اعتبر وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الخميس، أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لا تتناسب مع هجوم حركة “حماس” على بلدات جنوب إسرائيل في 7 اكتوبر 2023، واصفاً الحرب بأنها “رد مفرط” على الهجوم.
وشدد وزير الخارجية السعودي، خلال حوار مع الإعلامية الأميركية بيكي أندرسون، ضمن فعاليات مبادرة استثمار المستقبل في العاصمة السعودية الرياض، على ضرورة إقامة دولة فلسطينية “دون تأخير” مرتبطة بالقانون الدولي “لا بما تريده إسرائيل”، وأعرب كذلك عن قلق بلاده من مواقف تل أبيب الرافضة لقيام تلك الدولة فلسطينية، وأضاف: “الفلسطينيون لن يغادروا أرضهم وعلى العالم التعايش مع هذه الحقيقة”.
وقال وزير الخارجية السعودي، إن من مصلحة إسرائيل الأمنية والاستراتيجية تنفيذ “حل الدولتين”، مشدداً على أنه “دون مسار لوقف إطلاق النار في غزة فإن العنف سيتواصل”.
وبشأن مفاوضات حرب غزة، أكد الأمير فيصل بن فرحان، دعم السعودية لجهود مصر وقطر والولايات المتحدة، لإنهاء الحرب، مضيفاً: “نبذل جهوداً كبيرة لمحاولة لوقف الحرب”، متهماً الجيش الإسرائيلي بمنع الغذاء والماء والدواء عن شمال قطاع غزة، فيما وصفه بأنه “شكل من أشكال الإبادة الجماعية التي تغذي دائرة العنف”، وأشار إلى أن “متطلبات إسرائيل الكثيرة في مفاوضات غزة كانت تتسبب بانهيار التفاوض”.
حوار سعودي إيراني
وعن العلاقات السعودية الإيرانية، قال الأمير فيصل بن فرحان، إنها “تسير في الاتجاه الصحيح، لكنها معقدة بسبب الأوضاع الإقليمية”، وأشار إلى أن “إيران أبلغتنا بأن استمرار دائرة التصعيد الإقليمية ليس في مصلحتها”، وأضاف: “إيران تدرك خطر التصعيد وتريد تجنبه”، وتابع: “لكن لديهم حساباتهم الاستراتيجية”.
وعبّر وزير الخارجية السعودي عن أمله في ترجمة الإيرانيين لحديثهم عن وقف التصعيد إلى واقع ملموس، لافتاً إلى أن السعودية “تجري حوارات صريحة وواضحة معهم”.
وأكد أن “كيفية حكم إيران لنفسها شأن خاص بها وما يهمنا سياستها الإقليمية”، ولفت إلى أن المملكة “لم تشارك في أي تمرينات أو مناورات عسكرية مع طهران”.
شراكة استراتيجية مع واشنطن
ووصف الأمير فيصل بن فرحان، علاقات الرياض مع واشنطن بأنها “متينة”، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن “المملكة تنوع شراكاتها الدولية”.
وأضاف أن “الشراكة الأمنية والاقتصادية بين الرياض وواشنطن جيدة جداً”، وشدد على أنه “لدينا شراكة استراتيجية مفيدة مع أميركا”.
وزير الخارجية السعودي، أوضح خلال اللقاء، أن الاتفاقيات الثنائية التي تأمل السعودية إبرامها مع الولايات المتحدة “ليست مرتبطة” بالتطبيع مع إسرائيل، مضيفاً أن “التطبيع مع إسرائيل خارج طاولة التفاوض حتى نرى قيام دولة فلسطينية”.
رفض الإملاءات الخارجية على لبنان
وحث الأمير فيصل بن فرحان، لبنان، على رفض الإملاءات الخارجية، مؤكداً: “شكل لبنان في المستقبل شأن لبناني خالص”.
ولفت إلى أن “الكثير من قضايا الفساد والأمن في لبنان بحاجة إلى إصلاحات جذرية”، وتابع: “إذا رأينا إصلاحات حقيقية قد نتشجع للمساعدة”.
وشدد على أن المملكة لم تنفصل عن لبنان، مضيفاً: “كنا نتشاور معهم دائماً”.