أبحرت سفينتان تابعتان للبحرية الأميركية عبر مضيق تايوان هذا الأسبوع في أول مهمة من نوعها منذ تولي الرئيس دونالد ترمب منصبه الشهر الماضي، ما أثار غضب الصين التي قالت إن المهمة تزيد المخاطر الأمنية.
وتمر سفن البحرية الأميركية، برفقة سفن من دول حليفة في بعض الأحيان، عبر المضيق مرة واحدة شهرياً تقريباً. وتقول الصين، التي تعتبر تايوان جزءاً من أراضيها، إن الممر المائي الاستراتيجي ملك لها.
فيما تعارض تايوان بشدة مزاعم السيادة الصينية، ويقول رئيس تايوان لاي تشينج تي، إن شعب الجزيرة وحده هو القادر على تقرير مستقبله.
وقالت البحرية الأميركية إن السفينتين هما المدمرة المزودة بصواريخ موجهة USS Ralph Johnson، وسفينة المسح USNS Bowditch. وأضافت أن السفينتين عبرتا من الشمال إلى الجنوب بين يومي 10 و12 فبراير.
وقال القائد بالبحرية ماثيو كومر، وهو متحدث باسم القيادة العسكرية الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادي، “تم العبور من ممر في مضيق تايوان يقع خارج المياه الإقليمية لأي دولة ساحلية”.
وتابع: “داخل هذا الممر تتمتع جميع الدول بحرية الملاحة في أعالي البحار والتحليق فوقه وغير ذلك من الاستخدامات القانونية الدولية للبحار”.
غضب صيني
وأعلن الجيش الصيني إرسال قوات للمراقبة. وقالت القيادة الشرقية للجيش الصيني في بيان في ساعة مبكرة صباح الأربعاء، إن “الإجراء الأميركي يبعث بإشارات خاطئة، ويزيد المخاطر الأمنية”.
وقال المتحدث باسم مكتب شؤون تايوان الصيني تشو فنج ليان رداً على سؤال، الأربعاء، بشأن السفينتين الحربيتين الأميركيتين، إن تايوان تمثل “مصلحة أساسية” للبلاد، وإن على واشنطن التصرف بحذّر.
وأضافت: “نعارض هذا بشدة ولن نسمح أبداً بأي تدخل خارجي، ولدينا الإرادة القوية والثقة الكاملة والقدرة للحفاظ على سيادة البلاد وسلامة أراضيها”.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع التايوانية إن قواتها راقبت الموقف أيضاً، لكنها أشارت إلى أن “الوضع كان طبيعياً”.
كما ذكرت، الأربعاء، أنها رصدت 30 طائرة عسكرية صينية و7 سفن تابعة للبحرية تعمل حول الجزيرة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وقال المتحدث باسم الوزارة سون لي فانج للصحافيين في تايبيه: “لا أحتاج حقاً إلى توضيح من الذي يسمى صانع المشكلات حول مضيق تايوان. كل البلدان الأخرى في الجوار لديها فهم عميق لهذا”.
وتعمل القوات العسكرية الصينية بشكل يومي في المضيق، في إطار ما تعتبره حكومة تايوان جزءاً من حملة الضغط التي تشنها بكين.
أزمة تايوان
وتعتبر الصين تايوان أهم مشكلاتها الدبلوماسية، وهي تشكل بانتظام حجر عثرة في العلاقات الصينية الأميركية.
وهذا الأسبوع تقدمت الصين بشكوى إلى اليابان بشأن إشارات “سلبية” إلى الصين في بيان صدر بعد اجتماع بين ترمب ورئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا.
ودعا البيان إلى “الحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان”، وأعرب عن دعمه “للمشاركة الهادفة لتايوان في المنظمات الدولية”.
وقال التلفزيون الرسمي الصيني في تقرير، الأربعاء، بأنه منذ عشية رأس السنة القمرية الجديدة في 28 يناير، أرسلت القيادة الشرقية بشكل متكرر قوات بحرية وجوية لتنفيذ دوريات “الاستعداد القتالي”، ومهام التدريب حول تايوان.
وذكر التقرير أن العمليات تهدف إلى “حماية فرحة وسلام الناس على جانبي مضيق تايوان”.
كانت آخر مهمة بحرية أميركية معلنة في المضيق في أواخر نوفمبر الماضي، عندما حلّقت طائرة دورية بحرية من طراز P-8A Poseidon فوق الممر المائي.
كانت آخر مرة جرى فيها تأكيد إبحار سفينة تابعة للبحرية الأميركية عبر المضيق في أكتوبر، في مهمة مشتركة مع سفينة حربية كندية.