أعلنت كل من ألمانيا وإيطاليا، الثلاثاء، أنهما منفتحتان على إقامة اتصالات مع ممثلين عن “هيئة تحرير الشام” في سوريا، لتنضما بذلك إلى الولايات المتحدة، وبريطانيا في إجراء اتصالات مع الفصائل التي قادت تحالفاً للإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد.
وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أمام البرلمان إن إيطاليا “ترحب بسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد”، مضيفة أنها مستعدة للحديث مع “حكام البلاد الجدد”.
وأضافت: “المؤشرات الأولية مشجعة، لكن هناك حاجة لأقصى درجات الحذر”، مشيرة إلى أن إيطاليا هي البلد الوحيد ضمن مجموعة السبع الكبرى التي أعادت فتح سفارتها في دمشق، وكان ذلك قبل أشهر من الإطاحة بالأسد.
بدورها، قالت وزارة الخارجية الألمانية، الثلاثاء، إن برلين تعتزم إجراء محادثات مع ممثلين عن “هيئة تحرير الشام” في سوريا، وذكر متحدث باسم الوزارة أن أول محادثات لدبلوماسيين ألمان مع ممثلين عن حكومة تصريف الأعمال، التي عينتها “هيئة تحرير الشام”، ستركز على عملية انتقالية في سوريا وحماية الأقليات.
وأضاف في بيان: “كما يجري استكشاف الإمكانيات لوجودٍ دبلوماسي في دمشق”، مؤكداً أن برلين تراقب “هيئة تحرير الشام” عن كثب بالنظر إلى أن جذورها تعود لأيديولوجية تنظيم “القاعدة”.
وتابع: “يمكن القول في ضوء المتاح، إنهم يتصرفون بحكمة حتى الآن”، موضحاً أن ألمانيا تتواصل بشكل وثيق مع شركائها، ومن بينهم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ودول عربية، بشأن سوريا.
وأدى الصراع السوري إلى لجوء نحو مليون سوري إلى ألمانيا، فيما أثار انتهاء الصراع نقاشاً في ألمانيا عن إجراءات اللجوء، المعلقة حالياً بالنسبة للسوريين لحين تقييم الوضع في بلدهم.
بريطانيا والولايات المتحدة
وتنضم برلين وروما إلى لندن وواشنطن، إذ أفادت بريطانيا، الأحد، بأنها أجرت اتصالات دبلوماسية مع “هيئة تحرير الشام”، معلنة عن حزمة مساعدات لسوريا بقيمة 50 مليون جنيه إسترليني (63 مليون دولار).
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في تصريحات لصحافيين: “هيئة تحرير الشام لا تزال منظمة محظورة لكن يمكننا إجراء اتصالات دبلوماسية، وبالتالي لدينا اتصالات دبلوماسية مثلما تتوقعون”.
وأضاف لامي: “باستخدام جميع القنوات المتاحة لدينا، وهي القنوات الدبلوماسية وبالطبع قنوات المخابرات، نسعى للتعامل مع هيئة تحرير الشام حيثما يتعين علينا ذلك”.
كما أقر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، السبت، بوجود اتصالات مباشرة بين الولايات المتحدة و”هيئة تحرير الشام”، وذلك بعد اجتماع وزراء خارجية دول عربية وتركيا في الأردن.
وقال بلينكن إنه تم الاتفاق على بيان مشترك يحدد المبادئ التي تريد الدول اتباعها في الانتقال السياسي في سوريا، بما في ذلك الشمول واحترام الأقليات، وفي وقت سابق أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، جير بيدرسون، في حديث إلى مجلة “المجلة”، اعتزامه زيارة دمشق، لإجراء مباحثات مع فصائل المعارضة السورية بقيادة “هيئة تحرير الشام”.