قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الخميس، إن النقاش داخل إيران من المرجح أن يتحول نحو امتلاك أسلحة نووية، إذا استمر الغرب في التهديد بإعادة فرض جميع عقوبات الأمم المتحدة، حسبما ذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية.
وأضاف عراقجي في حديث قبل اجتماع بين المفاوضين الإيرانيين والأوروبيين في جنيف، الجمعة المقبل، إن “إيران تمتلك بالفعل القدرة والمعرفة اللازمتين لإنتاج الأسلحة النووية، لكنها لا تمثل جزءاً من استراتيجتنا الأمنية”. مستدركاً لكن “ذلك لا يشكل جزءاً من استراتيجيتها الأمنية”.
وأقر وزير خارجية إيران، بأنه متشائم بشأن الاجتماع، قائلاً إنه “غير متأكد من أن طهران تتحدث إلى الطرف الصحيح”.
وأفاد بأنه يعتقد أن الدول الأوروبية، وخاصة المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، كانت عازمة على المواجهة بعد اجتماع مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي، إذ تم تمرير اقتراح رقابة أوروبي جاء فيه، لقد “فشلت إيران في التعاون مع المفتشين، وكانت تقوم ببناء مخزون من اليورانيوم ليس له أي غرض مدني سلمي”.
وأشار عراقجي إلى أن انخراط إيران مع الغرب في برنامجها النووي ليس مضموناً. وقال: “هناك نقاش الآن في إيران حول ما إذا كانت هذه ربما سياسة خاطئة. لماذا؟ لأنها أثبتت أننا فعلنا ما أرادوا، وعندما جاء دورهم لرفع العقوبات، لم يفعلوا ذلك عملياً، لذا ربما يكون هناك خطأ في سياستنا”.
وتابع: “أستطيع أن أقول لكم بصراحة تامة، إن هناك نقاشاً يدور في إيران، وخاصة بين النخب، وحتى بين الناس العاديين، حول ما إذا كان ينبغي لنا أن نغير هذه السياسة أم لا، وما إذا كان ينبغي لنا أن نغير عقيدتنا النووية، كما يقول البعض، أم لا، لأنها أثبتت عدم كفايتها في الممارسة العملية”.
وأشار عراقجي إلى أنه في حال أعادت الدول الأوروبية فرض العقوبات على إيران في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة “فإنها ستكون قد أقنعت الجميع في إيران بأن عقيدتكم كانت خاطئة”.
وأضاف: “هذه هي النتيجة بعد 10 إلى 12 سنة من المفاوضات، وبعد 10 سنوات من التنفيذ، عادت إيران إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة”، معتبراً حدوث ذلك يعني أن الجميع سيقتنعون بأننا سلكنا الاتجاه الخاطئ”.
“إلغاء الفتوى النووية”
وذكر عراقجي بأنه في الوقت الحالي لا يمكن إلغاء الفتوى ضد امتلاك الأسلحة النووية إلا من قبل المرشد الأعلى، قائلاً :”الأسلحة النووية ليس لها مكان في حساباتنا الأمنية”.
وأضاف أن إيران لم تزود روسيا بصواريخ باليستية، لكن من المشروع لطهران أن يكون لها تعاون عسكري وثيق مع موسكو، رغم أنها تدعم وحدة أراضي أوكرانيا.
وأوضح عراقجي، أن إمداد إيران لروسيا بطائرات بدون طيار، ومعدات أخرى لاستخدامها في أوكرانيا، قد أدى إلى تسميم العلاقات مع أوروبا، وفقاً للصحيفة.
وزاد: “إنهم ليسوا في أي موقف أخلاقي أو سياسي يسمح لهم بالشكوى من تعاوننا مع روسيا، بينما يبيعون في الوقت نفسه أسلحة متطورة لإسرائيل لقتل الفلسطينيين”.
وأضاف أن إيران مستعدة لمواصلة إمداد “حزب الله” في لبنان بالأسلحة إذا طلبت المجموعة ذلك، مضيفاً أن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار فقط لأنها غير قادرة على “إنهاء المهمة”.
نتائج المواجهة في لبنان
وفي معرض تعليقه على نتائج المواجهة في لبنان، والتي يرى كثيرون أنها أضعفت إيران، قال: “لماذا أصبحت إسرائيل الآن مستعدة لوقف إطلاق النار في لبنان؟ لأنها لم تتمكن من إنهاء المهمة، وهي غير قادرة على ذلك”.
وأضاف: “نعم، عانى حزب الله، على مستوى قياداته، لكن المنظمة لم تتأثر”، وفقاً للصحيفة.
كما سخر من ادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار في لبنان جزئيا، لأنها أرادت تركيز طاقاتها على منع إيران من الحصول على سلاح نووي.
وقال: “حرب شاملة مع إيران ووقف إطلاق النار في لبنان؟ هذا لا يبدو منطقياً أو مفهوماً”.
واعتبر أن شن إسرائيل حرباً شاملة ضد إيران سيكون بمثابة كارثة، قائلاً : “هذا لا يعني أننا نريد الحرب. وعلى النقيض من الإسرائيليين، نحن لا نريد الحرب، لكننا مستعدون تماماً لذلك، ولا نخاف من الحرب. وإذا أرادوا محاكمتنا، فيمكنهم فعل ذلك”.
سحب أسلحة “حزب الله”
وأشار عراقجي إلى أن الأمر متروك لـ”حزب الله” ليقرر ما إذا كان يريد سحب أسلحته شمال نهر الليطاني، كما هو منصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، معتبراً أن المجموعة ليست وكيلاً لإيران.
وقال: “حزب الله والآخرون ليسوا وكلاء لنا. نحن ندعمهم فقط كأصدقاء لنا، لذلك لم نُمل عليهم أو على أي مجموعة مقاومة أخرى في المنطقة. إنهم يقررون بأنفسهم، وينفذون قراراتهم بأنفسهم”.
وأفاد بأن قرار “حزب الله” بإنهاء ارتباطه بين الحربين في لبنان وغزة، بقبول وقف إطلاق النار كان قراراً صائباً، متسائلاً “عما إذا كان هذا القرار سيتبعه وقف إطلاق نار آخر في غزة”.
وقال: “لا تستطيع إسرائيل أن تؤيد وقف إطلاق النار مع حركة حماس؛ لأنه سيكون بمثابة هزيمة كاملة للإسرائيليين”.
الإدارة الأميركية الجديدة
وأشار عراقجي إلى أن هدف إسرائيل هو “المحو الاستعماري” للفلسطينيين، وإن الأمر متروك للإدارة الأميركية الجديدة لتقرر ما إذا كانت ستدعم هذا أم لا، وفقاً للصحيفة.
وعندما سُئل عما إذا كانت السياسة الخارجية الإيرانية تسبب بؤساً داخلياً، أقر بأن فوز بيزيشكيان في الانتخابات الرئاسية كان لأنه أراد الانخراط مع بقية العالم، لكنه لازال حائراً عما إذا كان الغرب قد رحب به.
وكشف عراقجي أنه سعى إلى منع اندلاع حرب شاملة قائلاً: “في صباح اليوم التالي لحفل تنصيبه، اغتيل إسماعيل هنية زعيم المكتب السياسي لحركة حماس في طهران، لقد أمضيت أول 100 يوم من ولايتي وزيراً للخارجية في محاولة منع اندلاع حرب شاملة”.