دعا دونالد ترمب جونيور، الابن الأكبر للرئيس الأميركي، الثلاثاء، إلى “تجنب وخز التنين في عينه دون داعٍ”، في إشارة إلى تعامل الإدارة الأميركية الجديدة مع الصين، مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة يجب أن تكون مستعدة للتعامل مع أي تحد عسكري من جانب بكين، مع البقاء منفتحة على المحادثات مع منافستها”.
وفي مقال رأي لصحيفة Human Events، وهي منصة أميركية محافظة، حث ترمب الابن، المشرعين الجمهوريين على دعم المرشح النهائي حتى الآن لمنصب وكيل وزارة الدفاع لشؤون السياسة في البنتاجون، المتشدد المخضرم ضد الصين إلبريدج كولبي.
وقال ترمب الابن، إن كولبي يعتقد “أننا يجب أن نركز جيشنا على الصين، لكن في الوقت نفسه، يدعم والدي في انفتاحه على التفاوض مع شي جين بينج وتجنب وخز التنين في عينه دون داع”.
وأضاف نجل ترمب، أنه “عندما تفكر في أن الشعب الأميركي سيستفيد أكثر من توازن القوى مع الصين الذي يتجنب الحرب، فإن هذا منطقي تماماً”.
وذكرت “بلومبرغ” أن هذه التصريحات تسلط الضوء على الكيفية التي تخطط بها إدارة ترمب للتعامل مع الصين. ولا يشغل ترمب الابن منصباً رسمياً في الحكومة، ولكنه يلعب دوراً بارزاً في الدائرة السياسية لوالده.
واندلعت حرب تجارية بين واشنطن وبكين خلال ولاية ترمب الأولى، وفرض الرئيس الأميركي تعريفات جمركية على الصين بالفعل في ولايته الثانية، مما يشير إلى أنها كانت “ضرورية لمحاسبة الصين على فشلها المزعوم في الحد من تصدير المخدر الفنتانيل والمواد الكيميائية الأولية”. وردت الصين باستهداف عدد قليل من الشركات الأميركية وفرض رسوم على بعض السلع الأميركية.
وأشارت “بلومبرغ”، إلى أن تايوان وبحر الصين الجنوبي هما أكبر نقاط الخلاف بين القوات المسلحة الصينية والأميركية. وتعهدت بكين بإخضاع تايوان لسيطرتها يوما ما، بالقوة إذا لزم الأمر، في حين كانت الولايات المتحدة لفترة طويلة أكبر داعم عسكري لتايبيه.
معاداة الصين
واقترح ترمب أن تدفع تايبيه للولايات المتحدة مقابل الحماية وزيادة الإنفاق على جيشها. دفعت هذه المواقف الرئيس التايواني لاي تشينج تي إلى التعهد بتعزيز الإنفاق الدفاعي.
وناقش كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين والفلبينيين مؤخراً، سبل زيادة “نطاق وقدرة” التدريبات المشتركة. وقد انخرطت مانيلا وبكين في نزاع متصاعد بشأن بحر الصين الجنوبي الغني بالموارد، حيث تصطدم سفنهما في كثير من الأحيان في المياه المتنازع عليها. ووقعت الولايات المتحدة والفلبين معاهدة دفاع مشترك في عام 1951.
وكان ترمب اختار النائب مايك والتز مستشاراً للأمن القومي، الذي صرح مرتين في السنوات الأخيرة بأن الحزب الشيوعي الصيني في “حرب باردة” مع أميركا، كما اختار السيناتور ماركو روبيو، لمنصب وزير الخارجية، والذي يُعرف في الصين بلقب “الطليعة المناهضة للصين”، ويخضع حالياً لعقوبات من بكين.
وفي سابق، حذّر وزير الدفاع بيت هيجسيث، من أن الصين تسعى إلى هزيمة الولايات المتحدة وتحقيق الهيمنة العالمية.
وعندما سُئل من قِبَل صحيفة “وول ستريت جورنال” في مقابلة، عما إذا كان سيستخدم القوة العسكرية ضد حصار تايوان من قِبَل الصين، قال ترمب إنه “لن يصل الأمر إلى ذلك، لأن (الرئيس الصيني) شي جين بينج يحترمه ويعرف أنه مجنون”.