ينظم متحف هيروشيما للفن، معرضاً جماعياً يوثّق 35 عاماً من التعبير البصري الياباني، بعنوان “زيبانغو: فنانون معاصرون عاشوا في عصر هيسي”. وكلمة “هيسي” جاءت من كتب التاريخ والفلسفة الصينية، وتعني “سلام في الداخل ورخاء في الخارج”.
يقدّم المعرض استكشافاً زمنياً للفن الياباني المعاصر الذي ظهر خلال عصر “هيسي”، وضمن تسلسل يشبه الأحداث التاريخية.
يشارك في المعرض 29 فناناً معاصراً رائداً من اليابان، لعبوا دوراً محورياً في تلك الحقبة، مثل يايوي كوساما، وتاكاشي موراكامي، ويوشيتومو نارا، وميوا كوماتسو، وماكوتو أيدا، ويجمع المعرض مجموعة مهمّة من الأعمال.
يُطلق على عصر “هيسي” اسم “الثلاثين عاماً الضائعة”، التي ترمز إلى العقود الضائعة من الضائقة الاقتصادية، وباعتبارها كذلك فترة من الثراء الثقافي، حيث ازدهرت المواهب الاستثنائية في الموضة والهندسة المعمارية والمانجا والفن المعاصر، واكتسبت شهرة عالمية.
المعرض هو نسخة معاد هيكلتها وموسعة من معرض “زيبانغو”، الذي أقيم أصلاً في اليابان بين 2011و 2012، وكان هدفه إعادة اكتشاف جاذبية الفن الياباني المعاصر. كما سعى إلى شفاء اليابان وتجديد شبابها من خلال قوة الفن، في أعقاب زلزال شرق اليابان الكبير.
وقال مدير المعرض سوو ميزوما المقيم في طوكيو: “إن اليابان يتم اكتشافها دائماً من قِبل الدول الأخرى”. مشيراً إلى “هذا المزيج من الإعجاب الثقافي، واهتمام المرتزقة أيضاً، الذي دفع القوى الأجنبية للبحث عن كنوز اليابان”.
وفي إشارة إلى أن حقبة هيسي، بالنسبة لليابان، كانت “فترة سلمية دون حرب”، لاحظ ميزوما “أن المعارض في هيروشيما تشجّع بشكل طبيعي على التفكير في أهوال الحرب، وأهمية السلام”.
أضاف: “العديد من الأعمال المعروضة تتحدث عن هذا الشعور. مثلاً عمل ماساهيرو أوسامي “هاياشي يوريكو، هيروشيما 2014″، هو عبارة عن صورة من نصفين، تمثّل اللون والحياة من جهة، والموت والدمار من جهة أخرى، وتظهر 500 مواطن من هيروشيما يشاركون في حدث “الموت” للحفاظ على الذاكرة.
في العمل المذكور تجلس الناجية من القنبلة الذرية يوريكو هاياشي، وسط المشهد، وهي ترتدي كيمونو احتفالي أسود، وتحمل طفلاً رضيعاً. ويمثّل العمل، المحاط بمشاركين من أربعة أجيال، ماضي هيروشيما وحاضرها ومستقبلها.
كذلك عمل الفنانة Miwa Komatsu بعنوان “أرواح الزمن”، المستوحى من حوارات مع الناجين من القنبلة الذرية.
تقول الفنانة: “تعلّمت أهمية الحفاظ على صلواتنا حيّة من أجل السلام. ما حدث في هيروشيما لم يؤثر على هذه المدينة فحسب، بل على النظام البيئي العالمي بأكمله. ربما تكون الحرب قد انتهت، لكن الندوب النفسية لا تزال قائمة.