أشاد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، بزعيمة حزب “البديل من أجل ألمانيا” أليس فايدل، ووصفها بأنها “شخصية عقلانية للغاية”، داعياً الألمان للتصويت لصالح الحزب اليميني المتطرف، وذلك في أحدث علامة على تدخله في السياسة الأوروبية، وفق CNN.
ونقلت الشبكة الأميركية عن ماسك قوله خلال بث صوتي مباشر أجراه مع فايدل، الخميس، على منصة “إكس”: “فقط حزب (البديل من أجل ألمانيا) يمكنه إنقاذ ألمانيا، انتهى الموضوع، ولذا يجب على الناس أن يدعموه، وإلا فإن الأمور ستزداد سوءاً في البلاد”.
وأضاف ماسك، وهو حليف مُقرب للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، أن المناخ السياسي في ألمانيا يشبه ما حدث في الولايات المتحدة، موضحاً أن الناس كانوا غاضبين، وطالبوا بالتغيير عند التصويت لترمب في نوفمبر الماضي.
وتابع: “إذا كنت غير راضٍ عن الوضع، فيجب أن تصوت من أجل التغيير، ولهذا السبب أوصي بشدة الناس بالتصويت لصالح حزب (البديل من أجل ألمانيا)”.
ومضى ماسك يقول إن الرئيس المنتخب سينهي حرب روسيا في أوكرانيا “بسرعة كبيرة”، مما دفع فايدل إلى القول بأنها تتمنى أن “تنهي إدارة ترمب المقبلة تلك الحرب الرهيبة، لأن الأوروبيين لا يمكنهم ذلك”.
وأضافت أنهم “يعتمدون تماماً على الولايات المتحدة، بمعنى أن (الولايات المتحدة بحاجة إلى القيام بهذه المهمة بأكملها، ونحن لسنا بحاجة إلى القيام بأي شيء، نحن فقط نصعد الصراع بأكمله ضد روسيا) وهذا أمر خطير للغاية”.
وأشارت فايدل أيضاً إلى أنه “من غير المعقول” الطريقة التي تعاملت بها ألمانيا مع ترمب أثناء حملته الانتخابية، قائلة إنها شعرت “بألم جسدي” لرؤيته “مُحتقَراً”، وفي نفس المحادثة، قالت فايدل إن ألمانيا بحاجة إلى “حماية وجود إسرائيل”.
“موقف حساس”
وقالت CNN إن ماسك أصبح في موقف حساس لدى قادة أوروبا، وخاصةً في بريطانيا وألمانيا، بسبب تدخله في السياسة الأوروبية الداخلية، بينما يستعد العالم لعودة ترمب المرتقبة إلى البيت الأبيض، مشيرة إلى أن الملياردير الأميركي كان صريحاً بشكل متزايد في دعمه لليمين المتطرف في أوروبا، كما أنه يبدو حريصاً على تعزيز العلاقات بين هذه الأحزاب وفريق ترمب.
ووفقاً للشبكة، فإن هناك مثالاً آخر على ذلك يتمثل في العلاقة المتنامية بين رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني وفريق الرئيس الأميركي المنتخب، إذ تم استقبالها في منتجع مار إيه لاجو في فلوريدا، وتمت الإشادة بها من قبل ترمب بوصفها “امرأة رائعة”.
وأعلن ماسك دعمه علناً لحزب “البديل من أجل ألمانيا” قبل الانتخابات الألمانية التي ستجري في 23 فبراير المقبل، والتي من المتوقع أن يأتي الحزب فيها في المرتبة الثانية خلف حزب “الاتحاد الديمقراطي المسيحي”، حزب المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل.
وكتب ماسك عبر حسابه على منصة “إكس” في 20 ديسمبر الماضي، بعد انهيار الحكومة الألمانية في ذلك الأسبوع: “فقط حزب (البديل من أجل ألمانيا) يمكنه إنقاذ ألمانيا”، مما دفع فايدل إلى الرد عليه حينها، قائلة: “نعم! أنت على صواب تماماً”.
كما وصف ماسك الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير بأنه “طاغية معادٍ للديمقراطية” بعد أن انتقد التدخلات الأجنبية خلال خطابه بشأن حل البرلمان الألماني، ودعا المستشار الألماني أولاف شولتز إلى الاستقالة في أعقاب حادث الدهس في مدينة ماجديبورج، واصفاً إياه في منشور على “إكس” بأنه “أحمق غير كفء”.
وأشارت الشبكة إلى أن السياسيين الرئيسيين في ألمانيا ليسوا سعداء بدعم ماسك العلني لحزب “البديل من أجل ألمانيا”، إذ قارن زعيم الحزب الديمقراطي الاجتماعي لارس كلينجبيل بين الملياردير الأميركي وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حتى أن شولتز صرَّح، خلال خطابه بمناسبة العام الجديد، بأن مصير ألمانيا يجب أن يقرره المواطنون الألمان، وليس “أصحاب منصات التواصل الاجتماعي”.
وبعد أن أثار ماسك القلق في ألمانيا خلال الفترة السابقة بشأن تدخله بالانتخابات، فإنه قد يُنظر إلى البث المباشر الذي أُجري، الخميس، على أنه مثال آخر على ذلك، بحسب CNN.
وتأتي هذه التوترات المتزايدة الأخيرة وسط تحقيق جارٍ من قبل المفوضية الأوروبية حول منصة “إكس” المملوكة لماسك، وانتهاكاتها المحتملة لقانون الخدمات الرقمية.