حظي المعلم الأميركي مارك فوجل، الذي أطلقت روسيا سراحه بعد قضائه 3 سنوات ونصف في السجن، باستقبال حافل من الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض عقب عودته إلى وطنه من موسكو، في خطوة وصفها البيت الأبيض بأنها انفراجة دبلوماسية يمكنها أن تدفع عجلة المفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقال فوجل، الذي كان يضع العلم الأميركي على كتفيه “أشعر أنني الرجل الأوفر حظاً على وجه الأرض الآن. أنا مدرس من الطبقة المتوسطة يعيش الآن في عالم الأحلام”.
وقال ترمب وهو يقف إلى جانب، فوجل في غرفة الاستقبال الدبلوماسي بالبيت الأبيض: “يبدو لي في حال جيدة للغاية”.
واعتبر ترمب أن إطلاق سراح فوجل “ربما يكون جزءاً بالغ الأهمية” من إنهاء الحرب في أوكرانيا. ووجه ترمب وفوجل الشكر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إطلاق سراحه.
وأشار ترمب إلى أن أميركياً آخر سيُطلق سراحه، الأربعاء، رغم أنه رفض ذكر اسم الشخص أو تحديد من أي دولة سيطلق سراحه، وقال فقط إنه شخص “مميز للغاية”، وفق ما أوردت وكالة “أسوشيتد برس”.
ورفض الرئيس أن يقول ما إذا كان تحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بشأن فوجل، لكن فوجل أشاد بالرئيس الروسي، ووصفه بأنه “كريم للغاية وذو موقف قيادي سياسي بعد قرار منحي العفو”.
وعند سؤاله عن شروط الصفقة، قال ترمب: “عادلة للغاية، عادلة للغاية، معقولة للغاية. ليست مثل الصفقات التي رأيتها على مر السنين. كانت عادلة للغاية”.
وجاء إطلاق سراح فوجل (63 عاماً) بعد زيارة غير معلنة قام بها مبعوث واشنطن الخاص ستيف ويتكوف إلى موسكو، في الوقت الذي يسعى فيه ترمب إلى تحسين العلاقات مع روسيا في إطار مسعى لإنهاء الحرب بأوكرانيا.
وظل فوجل محتجزاً في روسيا منذ أغسطس 2021، وكان يقضي عقوبة بالسجن لمدة 14 عاماً بتهمة تهريب المخدرات بعد اعتقاله في مطار شيريميتييفو بموسكو، وبحوزته 17 جراماً من الماريجوانا، والتي قال إنها للاستخدام الطبي.
ونشر مبعوث ترمب لشؤون الرهائن آدم بولر صورة فوجل، وهو من ولاية بنسلفانيا، على متن الطائرة عائداً إلى بلده، فيما قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن ترمب يعمل على إطلاق سراح كل الأميركيين المحتجزين في روسيا وحول العالم.
“إظهار حسن نية”
وفي وقت سابق، قال ترمب للصحافيين إن فوجل سيزور البيت الأبيض عند عودته إلى الولايات المتحدة في وقت متأخر الثلاثاء.
وعندما سُئل عما تنازلت عنه الولايات المتحدة مقابل إطلاق سراح فوجل، أجاب ترمب “ليس الكثير”، ووصف الإفراج عنه بأنه إظهار لحسن النية من جانب الروس.
وأضاف ترمب “حظينا بمعاملة رائعة جداً من روسيا. في الواقع، آمل أن تكون هذه بداية لعلاقة يمكننا من خلالها إنهاء تلك الحرب (في أوكرانيا) ووقف نزيف ملايين الضحايا من الناس”.
وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض مايك والتز إن الولايات المتحدة وروسيا “تفاوضتا على صفقة تبادل” لضمان الإفراج عن فوجل، دون أن يكشف عن تفاصيل التنازلات التي قدمتها الولايات المتحدة.
وأضاف والتز أن هذا التطور “يُعد إشارة إلى أننا نسير في الاتجاه الصحيح لإنهاء الحرب الوحشية والمروعة في أوكرانيا”، بحسب “أسوشيتد برس”.
وذكرت الوكالة أنه “لم يصدر تعليق فوري من موسكو بشأن إطلاق سراح فوجل”، مشيرة إلى أنه “مثل هذه المفاوضات شملت في السابق عمليات تبادل لمحتجزين روس لدى الولايات المتحدة أو حلفائها”.
وقالت عائلة فوجل في بيان: “نحن ممتنون بشدة ومرتاحون، وتغمرنا المشاعر، لأنه بعد احتجاز دام أكثر من 3 سنوات، عاد الأب والزوج والابن مارك فوجل أخيراً إلى الديار”.
وأكد محامي فوجل الروسي دميتري أوفسيانيكوف لوكالة الإعلام الروسية الرسمية إطلاق سراح موكله، كما قال لوكالة تاس “في الوقت الحالي، لا نعرف على أي أساس تم إطلاق سراحه… عفو أم شيء آخر”.
خطة غير واضحة
ومع اقتراب الحرب الروسية الأوكرانية من نهاية عامها الثالث، لا تزال خطة ترمب لإنهاء الصراع غير واضحة، رغم إشارته إلى أن كلا الجانبين سيحتاجان إلى تقديم تنازلات، واقتراحه أن أوكرانيا قد تضطر للقبول بخسارة بعض أراضيها.
وقد يشير إطلاق سراح فوجل وإعلان ترمب عن إرساله وزير الخزانة سكوت بيسنت إلى كييف لإجراء محادثات مع القادة الأوكرانيين إلى بدء ملامح خطط محتملة، بحسب “أسوشيتد برس”.
ومن المقرر أن يسافر نائب الرئيس جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص لترمب إلى روسيا وأوكرانيا الجنرال المتقاعد كيث كيلوج، في وقت لاحق من هذا الأسبوع إلى مؤتمر ميونيخ للأمن، حيث سيكون الوضع في أوكرانيا موضوعاً رئيسياً للنقاش.
وقال كيلوج لوكالة “أسوشيتد برس”، الاثنين، إنهم سيجرون محادثات مع المسؤولين الأوروبيين حول الخطوط العريضة لما يريده ترمب، وسيسعون لتقييم مدى اهتمام الحلفاء بذلك.
وأضاف: “سننقل توقعاتنا إلى الحلفاء. وعندما نعود من ميونيخ، نريد تقديم خيارات للرئيس، حتى يكون لديه تصور واضح لما سيبدو عليه الأمر عندما يشارك مباشرة في عملية السلام”.