قال نائب رئيس المكتب السياسي لجماعة “حزب الله” اللبنانية محمود قماطي، الاثنين، إن عدم انسحاب الجيش الإسرائيلي من البلاد بعد مرور 60 يوماً على إبرام اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين، يعني أن هذه القوات الموجودة هي “قوات احتلال، وسنتعامل معها على هذا الأساس”، محذراً من فتح ملف نزع سلاح الحزب، معتبراً أن “الكلام عن نزع السلاح يدفع البلاد إلى الفوضى”.
وأضاف قماطي في حوار مع تلفزيون “المنار”، أن الحزب “يتحلى بالصبر 60 يوماً، وفي اليوم الحادي والستين سيتغير الموضوع وتصبح القوات الموجودة قوات احتلال، وسنتعامل معها على هذا الأساس”.
أن “سلاح المقاومة وأموال إعادة الإعمار والترميم والإيواء خطوط حمراء لن نسمح بتجاوزها”، لافتاً إلى أن “على أميركا وفرنسا إدراك أننا لن نسمح بخرق خطوطنا الحمراء وجاهزون لكل الاحتمالات”.
وتوصلت إسرائيل و”حزب الله” إلى اتفاق على وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً بوساطة أميركية. ونص الاتفاق على أن ينسحب الجيش الإسرائيلي على مراحل بعد أكثر من عام على الحرب، بناءً على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عام 2006 والذي أنهى آخر صراع كبير بين الطرفين.
وبموجب الاتفاق، يتعين على مقاتلي “حزب الله” مغادرة مواقعهم في جنوب لبنان والتحرك إلى شمالي نهر الليطاني على بعد حوالي 30 كيلومتراً شمال الحدود مع إسرائيل التي يجب أن تنسحب بالكامل من الجنوب.
ويتضمن الاتفاق كذلك التزام “حزب الله” وجميع المجموعات المسلحة الأخرى في الأراضي اللبنانية بعدم تنفيذ أي عمليات هجومية ضد إسرائيل، والتي ستلتزم بالمقابل بعدم تنفيذ أي عمليات عسكرية هجومية ضد أهداف في لبنان سواء على الأرض أو في الجو أو البحر.
وشدد القيادي بـ”حزب الله”، على أن المخزون الصاروخي للحزب وكل قدراته القتالية “لا تزال موجودة”، لافتاً إلى أن مقاتلي الحزب “ظلوا يطلقون الصواريخ حتى آخر لحظة من الحرب مع إسرائيل”.
وأشار قماطي، إلى أن “بيئتنا تطالبنا بالتحرك ومستحيل أن نسمح باحتلال الأراضي وبناء المستوطنات عليها ودون ذلك الدماء”، حسب تعبيره.
وتقوم الولايات المتحدة وفرنسا بمهمة مراقبة الهدنة بين إسرائيل و”حزب الله” اللبناني، والتي تتضمن انسحاباً تدريجياً للقوات الإسرائيلية.
وفد فرنسي
وأعلن الجيش اللبناني في بيان، الاثنين، أن قائده جوزيف عون استقبل في مكتبه وفد فرنسي يتضمن وزير الجيوش سيباستيان لوكورنو، ووزير الخارجية جان نويل بارو.
وبحث اللقاء “الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة”، و”سبل تعزيز علاقات التعاون بين جيشي البلدين”، و”مواصلة دعم الجيش في ظل الظروف الراهنة”، وفقاً للبيان.
زيارة أميركية مرتقبة
وتأتي هذه الزيارة قبل أيام من زيارة متوقعه للمبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكستين إلى بيروت في 6 يناير المقبل، بحسب ما ذكرته مصادر أمنية لبنانية لـ”الشرق” والتي أشارت، إلى أن الزيارة قد يكون لها دور في تثبيت اتفاق الهدنة في جنوب لبنان.
وخرقت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار مرات عدة منذ التوصل إليه نهاية نوفمبر الماضي، واستهدفت العديد من القرى والمناطق الجنوبية، فيما دعت الحكومة اللبنانية الأمم المتحدة ولجنة مراقبة وقف النار للضغط على إسرائيل لوقف هذه الخروقات.
وأصدرت قيادة الجيش اللبناني، الخميس الماضي، بياناً اتهمت فيه الجيش الإسرائيلي بمواصلة التمادي في خرق اتفاق وقف إطلاق النار، والاعتداء على سيادة لبنان ومواطنيه وتدمير القرى والبلدات الجنوبية، فيما وصف مصدر عسكري لبناني الخرق بأنه “الأكبر” منذ إعلان الاتفاق.
وقال أحد المصادر لـ”الشرق”، الجمعة الماضي، إن الجانبين الأميركي والفرنسي يقومان بالتواصل مع إسرائيل للحد من خروقاتها، وحضه على الانسحاب وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والالتزام ببنود الهدنة.
وأشارت المصادر الأمنية، إلى مرور شهر على قرار وقف إطلاق النار، لكن القوات الإسرائيلية لم تنسحب حتى الآن إلا من مدينة الخيام.
وذكرت المصادر، أنه “إذا كان لدى الجانب الإسرائيلي نيّة الانسحاب الكامل من المناطق التي توغّل فيها، يمكنه فعل ذلك خلال 48 ساعة”، واصفاً ما يقوم به الجانب الإسرائيلي بـ”المماطلة والمراوغة”.
وأكدت المصادر الأمنية، أن هناك “6 آلاف عنصر من الجيش اللبناني في كامل جاهزيتهم للانتشار في مناطق الجنوب بالقطاعات الثلاث الغربي والشرقي والأوسط، عندما ينسحب الجانب الإسرائيلي، وهذه العناصر حُددت لها أماكن ومراكز الانتشار، لكن الأهم فقط هو أن ينسحب (الجانب) الإسرائيلي”.