أظهرت مذكرة داخلية اطلعت عليها “رويترز”، الثلاثاء، أن منظمة الصحة العالمية وضعت مدة أقصاها سنة واحدة لعقود التوظيف، وتعكف على تحديد الأولويات لتحقيق الاستدامة في مهامها بعد انسحاب الولايات المتحدة من عضويتها.
وأوردت المذكرة المؤرخة في العاشر من مارس، وتحمل توقيع راؤول توماس مساعد المدير العام للمنظمة، تدابير جديدة في سلسلة إجراءات تهدف إلى خفض التكاليف بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانسحاب من المنظمة في يناير.
وجاء في الوثيقة أن مسؤولين كباراً في المنظمة يعكفون منذ ثلاثة أسابيع على “تحديد الأولويات” لتحقيق الاستدامة في مهامها.
وأوضحت أن الموظفين يبحثون عن مصادر تمويل إضافية من الدول، وغيرها من الجهات المانحة.
ولم تعلن المنظمة تقليص عدد الموظفين حتى الآن، لكنها قالت إن “بعض القرارات الصعبة لا مفر منها نظراً لحجم التحديات التي نواجهها”.
ولم يرد متحدث باسم منظمة الصحة العالمية على طلب للتعليق من “رويترز”.
ووقّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يناير الماضي، على أمر تنفيذي لانسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، وهو القرار الذي من شأنه أن يقطع أحد أكبر مصادر التمويل عن المنظمة الأممية.
وقال ترمب للصحافيين في المكتب البيضاوي خلال التوقيع على القرار إن “الولايات المتحدة ستنسحب من منظمة الصحة العالمية”، معتبراً أن الوكالة الأممية “تعاملت بشكل سيئ مع جائحة فيروس كورونا، وأزمات صحية دولية أخرى”.
وزعم ترمب أن المنظمة “فشلت في التصرف بشكل مستقل، بعيداً عن التأثير السياسي للدول الأعضاء”، مضيفاً أنها “طالبت بمدفوعات باهظة بشكل غير عادل من الولايات المتحدة، والتي لا تتناسب مع المبالغ التي قدمتها دول أخرى أكبر، مثل الصين”.
وقال ترمب: “لقد خدعتنا منظمة الصحة العالمية، والجميع يخدعون الولايات المتحدة، لن يحدث هذا بعد الآن”.
وتعني هذه الخطوة أن الولايات المتحدة ستترك هذه المنظمة التابعة للأمم المتحدة في غضون 12 شهراً، وتوقف جميع مساهماتها المالية.
وتعد الولايات المتحدة أكبر داعم مالي لمنظمة الصحة العالمية، حيث تساهم بنحو 18% من إجمالي تمويلها. وكانت أحدث ميزانية للمنظمة لمدة عامين (2024-2025)، 6.8 مليار دولار.
وحاول ترمب خلال ولايته الأولى الانسحاب من المنظمة خلال الأشهر الأخيرة له في ولايته الأولى، لكن تنفيذ هذا القرار تعثر بسبب قانون قديم في الكونجرس يلزم الرئيس بتقديم إشعار قبل عام، ليقرر الرئيس السابق جو بايدن إلغاءه.
وتنفي منظمة الصحة العالمية بشدة ادعاء ترمب بأنها “ساعدت جهود الصين لتضليل العالم بشأن أصول فيروس كورونا”، وتقول إنها تواصل الضغط على بكين لمشاركة البيانات لتحديد ما إذا كان كوفيد-19 نشأ من اتصال بشري بحيوانات مصابة، أو بسبب تسرب من مختبر محلي.