تواجه شركة “سكاي ديو” (Skydio)، أكبر شركة لتصنيع الطائرات المسيرة في الولايات المتحدة، ومورد رئيسي للجيش الأوكراني، أزمة في سلسلة التوريد بعد أن فرضت بكين عقوبات عليها، بما في ذلك منع المجموعات الصينية من تزويدها بمكونات أساسية، حسبما نقلت “فاينانشيال تايمز”.
وتسعى الشركة الأميركية جاهدة، إلى إيجاد موردين بديلين بعد العقوبات الصينية، التي تشمل أيضاً منع إمدادات البطاريات، وفقاً لأشخاص مطلعين.
وطلبت شركة تصنيع المسيرات، المساعدة من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إذ التقى الرئيس التنفيذي للشركة، آدم بري، الأسبوع الماضي، بنائب وزير الخارجية الأميركي كيرت كامبل، وأجرى مناقشات مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض.
ويشعر المسؤولون الأميركيون بالقلق، بشأن قيام الصين بتعطيل سلاسل التوريد الأميركية، وتزويد أوكرانيا بطائرات بدون طيار تستخدم في جمع المعلومات الاستخباراتية.
وكتب الرئيس التنفيذي للشركة آدم بري، في مذكرة موجّهة إلى العملاء حصلت عليها “فاينانشيال تايمز”، “هذه لحظة فاصلة في صناعة الطائرات بدون طيار. إذا كان هناك أيّ شك، فإن هذا الإجراء يوضح أن الحكومة الصينية ستستخدم سلاسل التوريد كسلاح لتعزيز مصالحها على مصالحنا”.
وأضاف أن “هذه محاولة للقضاء على شركة الطائرات بدون طيار الأميركية الرائدة، وتعميق اعتماد العالم على موردي الطائرات بدون طيار الصينيين”.
وتؤكد أزمة “سكاي ديو”، المخاطر التي تواجهها الشركات الأميركية، التي تعتمد على الصين، وتأتي وسط مخاوف بين الشركات الأجنبية بشأن استخدام بكين لقوانين الأمن لاحتجاز موظفيها المحليين وتنفيذ مداهمات للشركات في البلاد، وفق “فاينانشيال تايمز”.
عقوبات صينية سابقة
وكانت العقوبات التي فرضتها الصين في الحادي عشر من أكتوبر الجاري، قد ضربت العديد من المجموعات الأميركية، بما في ذلك شركة “سكاي ديو” الخاصة، رداً على موافقة واشنطن على بيع طائرات بدون طيار هجومية إلى تايوان. وكانت “سكاي ديو” قد فازت مؤخراً بعقد مع وكالة الإطفاء التايوانية.
وفرضت بكين العقوبات قبل أن تنجح “سكاي ديو” في العثور على موردين بديلين.
وقالت مصادر مطلعة، إن السلطات الصينية زارت موردي “سكاي ديو”، بما في ذلك “دونجقوان باور أمب”، وهي شركة تابعة لشركة “تي دي كي” اليابانية، التي تصنع بطاريات الطائرات المسيرة، وأمرتهم بقطع العلاقات.
وأبلغت “سكاي ديو” عملائها، الأربعاء، بأنها تقوم بتقنين عدد البطاريات الموردة للطائرات بدون طيار بسبب الخطوة الصينية، وأنها لا تتوقع الحصول على موردين جدد حتى الربيع المقبل.
وكشفت “فاينانشيال تايمز”، أن “سكاي ديو” تتفاوض مع شركات في آسيا، بما في ذلك في تايوان. وقالت مصادر مطلعة إن المسؤولين الأميركيين اتصلوا بحلفاء آسيويين لمناقشة سبل مساعدة الشركة. كما كانت “سكاي ديو” على اتصال بنائب رئيس تايوان هسياو بي خيم بشأن هذه القضية.
وتبيع الشركة، التي تتخذ من سان ماتيو مقراً لها، لعملاء الشركات والحكومة، بما في ذلك الجيش الأميركي. وقالت إنها أرسلت أكثر من 1000 طائرة بدون طيار إلى أوكرانيا لأغراض جمع المعلومات الاستخباراتية والاستطلاع. كما تم استخدام الطائرات بدون طيار للمساعدة في “توثيق جرائم الحرب الروسية”، حسبما نقلت “فاينانشيال تايمز”.
وقالت “سكاي ديو” إن أحدث طرازاتها، X10، كان أول طائرة بدون طيار أميركية تجتاز اختبارات الحرب الإلكترونية الأوكرانية، مما يعني أنه من الصعب التشويش عليها، وأن كييف طلبت الآلاف منها.
عقوبات أميركية
ويأتي الإجراء الصيني في الوقت الذي ينظر فيه الكونجرس الأميركي في تشريع من شأنه استهداف شركة Dji الصينية، المتخصصة في صناعة المٌسيرات، بالحظر من العمل داخل السوق الأميركية، خوفاً مما تشكله من خطر على الأمن القومي لواشنطن.
وقال أحد المسؤولين الأميركيين: “نشتبه في أن بكين استهدفت (سكاي ديو) لأنها من المرجح أن تُرى كمنافس لشركة Dji”. وأضاف: “إذا كان هناك بصيص أمل، فيمكننا استخدام هذه الحلقة لتسريع عملنا لتنويع سلاسل توريد الطائرات بدون طيار بعيداً عن الصين”.
وقال المسؤولون الأميركيون، إنهم يأملون أن تؤدي أزمة سكاي ديو أيضاً إلى زيادة الوعي في القطاع الخاص بشأن خطر تركيز سلاسل التوريد في الصين.
وقيدت الصين في الماضي إمدادات المعادن النادرة لمحاولة الضغط على دول أخرى، وحذرت اليابان مؤخراً من أنها ستمنع شحنات المعادن الحيوية إذا تبنت طوكيو ضوابط التصدير، التي فرضتها واشنطن.
وفرضت بكين في السنوات الأخيرة عقوبات على العديد من شركات الدفاع الأميركية، بما في ذلك “لوكهيد مارتن” و”رايثيون” و”بوينج” و”أندوريل إندستريز”، التي تصنع بعض الطائرات بدون طيار الهجومية المتجهة إلى تايوان.
وقال كريج سينجلتون من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: “بينما تستهدف عقوبات الصين اليوم مصنعي الدفاع والطائرات بدون طيار، فمن المؤكد أنها ستتوسع غداً إلى قطاعات أخرى مع تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين”.