يعتزم وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو القيام بأول زيارة إلى الشرق الأوسط منذ توليه مهام منصبه، في منتصف شهر فبراير الحالي، وذلك عقب مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن، على ما أفادت مصادر لـ”الشرق”.
وأوضحت المصادر أن روبيو سيشارك بعد عودته من أميركا اللاتينية في مؤتمر ميونيخ للأمن الذي يبدأ يوم 14 فبراير، ثم سيتوجه إلى الشرق الأوسط حيث من المقرر أن يزور إسرائيل وعدة دول بالمنطقة من بينها: السعودية، والإمارات، وقطر.
ويقوم روبيو بجولة في أميركا اللاتينية، منذ 31 يناير الماضي، تشمل 5 دول بدأت من بنما ثم السلفادور، وجواتيمالا، وكوستاريكا، ويختتم جولته خلال الأيام القليلة المقبلة في جمهورية الدومينيكان.
وتأتي زيارة روبيو إلى منطقة الشرق الأوسط وسط الضجة التي أثارتها خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي أعلنها أثناء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي للبيت الأبيض بشأن غزة.
خطة ترمب بشأن غزة
ودافع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، عن خطة الرئيس دونالد ترمب بشأن غزة، معتبراً أنها “سخية للغاية”، وقال في تصريحات، الأربعاء، خلال زيارة إلى جواتيمالا إن عملية إعادة الإعمار ستحتاج إلى مليارات الدولارات، فيما قال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة لن تتحمل تكاليف بناء القطاع.
ولاقت خطة ترمب، التي أعلنها الثلاثاء، بشأن تولي الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة، وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، مع إعادة توطين الفلسطينيين في دول مجاورة، انتقادات فورية في الشرق الأوسط وخارجه.
وفي مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال ترمب إنه يعتقد أن الفلسطينيين في غزة يجب أن يُعاد توطينهم في مكان آخر، مقترحاً “قطعة أرض جديدة وجميلة” يتم تمويلها من قبل مانحين أثرياء، وسط رفض عربي ودولي متكرر لخطط تهجير سكان القطاع المدمر بعد حرب إسرائيلية استمرت أكثر من 15 شهراً.
واقترح الرئيس الأميركي، منح الفلسطينيين أرضاً جديدة بدلاً من العودة إلى غزة، وطرح فكرة إعادة توطين الفلسطينيين من غزة في مواقع متعددة، معتبراً أن ذلك سيكون “أفضل بكثير” من العودة إلى منطقة، وصفها بأنها شهدت “عقوداً من الموت”.
وحاول روبيو تبرير خطة ترمب، مشيراً إلى أنها تُمثل إقراراً بأن “غزة تعرضت لدمار هائل”، وأضاف: “إذا نظرنا إلى الصور الجوية وشاهدنا ما يحدث، سنجد أن هناك مليارات الدولارات ستكون مطلوبة لعملية إعادة الإعمار، وحجم الدمار ضخم جداً، كما أن بعض المناطق أصبحت غير صالحة للسكن الآن وفي المستقبل المنظور”.
وتابع: “ما أعلنه الرئيس ترمب هو عرض واستعداد الولايات المتحدة لتكون مسؤولة عن إعادة إعمار تلك المنطقة، وأثناء عملية إعادة البناء، وإزالة الأنقاض، هناك ذخائر غير منفجرة، وهناك أسلحة تابعة لحماس مدفونة تحت الأرض، وكل ذلك يجب إزالته بالكامل حتى يتمكن الناس من العيش بأمان في تلك المنطقة”.
واعتبر وزير الخارجية الأميركي أن هذه المهمة “ضخمة جداً”، لافتاً إلى أن “الشيء الوحيد الذي فعله الرئيس ترمب بسخاء شديد، من وجهة نظري، هو عرض استعداد الولايات المتحدة للتدخل، لإزالة الأنقاض، وتنظيف المنطقة من كل الدمار الموجود على الأرض، وإزالة كل الذخائر غير المنفجرة، وفي هذه الأثناء، لن يتمكن السكان الذين يعتبرونها موطناً لهم من العيش هناك”.
ووصف روبيو ما حدث في غزة بأنه “يشبه إلى حد ما كارثة طبيعية”، معتبراً أن “ما عرضه الرئيس ترمب بسخاء كبير هو إمكانية دخول الولايات المتحدة والمساعدة في إزالة الأنقاض، وإزالة الذخائر، والمساعدة في إعادة الإعمار، بما في ذلك بناء المنازل والشركات والمنشآت الأساسية، بحيث يمكن للناس العودة لاحقاً”.