أصدر مجتمع الاستخبارات الأميركي، بياناً مشتركاً، اتهم فيه عملاء روس بالوقوف وراء سلسلة من مقاطع الفيديو “المضللة” بشأن الانتخابات الرئاسية في الفترة الأخيرة، محذّراً من أنه سيكون هناك المزيد من مثل هذه المقاطع في الأسابيع المقبلة أيضاً.
وجاء في البيان الصادر عن مكتب مديرة الاستخبارات الوطنية ODNI، ومكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية CISA: “يقدر مجتمع الاستخبارات (الأميركي) أن مؤثرين روس قاموا بإنتاج مقطع فيديو حديث يُظهر، بشكل زائف، أشخاصاً يدعون أنهم من هايتي ويصوتون بشكل غير قانوني في عدة مقاطعات بولاية جورجيا”.
وأضاف البيان أن هذا الحكم يستند إلى المعلومات المتاحة لدى مجتمع الاستخبارات والأنشطة السابقة للجهات الفاعلة الروسية الأخرى، بما في ذلك مقاطع فيديو وأنشطة تضليل أخرى. وتابع: “تمثل هذه الأنشطة الروسية جزءاً من جهود موسكو الأوسع لإثارة أسئلة لا أساس لها بشأن نزاهة الانتخابات الأميركية، وإشعال الانقسامات بين الأميركيين”.
“نزاهة الانتخابات”
وتتوقع أجهزة الاستخبارات الأميركية، في بيانها، أن تقوم روسيا بصناعة وإصدار محتوى إعلامي آخر يسعى إلى تقويض الثقة في نزاهة الانتخابات وتقسيم الأميركيين في الفترة التي تسبق يوم الانتخابات وفي الأسابيع والأشهر التي تليها.
ونقلت شبكة CNN عن ديرين لينفيل، وهو باحث بارز في مجال التضليل بجامعة “كليمسون”، قوله إنه “من الممكن أن تكون مجموعة التأثير الروسية Storm-1516 هي مَن تقف وراء مقطع فيديو تزوير أصوات الناخبين الذي استهدف جورجيا”، مضيفاً أن “الفيديو، الذي يُظهر مهاجراً من هايتي يزعم أنه صوَت عدة مرات لصالح نائبة الرئيس كامالا هاريس، يحمل العديد من السمات المميزة لحملات التضليل بالفيديو السابقة التي قامت بها هذه المجموعة”.
وكان الفيديو الأصلي، الذي ظهر على “إكس”، الخميس، حقق أكثر من نصف مليون مشاهدة، وعلى الرغم من حذف المنشور الأصلي، فإن المقطع لا يزال ينتشر بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي باعتباره دليلاً مزعوماً على تزوير أصوات الناخبين في الولاية المتأرجحة.
“مزيف بشكل واضح”
وسارع سكرتير الولاية، براد رافينسبيرجر، إلى وصف الفيديو بأنه “مزيف بشكل واضح”، قائلاً في منشور عبر منصة “إكس” إنه “من المحتمل أن يكون “جزءاً من جهود التضليل الروسية”.
وأضاف رافينسبيرجر، وهو المسؤول الانتخابي الأعلى في الولاية المتأرجحة، أن الفيديو كان يهدف إلى إثارة مخاوف بشأن عملية التصويت في جورجيا، مؤكداً أنه يعمل مسؤولي الولاية والسلطات الفيدرالية لـ”تحديد مصدره”.
وطالب رافينسبيرجر مالك منصة “إكس” الملياردير إيلون ماسك وقيادات منصات التواصل الاجتماعي الأخرى بحذف الفيديو الذي قال إنه “من المحتمل أن يكون من إنتاج شركات الدعاية الروسية”.
وقال مدير وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية السابق كريس كريبس إن مقطع الفيديو “يمثل مزيداً من الهراء من شركات الدعاية الروسية”، مضيفاً: “توقعوا طوفاناً من مثل هذا الهراء في الأسابيع القليلة المقبلة أيضاً”.
من جانبها، رأت صحيفة “بوليتيكو” أن البيانات السريعة المتتالية من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تكشف مدى عدوانيتها في الكشف عن جهود الدعاية الأجنبية في هذه الانتخابات، وكذلك مدى عدم استسلام بعض خصوم الولايات المتحدة، قائلة إنه في الانتخابات السابقة، كان الأمر يستغرق وقتاً أطول بكثير لإصدار مثل هذه التصريحات العلنية.