذلك الحين على الرغم من حضورهما في عدد من الأحداث المتعددة الأطراف.
وخاض العملاقان الآسيويان حرباً في عام 1962 بسبب حدودهما غير المرسومة، وهو ما كان مصدر إزعاج دائم في العلاقات.