اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأحد، أن حكومة بنما “انتهكت الاتفاق” الذي أبرمته مع الولايات المتحدة، مهدداً بأن “أمراً قوياً للغاية سيحدث” إذا لم تستعد الولايات المتحدة السيطرة على قناة بنما.
وتزامنت تهديدات ترمب مع زيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى بنما، لبحث مسألة القناة، التي هدد ترمب مراراً بإعادة السيطرة عليها.
وفي تصريحات للصحافيين بقاعدة أندروز قرب واشنطن، مساء الأحد، قال ترمب: “لقد انتهكت بنما الاتفاق، والصين هي التي تديره”، مضيفاً: “لم نقم بتسليم القناة إلى الصين، بل سلمناها إلى بنما بكل حماقة.. ولكن سوف نستعيدها وإلا سيحدث شيئ قوي للغاية”.
والتقى روبيو، الأحد، رئيس بنما خوسيه راؤول مولينو، حيث أبلغه أن واشنطن ستتخذ “الإجراءات اللازمة” إذا لم تعتمد بنما خطوات فورية لإنهاء ما يراه ترمب “نفوذاً وسيطرة الصين على قناة بنما”.
وقال مولينو، بعد المحادثات مع روبيو، إنه سيراجع الاتفاقيات التي تشمل الصين والشركات الصينية، وأعلن عن مزيد من التعاون مع الولايات المتحدة بشأن الهجرة، لكنه أكد أن سيادة بلاده على ثاني أكثر الممرات المائية ازدحاماً في العالم “ليست مطروحة للمناقشة”، وفق ما أوردت “رويترز”.
وبعد عودته إلى منصبه، هدّد ترمب بالسيطرة على قناة بنما، التي بنتها الولايات المتحدة في أوائل القرن العشرين وسلمتها إلى بنما في عام 1999، مدعياً أن القناة تديرها بكين.
ورفض ترمب استبعاد استخدام القوة العسكرية بشأن بنما، مما أثار انتقادات من أصدقاء واشنطن وأعدائها في أمريكا اللاتينية على حد سواء.
“الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي قريباً”
وبشأن “الحرب التجارية” التي أشعلتها رسومه الجمركية، قال ترمب إنه سيفرض “بشكل مؤكد” رسوماً جمركية جديدة على الاتحاد الأوروبي، مكرراً شكواه بشأن العجز التجاري الأميركي مع الكتلة الأوروبية.
وقال ترمب للصحافيين، في إشارة إلى التكتل الأوروبي: “إنهم لا يأخذون سياراتنا، ولا يأخذون منتجاتنا الزراعية، إنهم لا يأخذون أي شيء تقريباً، ونحن نأخذ كل شيء منهم، ملايين السيارات، وكميات هائلة من المواد الغذائية والمنتجات الزراعية”.
وأضاف ترمب: “لا أستطيع أن أقول إن هناك جدولاً زمنياً، لكن ذلك سيكون قريباً جداً”.
وبشأن إمكانية فرض رسوم على بريطانيا، اعتبر ترمب أن العلاقات التجارية معها “بها مشكلات”، و”الرسوم ربما تحدث مع المملكة المتحدة أيضاً”، ولكنه يرى أن الخلافات “يمكن حلها”. وأضاف أنه “يتفق بشكل جيد للغاية” مع رئيس الوزراء كير ستارمر.
وقالت المفوضية الأوروبية في وقت سابق، الأحد، إنه “في الوقت الحالي، لا علم لنا بأي تعريفات جمركية إضافية يتم فرضها على منتجات الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، سيرد الاتحاد الأوروبي بحزم على أي شريك تجاري يفرض تعريفات جمركية بشكل غير عادل أو تعسفي على سلع الاتحاد الأوروبي”.
ترمب مستعد لـ”لعبة الرسوم الجمركية”
واعتبر ترمب أن الأميركيين قد يشعرون “ببعض الألم” من الحرب التجارية الناشئة التي أشعلتها الرسوم الجمركية التي فرضها على كندا والمكسيك والصين.
وتجاهل أيضاً التدابير الانتقامية التي أعلنتها كندا بفرض رسوم جمركية ممثالة على الواردات الأميركية، قائلاً: “إذا أرادوا لعب اللعبة، فلا مانع لديّ، يمكننا لعب اللعبة بقدر ما يريدون”.
وأشار ترمب إلى أنه يخطط لـ”التحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو صباح الاثنين، وأيضاً مع المكسيك”، وذلك قبل أقل من يوم من الموعد المقرر لدخول الرسوم الجمركية الأميركية حيز التنفيذ.
وأعلن ترمب خلال عطلة نهاية الأسبوع، أن الرسوم الجمركية ستصل إلى 25٪ على جميع الواردات من المكسيك ومعظم السلع من كندا، و10٪ رسوم جمركية على السلع الصينية المستوردة.
وأضاف ترمب خلال حديثه للصحافيين في قاعدة أندروز” “لقد قتل (مخدر) فينتانيل هذا العام ما لا يقل عن 200 ألف شخص، يأتي إلينا من الصين عبر المكسيك، وعليهم أن يوقفوا ذلك، وإذا لم يحدث فإن الرسوم الجمركية ستزداد سوءاً”.
واعتبر ترمب أنه “على المدى الطويل، تعرضت الولايات المتحدة للخداع من قبل كل دول العالم تقريباً، لدينا عجز مع كل دولة تقريباً، وسنغيّر ذلك، هذا الأمر غير عادل”. وزعم أنه “لهذا السبب الدين العام الأميركي يبلغ 36 تريليون دولار”.