قال مسؤول بفريق مكافحة جدري القردة، في الكونغو، إن البلاد بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لرفع مستوى الوعي بالمرض، وتوفير اللقاحات.
وأضاف أن حملة توزيع اللقاحات ستستغرق وقتاً أطول من المتوقع.
وانطلقت، هذا الشهر، حملة التطعيم ضد جدري القردة في شرق الكونغو المتضرر بشدة، ووجد مراسل لـ”رويترز” في موقع تطعيم بإقليم كيفو الشمالي أن السكان إما لا يعلمون شيئاً عن اللقاحات، أو متشككين فيها.
مكافحة جدري القردة
وقال كريس كاسيتا، رئيس فريق مكافحة جدري القردة في الكونغو إنه يتعيّن بذل المزيد من الجهود، لتعزيز عملية التحصين، وأوضح أن حملة التطعيم الجارية ستستمر لفترة أطول من العشرة أيام المقررة.
وأضاف: “حملة التوعية نُفذت، ولكن على استحياء.. هناك حاجة لسد الفجوات”.
وحملة التطعيم ضد جدري القردة في الكونغو خطوة رئيسية على طريق جهود احتواء تفشي المرض في مركزه، من حيث انتشر إلى العديد من الدول الإفريقية الأخرى هذا العام.
ونطاق الحملة محدود في البداية؛ بسبب قلة اللقاحات؛ إذ لا يوجد حالياً إلا 265 ألف جرعة في بلد يبلغ عدد سكانه حوالي مئة مليون نسمة.
وقالت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في إفريقيا، الخميس، إن القارة السمراء سجَّلت أكثر من 42 ألفاً و400 حالة إصابة مشتبه بها، ومؤكدة بالمرض، وألف و100 حالة وفاة منذ بداية عام 2024، والغالبية العظمى من هذه الحالات في الكونغو.
لقاحات جدري القردة
في أغسطس، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن جدري القردة يمثل حالة طوارئ صحية عامة عالمية للمرة الثانية في عامين، بعد تفشٍ للعدوى الفيروسية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وانتشاره إلى بلدان مجاورة، وبلدان أخرى بعيدة، منها الهند.
أعراض جدري القردة تشبه الإصابة بالإنفلونزا مع ظهور بثرات صديدية على الجسم.
وفي وقت سابق، طرحت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، مناقصة طارئة لتأمين اللقاحات المضادة لمرض جدري القردة للدول المتضررة، بالتعاون مع تحالف اللقاحات (جافي)، ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في إفريقيا، ومنظمة الصحة العالمية.
وقالت “يونيسف”، في بيان، إنه بموجب المناقصة ستبرم المنظمة اتفاقيات توريد مشروطة مع الجهات المصنعة للقاحات، وهو ما يتيح للمنظمة شراء اللقاحات، وشحنها دون تأخير بمجرد تأكيد التمويل، والطلب والاستعداد والمتطلبات التنظيمية.
وأشارت المنظمة إلى أنه يمكن إبرام اتفاقيات “لما يصل إلى 12 مليون جرعة حتى 2025، اعتماداً على القدرة الإنتاجية للمصنعين”.
وأوضحت أن المناقصة طُرحت للمساعدة في توفير لقاحات جدري القردة للدول الأكثر تضرراً، بالتعاون مع مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في إفريقيا، وتحالف اللقاحات، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الصحة للبلدان الأميركية وشركاء آخرين.
نقص لقاح جدري القردة
وفي تصريح سابق، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، عبر حسابه على منصة “إكس”: “نحض الشركات المصنعة على التعاون مع (يونيسف) و(جافي)، ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في إفريقيا، ومنظمة الصحة العالمية، لضمان الحصول السريع على لقاحات جدري القردة لأولئك الذين يحتاجون إليها أكثر من غيرهم”.
وقالت مديرة قسم الإمدادات في “يونيسف”، ليلى باكالا، في البيان: “معالجة أزمة النقص الحالي في لقاح جدري القردة، وتسليم اللقاحات للمجتمعات التي تحتاج إليها الآن أمر بالغ الأهمية”.
وأضافت: “كما أن ثمة ضرورة ملحة لآلية توزيع عالمية تتسم بالشفافية لضمان الوصول العادل إلى لقاحات جدري القردة”
و”يونيسف” أكبر مشترٍ للقاحات في العالم، إذ تشتري أكثر من 2 مليار جرعة من اللقاحات سنوياً للتطعيم الروتيني للأطفال، والاستجابة لتفشي الأمراض نيابة عن ما يقرب من 100 دولة.