قال مسؤولون بالخارجية التركية، إن الوزير هاكان فيدان، سيتوجه إلى جيبوتي، الأسبوع المقبل، لحضور اجتماع وزاري تركي إفريقي، ومناقشة سبل تحسين التعاون بين أنقرة والقارة الإفريقية.
وعززت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، من وجودها ونفوذها في إفريقيا في السنوات القليلة الماضية، وزادت التجارة إلى ثمانية أمثالها تقريباً.
كما قدَّمت أنقرة دعماً دبلوماسياً وعسكرياً لبعض الدول، وأبرمت صفقات في مجالات مختلفة.
وذكر المسؤولون الأتراك، الذين تحدثوا لـ”رويترز”، شريطة عدم ذكر أسمائهم، أن اجتماع جيبوتي، سيقيّم مؤتمراً سابقاً، عُقد في عام 2021، وسيناقش التحركات المحتملة لتعزيز التعاون.
وأضاف المسؤولون، أن الاجتماع سيعقد في الثاني والثالث من نوفمبر المقبل، بمشاركة ممثلين من 14 دولة إفريقية، ووزير الخارجية التركي فيدان.
أزمة إثيوبيا والصومال
يأتي ذلك في ظل جهود الوساطة التركية بين الصومال وإثيوبيا إذ أبرمت الأخيرة اتفاقاً يقضي باستئجار مساحة من ساحل أرض الصومال الانفصالي.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن أنقرة تستهدف إجراء محادثات منفصلة مع كل من الصومال وإثيوبيا، في إطار جهودها لحل الخلاف بين الجانبين.
واستضافت تركيا جولتين من المحادثات بين الدولتين المتجاورتين في محاولة لإصلاح العلاقات بينهما. وألغيت جولة ثالثة من المحادثات كان من المقرر عقدها في أنقرة في سبتمبر الماضي.
وقال فيدان لوكالة الأناضول التركية للأنباء، إن أنقرة تتواصل مع الصومال وإثيوبيا على المستويين الوزاري والرئاسي، معبراً عن تفاؤله بإمكانية إيجاد حل؛ نظراً لأن الطرفين “تلاقت أفكارهما إلى حد ما” خلال جولتي المحادثات السابقتين.
جيبوتي على خط الأزمة
وفي سبتمبر، قالت “بلومبرغ” إن حكومة جيبوتي تخطط لمنح إثيوبيا حق وصول حصري لميناء جديد لنزع فتيل التوترات التي أشعلتها طموحات الدولة التي لا تتمتع بمنافذ بحرية في الحصول على طريق مباشر إلى البحر.
وقال وزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية BBC، إن جيبوتي، التي تشترك في الحدود مع إثيوبيا وأرض الصومال “على وشك تقديم عرض لإثيوبيا يشمل طريقاً بديلاً إلى خليج عدن”.
وأضاف يوسف أن بلاده، التي تطل على مضيق لممر شحن عالمي يربط البحر الأحمر وقناة السويس بخليج عدن والمحيط الهندي، تشعر بالقلق إزاء التوترات المتزايدة في المنطقة. وأشار إلى أنه “على الرغم من أن جيبوتي بلد مستقر وآمن إلى حد كبير، لا يمكننا القول إن التوترات في الدول المجاورة لا تؤثر علينا”.
وأضاف الوزير أن تصاعد الأزمة في المنطقة سيكون “مصدر قلق رئيسي”.
ووقَّعت تركيا، اتفاقية تعاون مع النيجر في مجال التعدين، بعد أن وقَّعت معها اتفاقية مماثلة في مجال النفط والغاز في يوليو الماضي.
وتتنافس تركيا مع قوى كبرى، مثل فرنسا وروسيا والصين، على موطئ قدم في إفريقيا، وتقيم شراكات مع عدة دول، وتزوِّد الصومال وإثيوبيا، ودول أخرى بالطائرات المسيّرة العسكرية.