بعد اجتماع قصير عقد بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره البولندي أندريه دودا في ولاية ماريلاند الأميركية، السبت، أشارت واشنطن إلى أنها ستحافظ على وجودها العسكري في بولندا، رغم المخاوف الأوروبية بشأن ميل الرئيس الأميركي لدعم موقف روسيا في مفاوضات السلام مع أوكرانيا، حسبما أوردت صحيفة “فاينانشيال تايمز”.
وأشاد الرئيس الأميركي ببولندا لـ”التزامها بزيادة إنفاقها العسكري”، في المقابل، قال دودا للصحافيين، إنه “لا يوجد خوف من أن ينخفض الوجود الأميركي في بولندا”.
بدوره، نشر البيت الأبيض بياناً مقتضباً عبر منصة “إكس”، قال فيه إن ترمب “أكد التحالف الوثيق بين وارسو وواشنطن بعد اجتماع قصير بين الزعيمين في ماريلاند”.
وقُلصت مدة الاجتماع إلى محادثة مدتها 10 دقائق، بعد أن ظهر ترمب متأخراً، ما أثار تعليقات ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي، دفعت رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، للتعليق على منصة “إكس”، قائلاً: “لا يوجد ما يدعو للضحك.. لأن الوضع أصبح خطيراً حقاً”.
وقال توسك، الأسبوع الماضي، إنه لا يمكن اتخاذ قرار بشأن أوكرانيا بدون وجود أوكرانيا على الطاولة، ومع ذلك، فقد حض القادة الأوروبيين على الاستمرار في التعاون، رغم التوترات مع الولايات المتحدة، قائلاً: “لا يمكن أن يكون هناك مكان لـ “إما الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة”.
بدوره، التقى وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي، مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، وقال إنه “كان لديه انطباع بأن الولايات المتحدة ملتزمة بالسلام الدائم “، فيما قال روبيو إن الاجتماع “سمح له بالتأكيد على ضرورة قيام حلفاء الناتو بزيادة الاستثمار الدفاعي دون تأخير”.
وخصصت الدولة الواقعة في وسط أوروبا، 4.7% من ناتجها المحلي الإجمالي للدفاع، وهو أعلى مستوى داخل حلف شمال الأطلسي “الناتو”، لكنه لا يزال أقل من هدف 5% الذي يريد ترمب أن يصل إليه الأعضاء.
10 آلاف جندي أميركي
وتطرقت بولندا إلى مسألة اشتراك أوكرانيا في “ستارلينك” للإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية، قائلة إنها “ستواصل دفع ثمنه”، معلنة رفضها لأي خطوة تهدف لقطع هذه الخدمة عن كييف.
جاء التأكيد بعد أن ذكرت “رويترز”، الجمعة، أن المفاوضين الأميركيين هددوا بقطع وصول كييف لخدمات الإنترنت، إذا لم توقع على صفقة لمنح واشنطن حق الوصول إلى المعادن النادرة.
ووفقاً لوزارة الخارجية الأميركية، فيوجد لدى واشنطن الآن حوالي 10 آلاف جندي في بولندا، وافتتحت العام الماضي أول قاعدة صواريخ دائمة لها في البلاد.
وفي عام 2022، وافق الكونجرس على تخصيص 288 مليون دولار لبولندا، لبناء القدرات الدفاعية لردع والدفاع ضد التهديد الروسي المتزايد ودعم القدرات العسكرية التي تقدمها بولندا، أو ستوفرها لأوكرانيا.
وأثار قرار ترمب ببدء المفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، دون دعوة كييف أو حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين إلى المحادثات، قلق بولندا ودول أخرى على الجانب الشرقي لحلف الناتو.